تعيش مدينة ديرالزور شرق سوريا منذ نحو ثلاثة أشهر تحت وطأة حصار خانق متبادل يفرضه على سكانها تنظيم “داعش” الارهابي وجيش ومليشيات نظام الديكتاتور بشار الاسد. إن وجود أكثر من 300 ألف مدني تحت الحصار في دير الزور يجعلها أكبر تجمع بشري تعرض لهذا الحصار منذ انطلاق الثورة السورية. ويمثل هذا الحال تهديدا مباشرا لحياة هؤلاء المدنيين – نصفهم اطفال انتشرت بينهم امراض وبائية بسبب نقص الغذاء والدواء – يفوق بمراحل في مستوى كارثيته اوضاعا اخرى تدخل المجتمع الدولي فيها لانقاذ المدنيين. إن ديرالزور التي دمر قصف نظام الاسد على مدى اربع سنوات70% من احيائها تواجه انعداما شبه كامل في كل الحاجات الاساسية للحياة ، ولا يجد سكانها اي سبيل للحصول على الغذاء والدواء والاتصالات في ظل ارتفاع جنوني للاسعار تجاوز 1500% لأقل القليل من الغذاء الذي يتحكم به ضباط النظام وعملاء اجهزته الامنية وقادة مليشياته بالتعاون مع مسلحي “داعش” الذين يمنعون كل شيء عن المدنيين ويسمحون بهبوط واقلاع طائرات تحمل مؤونة قوات الاسد. توشك ديرالزور على ان تصبح أكبر مأساة انسانية في سورياتحت سمع وبصر الامم المتحدة وقوات التحالف الدولي وهو امر لن يقود استمراره إلا إلى خلق مزيد من التطرف. نطالب وبإلحاح بالضغط بكل الوسائل والسبل على نظام الاسد و”داعش” لفك الحصار القاتل عن المدينة وتسهيل دخول المساعدات الانسانية والدوائية .