يضطر عشرات المدنيين على الخروج من دير الزور يومياّ باتجاه مناطق مختلفة منها محافظة الحسكة الشمالية وذلك لأسباب كثيرة منها المرض أو رغبة بالسفر إلى دمشق من تلك المناطق أو الهروب إلى خارج سوريا أو خوفاً وهرباً من بطش تنظيم “الدولة الإسلامية”.
مؤخراً توجه الكثير من المدنيين إلى محافظة الحسكة وذلك بسبب إغلاق “طريق دير الزور دمشق” فترات طويلة إضافة إلى قيام عناصر الأمن السوري بـاعتقال المدنيين الذين يسلكون طريق البادية من البوكمال باتجاه السويداء. ويشترط تنظيم “الدولة الإسلامية” على الراغبين بالخروج من مناطق سيطرته الحصول على “موافقة من جهاز الحسبة” والذي بدوره يرفض غالباً منح هذه الموافقات أو يربطها بطلبات عديدة مثل إحضار شخص يكفل الشخص الذي يودّ المغادرة مع تحديد مدة السفر.
وما إن ينجح السكان من الخروج من مناطق سيطرة التنظيم يواجهون صعوبات اخرى، حيث تقوم قوات من وحدات حماية الشعب التابعة للإدارة الذاتية باحتجاز المدنيين الخارجين من دير الزور باتجاه الحسكة في مخيم وتقوم بالتحقيق معهم وتمنع معظمهم من إكمال طريقه.
قالت إحدى المحتجزات في هذا الصدد للمرصد:
” بمجرد وصولنا إلى “قرية مبروكة” قام مجموعة من المسلحين -يتكلمون بلغة غير مفهومة، كردية غالباً–ويرتدون لباساً عسكرياً عليه شارات مكتوب عليها بغير العربية – بتوقيفنا وتجميعنا في مدرسة والبعض الآخر يتم تجميعهم في مجموعة خيم.” وأضافت:
“يتم منعنا من إكمال طريقنا باتجاه الحسكة باستثناء الأشخاص توّلد محافظة الحسكة أو من يستطيع تأمين كفيل من داخل الحسكة حيث تأتي لجنة كل أربعة أيام تقوم بتدقيق طلبات الدخول إلى الحسكة المقدّمة من قبل المحتجزين كما تقوم تلك القوات باحتجاز الهواتف الجوالة والهويات الشخصية وجوازات السفر ويوجهون إهانات لفظية للمحتجزين، وقد رفضت هذه اللجنة معظم الطلبات والتي من بينها رجل مريض بالسرطان رغم عرضه على الطبيب المتواجد الخاص بمقرات الاحتجاز.”
وعن الوضع الإنساني داخل مقرات الاحتجاز قالت السيدة:
” يوجد حوالي 100 شخص حالياً في ذلك المكان غالبيتهم من النساء والأطفال ويتم تأمين وجبتي طعام يومياً لهم وهما وجبة فطور عبارة عن خبز ولبن ووجبة غداء عبارة عن بطاطا ورز، حيث لا يستطيع المحتجزون شراء المواد الغذائية بسبب ارتفاع ثمنها”
وفي سياق متصل أفاد أحد الأشخاص المطلعين للمرصد أن مجموعات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي هي من تحتجز المدنيين القادمين من دير الزور في منطقة مبروكة التابعة لناحية راس العين والتي تبعد عن دير الزور مسافة 150 كيلو متر وعن مركز مدينة الحسكة حوالي 90 كيلو متر في مخيم يشرف عليه الهلال الأحمر الكردي وأن التعامل مع هؤلاء غير إنساني.
إن الحرص على أمن محافظة الحسكة لا يترتب عليه تقييد حركة النازحين داخلياً وخاصة هؤلاء الهاربين نتيجة الجوع والعوز والمجازر اليومية بحق المدنيين هنالك. وهو يتنافى مع مبادئ القوانين الدولية، وعليه فإنّ مرصد العدالة من أجل الحياة يطالب وحدات حماية الشعب بالكف عن هذه التصرفات والسماح للمدنيين بالعبور بأمان إلى محافظة الحسكة ويطالب المنظمات المعنية بالتدخل للسماح للمدنيين للعبور وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لهم وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن.