وثقت منظمة العدالة من أجل الحياة وفاة السيدة هيام محمد نافع العمر من محافظة ديرالزور بعد اعتقالها في سجون الحكومة السورية في مدينة دمشق، حيث تم إبلاغ ذويها بتاريخ 10 أيار/مايو 2020 بضرورة الحضور لتسلم متعلقاتها الشخصية.
هيام من بلدة القورية شرق ديرالزور وتبلغ من العمر (36) عام، متزوجة حديثاً وليس لديها أطفال وتحمل شهادة ابتدائية.
تواصلت المنظمة مع شخص على علم بتفاصيل الواقعة وتتحفظ عن ذكر أي تفاصيل حرصاً على أمنه الشخصي.
الوصول إلى دمشق:
في عام 2017 ومع الهجمات العسكرية للقوات النظامية السوري وحلفائها على المناطق الخارجة عن سيطرتها في ديرالزور، اضطر عشرات آلاف المدنيين على النزوح إلى محافظات دمشق والحسكة والرقة إضافة إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في ديرالزور شمال نهر الفرات. يقول الشاهد:” خرجت هيام مع أقاربها وأبناء بلدتها باتجاه مخيم الهول للنازحين وبقيت لمدة عام تقريباً ومن ثم عادت إلى القورية بعد عودة الهدوء نسبياً، بقيت حتى عام 2019 حيث تزوجت وانتقلت إلى دمشق حيث يقيم زوجها”.
الاعتقال:
في شباط/فبراير 2020 وأثناء وجود هيام في ديائرة الهجرة والجوازات لاستخراج وثيقة “زيارة” قطر للتوجه إلى لبنان بقصد الزيارة وبعد التدقيق على هويتها الشخصية قام عنصران أمنيان باعتقالها من دون إبداء الأسباب رغم محاولة زوجها معرفة التفاصيل حيث رفضوا التجاوب معه وطلبوا منه المغادرة. يقول الشاهد:” بعد محاولات عديدة من ذويها عرفوا بأن سبب الاعتقال هو اتهامها بإعداد الطعام لعناصر تنظيم الدولة خلال سيطرتهم على محافظة ديرالزور كما علموا عن طريق محام بوجودها في الفرع (235) التابع للمخابرات العسكرية والمعروف محلياً “فرع فلسطين”، ورغم كل المحاولات للإفراج عنها سواء بالعلاقات الشخصية أو جهود المحامي إلا أنهم فشلوا حتى في زيارتها”.
التبليغ للحضور إلى مستشفى المزة العسكري:
تلقّى زوج هيام اتصالاً من مستشفى المزة العسكري وطلب منه الحضور، يقول الشاهد:” كان الاتصال يوحي بالحضور لتسلم الزوجة وفهم الزوج بأنه تم الإفراج عنها، ولكن وفور وصوله أبلغ بأن حضوره هو لتسلم جثة الزوجة”. يكمل الشاهد:”بسبب عدم وجود أوراق رسميّة تثبت الزواج طلب إدارة المستشفى حضور شخص آخر من عائلتها، وصل والدها وأخوها في اليوم التالي 11 أيار/مايو 2020 ليلاً وطلب منهم العودة في اليوم التالي لأن الدوام الرسمي انتهى”.
جسم هزيل ولا آثار للتعذيب:
في اليوم التالي12 أيار/مايو 2020 تسلم ذوو هيام جثتها. يقول الشاهد:” تسلموا أيضاً شهادة وفاة جاهزة ولكن لا أحد يعرف من قام بتنظيمها هل هي إدارة فرع فلسطين أم إدارة المستشفى، ولم يتم تسليم متعلقاتها”. وفق رواية الشاهد لم يلاحظ آثار تعذيب على جثة هيام إلا أنها كانت هزيلة جداً جداً مع العلم أنها لم تكن مريضة قبل الاعتقال أو تتناول أي نوع من الأدوية حيث يقول الشاهد:” ضعفها الشديد جعلنا نرجح تعرضها للتجويع أو إضرابها عن الطعام خلال فترة اعتقالها التي لم تتجاوز ال 4 أشهر”.