مرصد العدالة من أجل الحياة في سوريا.
أيار/ مايو 2016
أولاً: مقدمة:
بادية التنف تتبع إدارياً لمحافظة حمص, وتقع جنوب مدينة “تدمر, وتمتد بمحاذاة الحدود السورية العراقية, فيها معبر “التنف” الحدودي مع العراق, والذي سيطر عليه التنظيم بتاريخ 21 أيار/مايو 2015 بعد انسحاب قوات النظام منه. بقيت المنطقة تحت سيطرة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية حتى تاريخ 5 آذار 2016, حيث تمكّن مقاتلو “جيش سوريا الجديد” بمساندة من “كتائب الشهيد أحمد العبدو”, وبغطاء جوي من الطيران الحربي التابع لقوات التحالف الدولي, من السيطرة على مشروع التنف؛ وهو عبارة عنموقع بالقرب من قرية “الزويرية” التي تبعد بدورها عن مدينة البوكمال 350 كم تقريباً.
ثانياً: أهمية بادية التنف:
تكمن أهمية الموقع الذي سيطر عليه جيش سوريا الجديد كونه يقطع خط الإمداد العسكري للتنظيم بين العراق ومناطق سيطرة التنظيم في البادية السورية, وخصوصاً مدينة السخنة التابعة إدارياً لمحافظة حمص السورية والتي يخوض على أطرافها التنظيم حرباً عنيفة مع قوات النظام بعد سيطرة الأخيرة على مدينة “تدمر”. وتمهد هذه السيطرة أيضاً لتشديد الخناق على تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة البوكمال وتعيق حركة الإمداد له، علاوة على قطع إمداد التنظيم بين البوكمال والمواقع الخاضعة للتنظيم في القلمون الشرقي كقرية المحسّة التي تعتبر خط إمداد السلاح للتنظيم.
ثالثاُ: هجمات تنظيم الدولة:
بتاريخ 9 نيسان 2016, استهدف عناصر تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية إحدى معسكرات “جيش سوريا الجديد” بحوالي عشرة قذائف هاون سقطت جميعها داخل معسكرهم، بحسب ما أفاد أحد مقاتلي جيش سوريا الجديد، والذي أكد ظهور حالات اختناق على عدد من المقاتلين مما حدا بهم إلى وضع الأقنعة الواقية لتجنّب الإصابات باختناقات أخرى، وأضاف المقاتل الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية:
“تبعد أقرب نقطة لتنظيم الدولة الإسلامية عن مقر “جيش سوريا الجديد” حوالي 15 كم, حيث حاول التنظيم إنطلاقاً من منها, ومن نقاط أخرى, الهجوم عدّة مرّات على مواقع “جيش سوريا الجديد” مستخدماً السيارات المفخخة لاستعادة السيطرة على المواقع التي خسروها, إلا أنّهم فشلوا بسبب انكشاف المنطقة للطيران الحربي, ووجود أجهزة رصد قادرة على ترقّب تحركات التنظيم”.
“من جهته أكدّ أحد القيادين في جيش سوريا الجديد للمرصد أنّهم استكشفوا المكان الذي أطلق التنظيم منه القذائف بعد انتهاء الهجوم, وانفجار إحدى القذائف بعناصر من التنظيم, وشاهدوا عدّة قذائف أخرى لم تستخدم وكانت هنالك مواد سائلة تخرج من القذيفة وأضاف:
” أصيب عشرة عناصر نتيجة القصف, خمسة منهم عانوا من الاختناق وضيق بالتنفس واحمرار بالعينين ورجفان وإقياء وتوسع بالحدقة، حيث استطاع الفريق الطبي المتواجد داخل المعسكر من تقديم الإسعافات اللازمة لهم.”
ربعاً: الخاتمة :
تشير الشهادات التي حصل عليها المرصد إلى احتمال وجود أسلحة محظورة بحوزة تنظيم الدولة الإسلامية, وهذا ما يبرر تخوف الكثير من المدنيين من لجوء التنظيم إلى استخدامها ضدهم لصد الهجمات التي يتعرض لها خاصة في المناطق التي تشكل له عمقاّ استراتيجياً, والتي سيدافع عنها بكل ما يمتلك من قوة وأدوات.