نرحب بالبيان الصادر بالأمس عن المجتمعين في مدينة ميونخ بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات إلى جميع المناطق المحاصرة. حيث تقرر في هذا البيان اختبار إيصال المساعدات إلى المناطق صعبة الوصول واستخدام الطائرات لإلقاء شحنات المساعدات عن طريق الجو وعلى رأسها مدينة دير الزور، وندعو إلى التنفيذ الفوري للقرار لإنقاذ المدنيين المحاصرين.
يتواجد في الأحياء المحاصرة بدير الزور 183 ألف مدني وفق تقديرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا. أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، فيما يبلغ عدد الحوامل 4300 امرأة.
أهم المواد التي يجب إدخالها على الفور هي حليب الأطفال والمواد الغذائية القابلة للاستهلاك المباشر، بسبب ندرة الوقود وعدم قدرة المدنيين للوصول لأماكن تتوفر فيها مادة الحطب. كما تحتاج هذه الأحياء وبشكل عاجل إلى أدوية الأمراض المزمنة كالأنسولين وعلاج مرضى ضغط الدم وأمراض القلب والقصور الكلوي، وكذلك مضادات الالتهاب والمسكّنات. فالأحياء المحاصرة يوجد فيها مستشفى واحد بعيد جداً عن مناطق تواجد المدنيين، لذا نطالب بإدخال مختصين لعلاج المرضى المصابين بأعراض سوء التغذية والحالات الحرجة وتسهيل حركتهم إلى مناطق يمكن علاجهم فيها.
وبناءً على التجربة السابقة في إيصال المساعدات لدير الزور سواءً عن طريق المطار أو إلقاءها من الجو، فإن معظم تلك المساعدات كانت تصل للقطاعات العسكرية للنظام السوري، ولا يتم توزيعها بشكل عادل على المدنيين، علاوة على هيمنة ضباط الجيش والأمن على عملية استلام وتوزيع المساعدات في فرع الهلال الأحمر. فذلك نناشد الهيئات الدولية بالدخول لمناطق الحصار لتقييم الاحتياجات والاشراف على عملية إدخال المساعدات وتوزيعها بشكل عادل على المدنيين المحاصرين بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري في دير الزور.