قصة المختفي مصطفى شرّوف على يد المخابرات الجوية في اللاذقية
المختفي مصطفى شرّوف، من مواليد العام 1984 في قرية وادي الشيخان (منطقة القساطل) في ريف اللاذقيّة، كان يعمل في مجال الزراعة، وقد وصل في تحصيله العلمي إلى الشهادة الإعداديّة، وهو عازب.
بحسب والدة مصطفى التي أدلت بشهادتها[1] لسوريّون من أجل الحقيقة والعدالة فقد اعتقل مصطفى من قبل فرع المخابرات الجوية باللاذقية حين كان في منزل العائلة الأساسي[2] بقرية الشيخان بريف اللاذقية، وذلك بتاريخ 2 أيّار/مايو 2012، حيث قامت دوريّة تابعة لذلك الفرع بمحاصرة منزل مصطفى ومداهمته، ثمّ القبض على مصطفى، وضربه وشتمه أمام أعين أهله، وبعدها تمّ وضعه داخل سيّارة ” نوع جيب”، بعد القيام بتعصيب عينيه وتكبيل يديه، وكان من بين هؤلاء العناصر في الدوريّة عنصر يدعى “أبو خالد” وكان سيّء السمعة، ومعروف لدى الناس بسوء صيته.
لقراءة القصة بشكل كامل وتحميلها بصيغة ملف PDF يرجى الضغط هنا.
علمت عائلة مصطفى لاحقاً أنّه تمّ تحويل ابنهم إلى المحكمة العسكريّة في اللاذقيّة بتهمة المساعدة في تأمين انشقاق ضبّاط من الجيش النظامي السوري، وذلك عن طريق أحد الأشخاص العاملين في الشرطة العسكريّة، والذي أخبرهم أيضاً أنّه تمّ تحويل مصطفى إلى المحكمة العسكريّة عن طريق فرع الشرطة العسكريّة في اللاذقيّة ثمّ إلى محكمة أمن الدولة في مدينة دمشق وذلك بتاريخ 25 أيّار/مايو 2012، حيث فقدت العائلة أيّ أثرٍ لمصطفى بعد ذلك.
حاولت العائلة معرفة مصير مصطفى من خلال التواصل مع بعض الأشخاص ذوي الصلة بالنظام السوري والذين يقومون بمهمّة “الوسطاء” بين أهالي المعتقلين والنظام مقابل مبالغ مادية ضخمة، مثل الوسيط (أ.أ) الذي طلب من الأهل مليون ليرة سوريّة أي ما يبلغ 10,000$ دولار أمريكي آنذاك، لإخبارهم بمكان تواجد مصطفى، ولكن وضع الأهل الماديّ السيئ حال دون دفع هذا المبلغ.
سمع أهل مصطفى لاحقاً من بعض المفرج عنهم حديثاً من سجن صيدنايا العسكري أنّهم قد سمعوا باسم مصطفى سابقاً في داخل السجن، ولكن لم يستطع الأهل التأكّد من صحّة هذا الخبر لوجود أكثر من معتقل من عائلة شرّوف في سجون النظام السوري وهم يحملون نفس الاسم.
تقول والدة مصطفى عن أثر اختفاء ابنها على العائلة:
“أدّى اختفاء ولدي إلى حدوث فراغٍ كبير في حياة العائلة، كنت أقوم بالتجهيز لزواجه من قريبة لنا ولكن اختفاءه حرمني هذه الفرحة فلم أتمكّن من تزويجه ورؤية أولاده. كما أن غيابه ترك أثراً في وضعنا المادّي، حيث كان يساعد والده في تأمين لقمة العيش للأسرة كلها. واضطررنا وبسبب تعرضنا للمضايقات وخوفاً على باقي إخوة مصطفى من الاعتقال إلى الانتقال من مدينة اللاذقية إلى قرية عين البيضا في ريف جسر الشغور الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلّحة. إن لغياب مصطفى غصة وحرقة.. غيابه قسم ظهري ولكن خياله لا يفارقني أبداً وسيبقى عندي أمل بعودته حتى مماتي.”
[1] تمّ إجراء المقابلة في 16 تمّوز/يوليو 2017 مع والدة مصطفى في منزلها في قرية عين البيضا في ريف جسر الشغور.
[2] تملك العائلة منزلين، أحدهم في قرية الشيخان (منطقة القساطل) والتي تتبع إدارياً لريف اللاذقية وتقطع على الطريق الواصل ما بين حلب واللاذقية، وتملك العائلة منزلة آخراً في حي الرمل الفلسطيني، وتقضي العائلة فصل الصيف عادة في منزل القرية.