تورد سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بالاشتراك مع منظمة العدالة من أجل الحياة، في هذا التقرير، تفاصيل وحيثيات الحادثة التي أودت بحياة الضحيتين “سعدة الهرماس” الرئيسة المشتركة لمجلس بلدة “تل الشاير” و”هند الخضير” نائبة الرئيسة المشتركة لمجلس البلدة، حيث تمّ العثور على جثتيهما بتاريخ 22 كانون الثاني/يناير 2021، بعد ساعات من خطفهما واقتحام منزلهما واقتيادهما بالقوة، ومن ثمّ تصفيتهما بالرصاص، من قبل مجموعة عناصر يتبعون لتنظيم “داعش” كانوا ينتحلون صفة “استخبارات قوات سوريا الديمقراطية”، في بلدة “تل الشاير” التابعة لناحية “الدشيشية” جنوب الحسكة، بحسب ما روى شهود عيان ومصادر من عائلة الضحيتين.
في 24 كانون الثاني/يناير 2012، أعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عمّا جرى، ما شكّل صدمة كبيرة في أوساط العاملين في “الإدارة الذاتية” والأهالي بشكل عام، حيث بدأوا يشعرون بالتهديد والخوف على حياتهم، بعد تزايد في نشاط خلايا التنظيم، خلال الفترة الأخيرة، سيّما في مناطق “الشدادي” و”الدشيشة” جنوب الحسكة وريف دير الزور، تلك المناطق الواقعة بالقرب من الحدود السورية العراقية، ومنطقة البادية، حيث تحصل عمليات تهريب وتسلل بشكل مستمرّ لعناصر تنظيم “داعش”.
في 13 شباط/فبراير 2021، وبحسب ما روى مصدر مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية فقد تمّ إلقاء القبض على أحد مرتكبي جريمة قتل الضحيتين “سعدة الهرماس وهند الخضير”، وذلك خلال حملة عسكرية استهدفت خلايا التنظيم، أطلقتها “قسد” في الـ 4 من شباط/فبراير 2021، “انتقاماً” للضحيتين “سعدة وهند”.
من ضمن الحوادث الأخرى التي تمّ تسجيلها أيضاً، كانت حادثة اغتيال الناشط المدني “عبود علي المحيمد” 33 عاماً، حيث تمّ العثور بتاريخ 23 كانون الثاني/يناير 2021، على جثة الضحية ” مقتولاً في منطقة البادية السورية بعد أن قام مسلّحان يستقلان دراجة نارية، بإطلاق النار عليه من الخلف، حيث اخترقت إحدى الرصاصات سيارة الضحية وأصابته في كتفه ثمّ خرجت من فمه.
ووفقاً لما روى شهود عيان، فقد تمّ العثور على الضحية بعد أن فارق الحياة، وبعدما قام المسلّحان بسرقة الهاتف المحمول ل “عبود”، حيث قال مصدر مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية، بأنّه تمّ إلقاء القبض على أحد مرتكبي الجريمة، بعد ملاحقته ومعرفة مكانه من خلال تتبّع الهاتف المحمول للضحية، حيث أدلى باعترافات عن سرقة الضحية ولكنه نفى أي صلة له بجريمة القتل، مضيفاً بأنّ البحث ما زال جارٍ عن الشخص الآخر حتى لحظة إعداد هذا التقرير في 22 شباط/فبراير 2021.
في المجمل، فقد تزايدت الحوادث التي يُعتقد بشكل كبير، أنّ تنظيم “داعش” هو المسؤول عنها بريف الحسكة، ففي شهر كانون الأول/ديسمبر 2020، اختطف الشاب “عيسى النزال” أحد عناصر قوات “الأسايش”، أثناء عودته الى منزله في بلدة “الشدادي”، ليُعثر على جثته مقطوعة الرأس دون أن يرد ذكر تلك الحادثة على الإعلام، ودون أن يتبنى تنظيم “داعش” العملية، بالإضافة إلى ذلك، فقد تمّ استهداف عربات عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية على طريق “الخرافي” بريف الحسكة أكثر من خمس مرات، خلال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2021.
وفي ريف دير الزور، تتواصل حالات الاغتيال والتي تنسب إلى مجهولين، بالإضافة لحالات تبادل إطلاق النار بسبب خلافات محلية أو مداهمات تنفّها الأجهزة الأمنية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، ففي تاريخ 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، قُتل شخص بمسدس كاتم للصوت في بلدة “ذيبان” شرقي دير الزور ولاذ الفاعل بالفرار، وبتاريخ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، عُثر على جثتي شخصين من قيادات فصائل المعارضة المسلّحة سابقاً، وفي شهر كانون الثاني/يناير 2021، شهدت بلدة “زغيّر” تبادلاً لإطلاق النار خلال مداهمة نفذتها قوات سوريا الديمقراطية، ما أدى إلى مقتل عنصر من القوّات المداهمة وهو من أهالي القرية، وإصابة ما لا يقلّ عن 11 شخصاً من الأهالي والقوات المداهمة، كما أنّ اغتيال عدد من شيوخ العشائر في ريف دير الزور عام 2020، كان له تداعيات محليّة تمثّلت في خروج تظاهرات وقطع للطرق بالإطارات المشتعلة ومطالبات عشائرية بتغيير واسع وتحسين عمل وهيكلية الإدارة.
لقراءة التقرير كاملاً Insecurity Grips Deir ez-Zor – AR