لا يزال المدنيون السوريون وخلال السنوات التسع الماضية هم الغالبية الساحقة من ضحايا الصراع والأكثر تعرضاً لمخاطره وعواقبه، لا يقتصر تأثّر المدنيين على القتال المسلح ولكن أصبحوا ضحايا للعديد من الاتفاقات سواء المحلية بين أطراف الصراع السوري أو بين الدول المتدخلة في سوريا والتي أدت إلى حالات نزوح جماعي كثيفة كما انتهكت بعضها القوانين الدولية.
لا تخرج محافظة ديرالزور عن أخواتها من المناطق السورية، فمنذ العام 2012 وحتى يومنا هذا تشهد حالة من عدم الاستقرار الأمني، في حزيران/يونيو 2012 بدأت القوات الحكومية السورية هجوما واسعاً على ديرالزور سبب نزوح آلاف المدنيين حيث استخدمت الطائرات الحربية والمروحية والسلاح الثقيل، كما ارتكبت مجازر عديدة منها مقتل عشرات المدنيين خلال ثلاثة أيام في حيي الجورة والقصور، استمرت معاناة المدنيين مع دخول تنظيم الدولة في عام 2014 حيث نزح آلاف المدنيين وارتكب التنظيم انتهاكات خطيرة نذكر منها مجزرة قرى الشعيطات عام 2014.
تكررمشهد موجات النزوح في ديرالزور في النصف الثاني من العام 2017 مع بدء عمليات استعادة المحافظة من قبل القوات الحكومية السورية مدعومة بالقوات الروسية ومليشيات أجنبية، وقوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، شكلت المناطق الغربية الواقعة شمال نهر الفرات في ديرالزور مكاناً آمنا للنازحين حيث استعادتها قوات سوريا الديمقراطية بدون معارك حقيقية وفرضت سيطرتها عليها، كما استقبلت محافظات دمشق والحسكة والرقة وريف حلب الشمالي آلاف النازحين، من جهة أخرى تسبب القصف الجوي المكثف لقوات التحالف الدولي نزوح ودمار كبيرين في مناطق شمال نهر الفرات مثل بلدات هجين وشعفة، نزح المدنيون من هذه المناطق بشكل أساسي إلى غرب ديرالزور ليعود معظمهم بعد فرض قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على مناطقهم.
لا تشكل عودة النازحين إلى مناطق سيطرة الحكومة خياراً للكثير منهم خاصة الشباب والذين يخشون من شبح إلحاقهم بالخدمة العسكرية الإلزامية بمجرد عودتهم، إضافة إلى الخوف من الملاحقات الأمنية والابتزاز المالي، يضاف إلى ما ذكر قلة فرص العمل والدمار الكبير الحاصل في منازل آلاف المدنيين نتيجة استخدام سلاح الجو والسلاح الثقيل لسنوات عديدة.
تهدف الورقة لتسليط الضوء وبشكل موجز على الأوضاع الحالية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية من حيث الحالة الأمنية والاقتصادية والخدمية من تعليم وصحة وكهرباء ومياه حيث يتواجد مئات آلاف المدنيين من مقيمين ونازحين، تتحدث الورقة عن آراء ومخاوف السكان المحليين وتسعى لفتح باب النقاش حول مستقبل محافظة ديرالزور مع الجهات المحلية والدولية المهتمة وصاحبة المصلحة.
اعتمدت الورقة على مقابلات مع أشخاص مفتاحيين في ديرالزور من نشطاء المجتمع المدني الذين يتواصلون بشكل مباشر بحكم عملهم اليومي مع الأهالي.
لقراء التقرير كاملاً.. مدينو ديرالزور..مخاطر عديدة ومستقبل مجهول