دبي – نورا فواز
أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة في سوريا أن أكثر من 300 ألف من المواطنين الأبرياء أغلبهم نساء وأطفال في محافظة دير الزور، يمارس بحقهم أبشع أنواع الحصار والتجويع والقهر النفسي من قبل تنظيم داعش الإرهابي والقوات النظامية.
وأمضى الناس في المحافظة أكثر من 135 يوماً تحت الحصار. وفرض داعش خلال هذه الفترة حصاراً خانقاً على المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، ويتهم كل من يعيش في مناطقه بالمرتدين. وشمل الحصار قطع الاتصالات بشكل كامل عن تلك الأحياء، وإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المدينة إضافة لمنع دخول الغذاء والدواء.
ويضاف إلى ذلك، قطع تام للكهرباء على المدينة منذ أكثر من شهرين ونصف، حيث منع داعش ورشات الصيانة من إعادة إصلاح الأعطال، وقام باعتقال أكثر من ورشة.
أوضاع المدنيين في الأحياء المحاصرة
باتت أوضاع المدنيين في تلك الأحياء سيئة للغاية، خصوصاً مع الأجواء الصيفية شديدة الحرارة في تلك المناطق واقتراب شهر رمضان المبارك.
وتنقطع المياه بشكل متواتر إضافة إلى استحالة وصولها للطوابق العلوية من دون كهرباء، كما تعاني المدينة من شح في الخبز، حيث إن النظام مازال يقوم بتوزيع الخبز عن طريق بعض الأفران التي تخصص 7 أرغفة لكل عائلة.
كما استعاض أغلب الناس بالحطب بدلاً عن المحروقات التي بات توفرها صعباً وأسعارها مرتفعة، حيث يقوم النظام وتجار الحرب باستغلال جوع المدنيين وزيادة أوجاعهم وتضخيم الوضع المأساوي عن طريق طرح المواد الغذائية بأسعار غالية جداً .
وأدى الحصار إلى نقص كبير في توفر الأدوية إضافة إلى عدم توافر أغذية الأطفال من الحليب ولوازمه.
وأضحت الحالة الصحية والنفسية للمدنيين المحاصرين صعبة جداً، حيث انتشر العديد من الأمراض بشكل لافت، منها فقر الدم والتهاب الكبد وجدري الماء، إضافة لحالات الإغماء والضعف التي باتت ملحوظة لدى أغلب المحاصرين وخاصة كبار السن والنساء .
طرق الدخول والخروج من المدينة
يسمح داعش بخروج المدنيين من الأحياء المحاصرة فقط إلى الأراضي الواقعة تحت سيطرتها، وذلك بعد أن تَختُم جميع أوراق وثبوتيات الخارجين بأختام التنظيم.
أما النظام، فبعد أن خَشِي البقاء وحيداً قام بمنع المدنيين من الخروج وذلك بفرض حواجز صارمة على مناطق التماس.
كما يقوم جيش النظام وكياناته بالاتجار بالناس عن طريق استغلال حاجتهم للخروج من الأوضاع الصعبة في المدينة، حيث يفرض على مَن أراد الخروج من الأحياء المحاصرة على الحواجز دفع مبلغ 25 ألف ليرة على الفرد الواحد.
الأوضاع في المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش
أنهى داعش التعامل بالليرة السورية واستبدلها بالدولار الأميركي لجميع المنتجات التي تباع عن طريق التنظيم في المنطقة، إضافة للإعدامات اليومية التي تشمل عشرات الشباب بتهم مختلفة منها الردة والتخابر مع جهات خارجية.
كما تقوم عناصر التنظيم بفتح مزادات لبيع الأغراض والأثاث المُسَيطر عليها من المناطق التي يستولي عليها التنظيم، أو من منازل مَن تقوم بإعدامهم.
ومنع التنظيم وصول المساعدات الإغاثية وإيقاف جميع الهيئات والمنظمات العاملة في هذا المجال والتي كانت تساعد نسبة كبيرة من المدنيين.
وأصبحت الحالة النفسية للأطفال والمراهقين صعبة جداً، بسبب حملات الخوف والرعب التي يقوم بها داعش وكثرة مناظر الدم والصلب والرؤوس المقطوعة.
http://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/syria/2015/06/10/4-%D8%A3%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%B1-%D8%AA%D8%B1%D8%B2%D8%AD-%D8%AA%D8%AD%D8%AA-%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-.html