قصّة المختفي نجم الدين الحسين على يد تنظيم جبهة النصرة
نجم الدين حسن الحسين والدته فطّومة، من مواليد شهر حزيران/يونيو عام 1977، في بلدة السفيرة في محافظة حلب، كان نجم الدين يملك بعض الأراضي ويعمل في استثمارها وتأجيرها للفلّاحين، وهو متزوّج ولديه طفلتان، الكبيرة كان عمرها ثلاث سنوات عندما اختفى “وهي تبلغ من العمر سبع سنوات الآن”، والثانية كانت أمّها ما تزال حاملاً بها في الشهر الثاني “وهي تبلغ من العمر أربع سنوات الآن”.
بحسب زوجة نجم الدين التي أدلت بشهادتها[1] لسوريّون من أجل الحقيقة والعدالة أنّه وفي الساعة الثانية عشر ظهراً من تاريخ 10 كانون الأوّل/ديسمبر عام 2012، كان نجم الدين جالساً مع “أخيه وصهره علي” في الحي بجوار بيته في السفيرة، حيث جاءت سيّارة تحوي ستّة عناصر ملثّمين يحملون أسلحة ثم بدأوا بإطلاق النار في الهواء، وألقوا القبض على نجم الدين وصهره علي، بينما تمكّن شقيق نجم الدين من الهرب.
بدأت القصّة عندما قام بعض الأقارب بتهديد نجم الدين قبيل اختطافه بعشرة أيّام بتهمة أنّه “شبّيح” أي عميل للحكومة السوريّة، والجدير بالذكر هنا، أنّ نجم الدين كان على خلافٍ مسبق مع أقاربه الذين قاموا باتهامه، وكانوا دائماً ما يتقصّدون أذيّته، وهم مبايعون لتنظيم جبهة النصرة “هيئة تحرير الشام حالياً”. وعلم الأهل لاحقاً أنّ أقارب نجم الدين قد جمعوا ستّة شهود ليشهدوا زوراً على نجم الدين وصهره بأنّهما عميلان للحكومة السوريّة، وكان لجبهة النصرة “هيئة تحرير الشام” نفوذ كبير في منطقة السفيرة آنذاك، بالإضافة إلى بعض فصائل المعارضة المسلّحة مثل “أحرار الشام” والكثير الكثير من الفصائل الأخرى، وبحسب تعبير الزوجة فقد كانت كلّ عائلة تقوم بتشكيل فصيل مسلّح خاصٍّ بها.
قبل عملية الاعتقال بيوم، قابل نجم الدين وصهره وأخوه شيخاً تونسيّاً ” وهو كان مسؤول الهيئة الشرعيّة لدى جبهة النصرة في السفيرة”، وحلفوا اليمين على القرآن بأنّهم لم يحملوا السلاح أو يناصروا الحكومة السوريّة أو يساعدوها أو ما شابه، فأخبرهم هذا الشيخ بأنّه يجب عليهم العودة مجدّداً الساعة 12 من ظهر اليوم التالي لاستلام ورقة تخوّلهم المرور على الحواجز بأمان بدون التعرّض إليهم. ولكن وقبل هذا الموعد بعشر دقائق، قامت دوريّة باختطاف المذكورين، وكانت تتكون من شبّان ملثّمين يلبسون لباساً أسوداً من الرأس إلى القدمين ويتحدثون بلهجة توحي بأنّهم من أهل المنطقة وليسوا من بلدان أخرى.
قامت عائلة نجم الدين بعد ذلك بالبحث عن وسطاء وبحثوا كثيراً، حتّى تأكّدوا بأنّ نجم الدين وصهره موجودون في مقر “الهيئة الشرعيّة” في حلب في مشفى العيون. وأخبرهم المصدر أنّ جبهة النصرة “هيئة تحرير الشام” تقوم بعملية التحقيق معهم هناك لبضعة أيّام وأنه سيتمّ الإفراج عنهم لاحقاً، ولكن ذلك لم يحدث. بعد ذلك سمعت العائلة أنّ الهيئة الشرعية كانت قد نقلت المختفيين إلى سجن الراعي (الريف الشمالي لحلب)، وفي تلك الأثناء كانت زوجة نجم الدين قد دفعت مبلغاً لأحد الوسطاء حتى يقوم بتأمين زيارة للمختفيين، ولكنّه عاد بعد عدّة أيّام وأعاد لها النقود معتذراً بقوله أنّ قضيتهما “شائكة جدّاً” وكلّما حاول التعرّف أكثر عليها سيصيبهم ضرر أكثر، رغم أنّ هذا الشخص كان قائداً لأحد الفصائل في تلك المنطقة آنذاك.
وفي العام 2016، وردت أخبار إلى زوجة نجم الدين تفيد بنقله مع صهره إلى أحد السجون في منطقة الأتارب في ريف حلب، وتضاربت الأنباء حول مصيرهما منذ ذلك اليوم، حيث أخبرهم البعض أنّهم مازالو موجودين في سجن الأتارب، والبعض الآخر نفى هذا الشيء مؤكداً تواجد المختفيين في سجن الراعي، وإلى الآن لم يتوصّل الأهل إلى أيّة معلومات جديدة فيما يخصّ نجم الدين وصهره.
تتكلّم زوجة نجم الدين عن أثر اختفاء زوجها قائلة:
“سبّب اختفاء نجم الدين صدمةً نفسيّةً كبيرةً لنا، حيث بقيتُ مصدومةً على مدى أربع سنوات وغير قادرة على أداء مهامي اليوميّة وعيش حياة طبيعيّة، أمّا في السنة الأخيرة فقد بدأت بالتأقلم قليلاً… تسألني بناتي بشكل دائم وخصوصاً الصغيرة أين أبي؟ نريد أبي… تعاني العائلة من الصدمة، من الوحدة، من الفراق، والشوق لحنان الأب. أما على الصعيد المادّي فقد كان نجم الدين رجل العائلة المعيل، واضطررنا إلى النزوح بعد اختفائه بفترة إلى تركيّا وتركنا منزلنا وكلّ ما نملك ونحن مقيمون الآن عند أخي في تركيّا.”.
لقراءة القصة بشكل كامل وتحميلها بصيغة ملف PDF يرجى الضغط هنا.
[1] تمّ إجراء اللقاء في تاريخ 19 تمّوز/يوليو 2017 عن طريق الإنترنت.