قصّة المختفي باسل بكداش على يد جهاز المخابرات الجوية
المختفي باسل مصطفى بكداش ابن ريف اللاذقيّة من مواليد عام 1984، حاصل على شهادة الثانويّة العامّة، وكان يعمل كسائق أجرة، متزوّج ولديه طفلتان توأم (جنى وغنى تبلغان من العمر 8 سنوات).
بحسب مصطفى نايف بكداش والد المختفي باسل الذي أدلى بشهادته[1] لسوريّون من أجل الحقيقة والعدالة فإنّ باسل وبحكم عمله كسائق أجرة كان يقوم بنقل الأشخاص إلى بعض المناطق التي خرجت منها المظاهرات ضدّ حكم الرئيس السوري بشّار الأسد مثل حي الصليبة والرمل الفلسطيني في مدينة اللاذقيّة، فتمّ اعتقاله في أحد أيّام شهر آذار/مارس2011 من قبل دوريّة تابعة للمخابرات الجويّة، وهذه الدورية متواجدة بشكل دائم على طريق اليمضيّة في جبل التركمان، وعلى الفور بدأ أهل باسل بالسؤال عنه وعلموا من أحد العناصر “واسمه أ.العلي” الذي كان يخدم في فرع المخابرات الجويّة آنذاك، بأن تهمة “الإرهاب” وُجهت لباسل وتمّ نقله إلى سجن صيدنايا العسكري بعد حوالي شهر من اعتقاله.
بعد اعتقال باسل بحوالي عام تواصل مع أهله أحد المفرج عنهم من سجن صيدنايا العسكري متحدّثاً من هاتف أرضي عمومي دون أن يعلمهم باسمه خوفاً من المراقبة على الهاتف، حيث أخبر الأهل أنّه التقى بباسل في سجن صيدنايا العسكري في شهر أيلول/سبتمبر 2011 وبأن باسل كان يرتدي بنطال جينز وسترة ممزّقين، وكان نحيل الجسم وشعر ذقنه طويل، ولونه مائل إلى السواد، ولم يستطع الكلام معه كثيراً بسبب الخوف من السجّانين.
لقراءة القصة بشكل كامل وتحميلها بصيغة ملف PDF يرجى الضغط هنا.
جرّب أهل باسل الكثير من الطرق لإخراجه من السجن، فدفعوا مبالغ ماليّة كبيرة تقدّر بأكثر من 500,000 ليرة سوريّة أي ما يقدّر ب 7000$ دولار أمريكي على دفعتين لسمسار يدعى أ. أبو العلا، الذي يمتلك علاقات وطيدة مع جميع أفرع الأمن في اللاذقيّة، ولكنه قام بابتزازهم بدون تحقيق أيّ نتيجة تذكر، ولم يستطيعوا حتّى زيارة ابنهم في السجن.
يتحدث والد باسل في شهادته عن معاناتهم نتيجة اختفاء باسل فيقول:
“انفرط عقد عائلة ولدي بسبب اختفائه، حيث قامت زوجة باسل برفع دعوى تفريق على زوجها المختفي بسبب غيابه لأكثر من ثلاث سنوات لدى القاضي الشرعي في اللاذقيّة واسمه “علي الشيخ” الذي قام بخلعها “تطليقها”، ثمّ تركت طفلتيها عندنا وذهبت إلى أهلها، وتزوّجت لاحقاً، وبعد زواجها طالبت بالطفلتين لتربيتهما، فلجأنا إلى المحكمة من أجل منع ذلك حيث أنه ليس من المقبول لدينا أن يربي شخص غريب البنتين وتمّ التوافق على ذلك. ونحن الآن نعمل بكل ما أوتينا لتربية جنى وغنى وتعويضهما عن رعاية الأب وحنان الأم، ولقد تعرضنا لضائقة مادية كبيرة بسبب ما دفعناه من مبالغ ومصاريف إثر اختفاء ولدي حيث اضطررنا لاستدانة بعض من هذه المبالغ من أقاربنا. لقد تفككت عائلته بعد اعتقاله وافترق الأولاد عن الأم والأب إلا أننا ما زال لدينا الأمل في عودته إلينا.”
[1] تمّ إجراء المقابلة في تاريخ 16 تمّوز/يوليو 2017 في منزل والد المختفي في مخيّم الوافدين في ريف اللاذقيّة.