وثّقت منظمة العدالة من أجل الحياة حالتي وفاة لشخصين في المعتقل في ديرالزور وهما علي محمود العيسى وعذاب عزيز الشلاش.
ليست المرة الأولى التي يتم فيها توثيق ضحايا قضوا في سجون قوات سوريا الديمقراطية بعد سيطرتها على مناطق شمال نهر الفرات في ديرالزور منذ العام 2017.
التقت المنظمة في الفترة الواقعة بين 14 تموز/يوليو و23 تموز/يوليو 2020 بثلاثة شهود على علم بتفاصيل الحادثتين، طلب الشهود عدم ذكر أسمائهم حفاظاً على أمنهم الشخصي.
الحالة الأولى: علي محمود العيسى
معلومات شخصية
ولد علي محمود العيسى عام 1979، وهو من قرية جزرة الميلاج التابعة لناحية الكسرة في ريف ديرالزور الغربي، متزوج ولديه خمسة أولاد، قسم من عائلته يقطنون منطقة تل أبيض في ريف الرقة، وآخرين في ديرالزور، يعمل سائق ميكروباص على خط ديرالزور- الحسكة ودير الزور-منبج.
صورة علي محمود العيسى
مصدر الصورة:الشاهد
تفاصيل الحادثة:
اعتقل علي بتاريخ 2 تموز/يوليو 2020 خلال عمله بالقرب من منطقة صباح الخير التابعة لمحافظة ديرالزور، وتبعد عن مسقط رأس الضحية حوالي (45كم). يقول الشاهد:” اعتقل علي من قبل الاستخبارات العاملة في منطقة الكسرة،وصادروا الميكروباص دون اعتقال أيّ من المسافرين، وجهت له تهمة تهريب أشخاص إلى منطقة “الارتوازية”، وهي تابعة لمحافظة الرقة، وخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية”.
صوةر علي محمود العيسى بعد تسلم جثته
مصدر الصورة:الشاهد
وعن مكان الاعتقال يكمل الشاهد:” بداية علمنا، عن طريق وسطاء من وجهاء المنطقة التقوا بقيادات أمنية وطالبوها بالإفراج عن علي، بوجوده في مقر الاستخبارات في ناحية الكسرة، حيث بقي هناك لمدة خمسة أيام قبل أن يتم نقله إلى مركز اعتقال في منطقة الشدادي التابعة لمحافظة الحسكة، بحسب ما أخبرنا به أشخاص أُفرِج عنهم”.
أحد أقارب المعتقل زاره في مكان اعتقاله في منطقة صباح الخير حيث أخبره علي عن التهمة الموجهة له ومن قام باعتقاله وطلب منه السعي للإفراج عنه في أسرع وقت، ولم يتمكّن أحد من زيارته بعد ذلك. “قال لنا معتقلون سابقون شاهدوا علي بأن حالته الصحية خطرة . هذه آخر معلومة تمكّنا من الحصول عليها، لم يوضحوا حينها وضعه الصحي بشكل مفصّل خوفاً من أي وشاية ضدهم”.
بتاريخ 12 تموز/يوليو 2020 طلب أحد وجهاء منطقة الكسرة من أقارب علي الحضور إلى منزله ليبلغهم بوفاته بعد وصوله إلى مركز الاعتقال في الشدادي.
أبلغ أحد قيادات الاستخبارات وجهاء عشائريين في المنطقة بأن سبب الوفاة هو احتشاء وانهيار عصبي، وأن بإمكانهم تسلّم الجثة.
يقول الشاهد:” تشكل وفد من أبناء المنطقة وتوجه إلى المستشفى الوطني في الحسكة، شاهدنا الجثة وعليها آثار تعذيب في أكثر من منطقة من الجسم”.
صورة لآثار إصابات على جسد علي محمود العيسى بعد تسلم جثته
مصدر الصورة:الشاهد
يؤكد الشاهد أن علي اعتقل بدون أي أمر من القضاء، ولم يفرج عنه رغم كل المحاولات الحثيثة لذلك.
الحالة الثانية:عذاب عزيز الشلاش:
معلومات شخصية:
ولد عذاب عزيز الشلاش عام 1991، وهومن بلدة ذيبان الواقعة شرق ديرالزور، متزوج ويحمل شهادة متوسطة (معهد) وامتهن الأعمال الحرّة.
صورة عذاب عزيز الشلاش
مصدر الصورة:الشهود
تفاصيل الحادثة:
اعتقلت مجموعة عسكرية تتبع لقوات سوريا الديمقراطية عذاب الشلاش بتاريخ 15 أيلول/سبتمبر 2019 الساعة العاشرة مساءً من جانب فرن بلدة ذيبان. يقول الشهود:” بقي في نقطة عسكرية في البلدة لمدة يوم واحد، قال لنا أحد العناصر في النقطة أنه تعرض لمعاملة قاسية وتعذيب شديد، نقل في اليوم التالي إلى مقر الأمن العام في بلدة البصيرة حيث تم التحقيق معه”.
” لم ينتمي إلى أي فصيل واعترف تحت التعذيب خلال التحقيق بأنه عنصر في تنظيم الدولة، وهي التهمة التي اعتقل عذاب بسببها”.
بعد حوالي شهر تم نقله إلى مقر الأمن العام في بلدة الكسرة وبقي فيه حوالي (8) أشهر، نقل بعدها إلى سجن بلدة الصور”. علمنا بذلك من خلال أحد عناصر الأمن العام والذي أبلغنا بنقل عذاب إلى مستشفى في الحسكة بعد تراجع حالته الصحيّة بتاريخ 17 تموز/يوليو 2020، كما أبلغنا نفس الشخص بالوفاة في اليوم التالي لدخول المستشفى”.
صورة لآثار عمل جراحي على جسد عذاب عزيز الشلاش بعد تسلّم جثته
مصدر الصورة:الشهود
بتاريخ 18 تموز/يوليو 2020 توجه الشهود مع ذوي القتيل ووجهاء محليين لتسلّم الجثة” لا نعرف سبب الوفاة ولكن يوجد آثار تعذيب وصعق كهربائي على مناطق على كتف الضحية ومؤخرته وعينيه التي بدت مشوّهة، كما لاحظنا وجود أثر لعمل جراحي على قدمه وآثار تسوّس”.
خلاصة
طالبت منظمة العدالة من أجل الحياة قوات سوريا الديمقراطية باحترام حقوق المتّهمين المنصوص عليها في المعاهدات الدّوليّة في سجونها وذلك في تقرير أصدرته بتاريخ 2 حزيران/يونيو 2020. كما أكّد التقرير على ضرورة توفير معلومات تفصيلية عن مراكز الاعتقال التابعة للأجهزة الأمنية.
تجدد منظمة العدالة من أجل الحياة مطالبة قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية بالعمل على إطلاق تحقيق شفاف بهاتين الحادثتين و كافة الانتهاكات المرتكبة داخل السجون. كما تطالب المنظمات الدّولية والمحلية الضغط بهذا الاتجاه، وبضرورة قيام القضاء المحلي بواجباته.