يحق للمتابع للوضع السوري عامة ، وللوضع في محافظة دير الزور التي يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على معظمها خاصة ، أن يتساءل لماذا تدمر قوات التحالف الدولي ضد التنظيم الجسور التي تربط ضفتي نهر الفرات ؟؟ .
ورُبَ مجيب يقول : أن هذا التدمير لجسور المحافظة هو لمحاصرة عناصر تنظيم الدولة وقطع الإمداد عنهم ، لكن هذه الإجابة – وهي إجابة عسكرية بحتة – ، لا تتضمن التفكير في أوضاع المدنيين الإنسانية الذين يعيشون في المدن والبلدات المحاصرة أصلا من قبل تنظيم الدولة بمعنى ان احتلال تنظيم الدولة لمحافظة ديرالزور وسلوكه اليومي الشائن مع المدنيين هو حصار ما بعده حصار ، فكيف إذا زاد هذا الحصار إلى تدمير الجسور ، فستكون الكارثة !! .
من هنا يبدي مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور استغرابه وقلقه من السلوك العسكري لقوات التحالف الدولي في تدمير الجسور على ضفتي نهر الفرات ، والذي الحق ويلحق أضرارا كبيرة بالمدنيين ، فالموضوع ليس موضوع جسر وتهدم ، إنما التداعيات اللا إنسانية فيما وراء هذا التدمير بالنسبة للمدنيين .
والمقلق في هذا الأمر هو إن هذه الجسور التي تم تدميرها كانت تُخدّم المدنيين في حلهم وترحالهم ، فعلى سبيل المثال .. هناك بلدات على الضفةالشمالية (الجزيرة) للنهر لا يوجد فيها مشافي ، فيما توجد المشافي على الضفة الجنوبية (الشامية) ، وهو ما يعني إن هناك آلاف بل عشرات آلاف المرضى لم ولن يستطيعوا الاستشفاء من الآن وصاعدا ، وهو مايشير إلى إن حالات الوفاة بسبب عدم القدرة للوصول إلى المشافي ستتزايد ، وقس على ذلك في الخدمات الأخرى مثل توقف الحركة الاقتصادية ومنها نقل البضائع والخضراوات وغيرها الكثير .
وفي هذا السياق .. يرى المرصد أن استهداف الجسور أصاب المدنيين قبل غيرهم بأضرار لا تبررها أي ميزة عسكرية قد يكون قد استهدفها التحالف (ان وجدت) .
ومن هنا يدعو المرصد قوات التحالف الدولي إلى تقديم حياة المدنيين والابتعاد عن كل ما يسبب ضررا لهم وأن تلتزم بقواعد القانون الدولي الإنساني .
يشار إلى إن الجسور التي تم تدميرها في الآونة الأخيرة هي جسر العشارة والميادين والبوكمال وجسر الصالحية بالبوكمال وجسر الطريف وجسور زراعية صغيرة على الطرق الفرعية .