• عن منطمة العدالة من أجل الحياة – JFL
  • ماذا نعمل؟
  • العربية
لا نتائج
عرض جميع النتائج
JFL - منظمة العدالة من أجل الحياة
  • تقارير ودراسات
    • تقارير خاصة
    • تقارير موجزة
    • دراسات وأبحاث ميدانية
  • بيانات صحفية
  •  شاهد للعدالة
  • في الإعلام
  •  
  • صحافة حقوق الإنسان
  • انضم إلينا
  • تقارير ودراسات
    • تقارير خاصة
    • تقارير موجزة
    • دراسات وأبحاث ميدانية
  • بيانات صحفية
  •  شاهد للعدالة
  • في الإعلام
  •  
  • صحافة حقوق الإنسان
  • انضم إلينا
JFL - منظمة العدالة من أجل الحياة
لا نتائج
عرض جميع النتائج

سوريا مصغرة – راديو الوان

6 سبتمبر، 2015
في مقالات
14 0
A A
سوريا مصغرة – راديو الوان
0
مشاركات
56
قراءات
Share on FacebookShare on TwitterWhatsApp

إيناس حقي

mosaghara

أتذكرُ جيداً أنني منذ تشكل وعيي في الطفولة، كنتُ أعلم أن ابن عم أمي اختفى، ولا أحد يعلم عنه شيئاً. كلُّ ما أعرفه أنه كان يقوم بأداء الخدمة العسكرية على نقطة حدودية مع العراق، وأنه لم يعد إلى زوجته وابنه وابنتيه، الذين عاشوا في مدينة الميادين، وكبروا بجهود الأم واحتضان العائلة، وأعلمُ أن جميعَ جهود البحث عنه باءت بالفشل.

مَرَّت سنواتٌ طويلة، وصارَ غيابه فيها أمراً مركوناً في زوايا الذاكرة، وفي ضمائر العائلة التي تنتظر بقهرٍ وصمت. وبعد ستة عشر عاماً، طرق باب مكتب أبي في المزة معتقلٌ خرجَ من سجن صيدنايا، ليُخبِرَ من فتح له الباب، أن ابن العم قد نُقِلَ حديثاً إلى صيدنايا بعد أن قضى السنوات الماضية في سجن تدمر، وأنه تعرَّف إلى عنوان المكتب من خلال شارة أحد المسلسلات التي أخرجها والدي هيثم حقي، وطَلَب من المعتقل المُطلَق سراحه أن يمرَّ لإخبارنا بوجوده.

قلَب الخبر كيان العائلة، فالرجل الذي كان في عداد المفقودين عاد، أو بالأحرى بُعِثَ ثانيةً إلى الحياة، وبعد عامٍ كامل، خرج الرجل من السجن، محطماً، وروى قصة لم تفارقني منذ ذلك اليوم، وظلَّت تلاحقني في أحلامي. بعد أن قضى في سجن تدمر كل تلك السنوات نُقِل إلى صيدنايا، فقامَ أحد النزلاء في السجن، الذي يُعَدُّ منتزهاً مُرَّفهاً بالمقارنة، بتقديم كأسٍ من الشاي لابن العم، الذي نظر في الكأس فرأى صورة وجهه  للمرة الأولى منذ ستة عشر عاماً، فَصُعِقَ لشكله الجديد، إذ لم تستطع ذاكرته التأقلم مع السنوات التي مرَّت وهو في سجن تدمر الرهيب.

عاد الرجل المولود من جديد إلى مدينة الميادين، ليعيش مع زوجته وأبنائه، الذين كانوا لا يعرفونه، ورغم السعادة الغامرة بعودته، إلا أن الحياة اليومية بوجود أبٍ عائدٍ لم تكن سهلة. لا سيما على الابن الذي كان على أبواب الدخول إلى الجامعة، والذي بحكم الظرف قد تحول باكراً إلى رجل العائلة، هذا الشاب هو فريد الرحبي، الذي لم تجمعني به إلا معرفةٌ عابرةٌ أتذكرها بشكلٍ غائم، عن شابٍ خجول، مبتسمٍ دوماً.

اندلعت الثورة، وعادت صلتي بشباب العائلة لتتمكن، بعد أن ابتعد عالمي عن عالمهم في السنوات الأخيرة، جاء موقفنا المشترك من الثورة ليعلمنا أن ما يجمعنا أكثر بكثير مما فرقنا، جمعنا العالم الافتراضي، وكان فريد من أكثر الشباب نشاطاً واندفاعاً وحرارة، ومن أعمقهم إيماناً بسوريا العدل والكرامة والحرية التي تتسع للجميع.

آمن فريد بالعمل السلمي، وخارج عمله بالإغاثة، نظَّم أمسياتٍ للتعريف بحقوق الإنسان ومفاهيم العدالة والديمقراطية، وحَلُمَ بتأسيس فرقةٍ مسرحية في الميادين المحررة.

وصلت داعش إلى المدينة، وبدأ فريد يكتب تصريحاً ثم تلميحاً عن اختناق المدينة، ولكنه رَفَضَ مع ذلك، كل التعليقات اليائسة، وكان يشد من أزرِ الجميع، وكأنه يرى سوريا الغد أمام عينيه.

غابت أخبار فريد، وظننت أنه لم يعد لديه ما يقوله لذا لم يعد يكتب على الفيسبوك، وفي يوم الثاني والعشرين من تموز، طالعتني صورة فريد وابتسامته على وجهه، على صفحة خالي، مرفقةً بنعي.

صعقني الخبر، لم أصدق، بدأت أتصل بمن أستطيع لتبين التفاصيل، لاكتشف أن لا تفاصيل، الخبر هو فقط بكل ألمه ولا عدالته: داعش أعدمت فريد!

توالت في الأيام التالية أخبارٌ أخرى، رفضت داعش تسليم الجثمان لأهله ومنعتهم من إقامة عزاء لأن ابنهم أُعدم بتهمة التخابر مع الائتلاف والردة، وهو الشاب المؤمن الصادق النزيه.

ومنذ ذلك الحين وأنا لا أستطيع منع مخيلتي من التفكير بتلك الأم، أم فريد، التي لا أجدها تشبه شيئًا إلا سوريا مصغرة، سوريا هي تلك الزوجة التي انتظرت سنواتٍ طويلة عودة رجلٍ لم يعد كما خرج، وهي تلك الأم الثكلى التي حُرِمَت من وداع ابنها ومن البكاء بصوتٍ عال، ومن النحيب. وهي تلك التي حملت في قلبها حلم الزوج والابن بغدٍ عادل، مشرقٍ حرّ، يعوض ما مضى من آلام. أفكر فيها وأتخيل، ترى ما هي العدالة من وجهة نظرها؟ ما الذي ينصف قلبها المكسور والمثقل؟ كيف ستستطيع أن تنسى وتغفر وأن تحب؟ كيف؟

خيلتي من التفكير بتلك الأم، أم فريد، التي لا أجدها تشبه شيئًا إلا سوريا مصغرة، سوريا هي تلك الزوجة التي انتظرت سنواتٍ طويلة عودة رجلٍ لم يعد كما خرج، وهي تلك الأم الثكلى التي حُرِمَت من وداع ابنها ومن البكاء بصوتٍ عال، ومن النحيب. وهي تلك التي حملت في قلبها حلم الزوج والابن بغدٍ عادل، مشرقٍ حرّ، يعوض ما مضى من آلام. أفكر فيها وأتخيل، ترى ما هي العدالة من وجهة نظرها؟ ما الذي ينصف قلبها المكسور والمثقل؟ كيف ستستطيع أن تنسى وتغفر وأن تحب؟ كيف؟

http://alwan.fm/blog-item.php?id=89

شاركغردارسل
الموضوع السابق

أهالي “دير الزور” يقبعون بين حصاري النظام وتنظيم الدولة

الموضوع التالي

تقرير الشهر الثامن على الحصار – حملة معاً لفك الحصار عن دير الزور

Related Posts

عامٌ آخر من  الإنجاز
مقالات

عامٌ آخر من الإنجاز

1 سبتمبر، 2020
مقالات

عوائل “داعش” في مناطق الإدارة الذاتية الكردية: فرصة لعودة التنظيم

11 يوليو، 2019
قصيدة عن الدير.. الشاعر فيصل دهموش
مقالات

لا أمل قريب بالعودة

28 مارس، 2018
مقالات

مشاكل الأطفال النفسية والسلوكية في ظل الحرب والنزوح

10 مارس، 2017
ديرالزور.. إشارات استفهام حول الإعلام
مقالات

ديرالزور.. إشارات استفهام حول الإعلام

3 فبراير، 2017
الموضوع التالي
قصيدة عن الدير.. الشاعر فيصل دهموش

تقرير الشهر الثامن على الحصار - حملة معاً لفك الحصار عن دير الزور

Report of the Eighth month

Report of the Eighth month

Please login to join discussion

اللغات المتوفرة لهذا الموضوع

  • العربية

قد يهمك أيضاً

  • الجورة والقصور – الجريمة المنسية

    الجورة والقصور – الجريمة المنسية

    0 مشاركات
    شارك 0 غرد 0
  • معلمو شمال شرق سوريا.. “تحت خط الفقر”

    0 مشاركات
    شارك 0 غرد 0
  • بيان مشترك حول الأحداث الأخيرة في دير الزور

    0 مشاركات
    شارك 0 غرد 0
  • تطورات هامة بديرالزور في اليوميين الماضيين

    0 مشاركات
    شارك 0 غرد 0
  • الحرمان من الميراث أحد أشكال التمييز ضد المرأة

    0 مشاركات
    شارك 0 غرد 0
  • تواصل معنا
  • ماذا نعمل؟
  • عن منطمة العدالة من أجل الحياة – JFL
  • عن حملة معا لفك الحصار عن دير الزور
  • دليل JFL
  • العربية

الاشتراك بالقائمة البريدية

تصنيفات

English (157) أرشيف حملة فك الحصار (129) انظم إلينا (17) بيانات صحفية (60) تقارير خاصة (73) تقارير موجزة (203) دراسات وأبحاث ميدانية (26) راديو - تلفزيون - صحافة (67) شاهد للعدالة (35) صحافة حقوق الإنسان (36) صور (39) غير مصنف (1) مقالات (65)

© 2022 Justice for life Organization | Powered by MTW

لا نتائج
عرض جميع النتائج
  • تقارير ودراسات
    • تقارير خاصة
    • تقارير موجزة
    • دراسات وأبحاث ميدانية
  • بيانات صحفية
  •  شاهد للعدالة
  • في الإعلام
  •  
  • صحافة حقوق الإنسان
  • انضم إلينا

© 2022 Justice for life Organization | Powered by MTW

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist