للشهر الثالث على التوالي يستمّر الحصار المزدوج الذي يفرضه كلٌ من تنظيم الدولة الإسلامية والنظام السوري على محافظة دير الزور، حيث ازدادت الأوضاع الإنسانية سوءً وتتجه بتسارع كبير لتكون أكبر كارثة إنسانية منذ بداية الثورة السورية عام 2011.الأوضاع المعيشية:
يواصل تنظيم الدولة الإسلامية حصاره على أكثر من 300 ألف مدني نصفهم من النساء والأطفال داخل الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام السوري بمنع إدخال المواد الطبية والغذائية إلى هذه الأحياء كما يمنع الدخول والخروج منها تحت طائلة المحاسبة حيث يعترض تنظيم الدولة السيارات المحملة بالغذاء فقام بقتل سائقين واعتقال عدد آخر.
أدى استمرار الحصار إلى شح المواد الغذائية والدوائية وارتفاع جنوني في الأسعار وصل إلى 1500% ما يفوق القدرة الشرائية للمدنيين داخل هذه الأحياء.
يستغل النظام السوري هذا الحصار حيث يقوم ضباط وعناصر الأمن ببيع بعض مخصصات فروعهم من المواد الغذائية بأسعار باهظة، ويقدم عناصر النظام الحماية الكاملة للتجار المرتبطين بهم حيث يسمح لهم بالتحكم بالأسعار وبيع الحصص الغذائية (القليلة أصلاً والتي تصل إلى المدينة عن طريق الطائرات) بأسعار مرتفعة.
بتاريخ 30-3-2015 بدأ النظام بمنع المدنيين من الخروج من المدينة وأجبر كل مدني يريد الخروج باتجاه حي البغيلية المحاصر لجلب بعض الخضروات المتوافرة في هذا الحي (نظراً لوجود بعض الأراضي الزراعية في هذا الحي) على ترك بطاقته الشخصية (الهوية) لدى حاجز النظام كوسيلة ضغط تمنعهم من مغادرة المدينة.
بتاريخ 31-3-2015 سمح النظام للمرضى بالخروج من المدينة بشرط إثبات الحالة الصحية واصطحاب مرافق واحد فقط، ويبقى على المريض بعد اجتياز حواجز النظام أن يسير مشياً على الأقدام مسافة 3 كم عبر طُرقٍ غير نظامية تحت خطر القنص من قبل عناصر تنظيم الدولة للوصول إلى قرية الحوايج والانتقال عبر السفن إن توافرت إلى الطرف الآخر من المدينة وبهذا يستطيع تجنب حواجز تنظيم الدولة المحاصرة للمدينة.
هذا ويعاني موظفو القطاع العام منذ ثلاثة أشهر في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة من انقطاع مرتباتهم الشهرية بسبب منعهم من دخول المدينة من قبل التنظيم.
من جهة ثانية يفرض النظام حصاراً على المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة حيث أغلق طريق دير الزور دمشق من بوابة تدمر ما أدى الى نقص المواد الغذائية وفوضى في الأسعار في هذه المناطق.الماء والكهرباء:
تشهد الاحياء المحاصرة منذ تاريخ 25-3-2015 انقطاعاً كاملاً للتيار الكهربائي الأمر الذي أدى إلى انقطاع مياه الشرب حيث لم تعد محطات المياه داخل هذه الأحياء قادرة على العمل، وفاقم هذه الأزمة قلة وارتفاع أسعار المحروقات فقد وصل سعر لتر الكاز إلى 1000 ل.س وسعر لتر البنزين 1500 ل.س.
توقف الهلال الأحمر العربي السوري ومنع تنظيم الدول الإسلامية المنظمات من العمل أدى إلى نفاذ مادة الكلور السائل المستخدم في تعقيم مياه الشرب ما أجبر العاملين في محطات المياه على استخدام هيبوكلوريت الصوديوم أو الكلور البودرة كبديل لتعقيم مياه الشرب والذي يتوقع نفاذه خلال مدة أقصاها ثلاثة أسابيع ما ينذر بانتشار أمراض التهاب الكبد والحمة التيفية والكوليرا.
كما انتشرت أمراض كاليرقان والقمل والجرب بسبب انقطاع المياه وقلة مواد التنظيف وشح الدواء.
الحالة الطبية في المحافظة:
بدأ الدواء بالنفاذ من الصيدليات في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام نتيجة الحصار مع قيام النظام بتأمين استمرار عمل مستشفيات الدولة حيث يستفيد منها في معالجة عناصره الجرحى نتيجة المعارك، ومنع تنظيم الدولة المنظمات الطبية من العمل في المناطق الخاضعة لسيطرته فقام بإغلاق بعض المستشفيات والنقاط الطبية وسمح باستمرار البعض الآخر بشرط العمل تحت إشرافه المباشر.
المستشفيات والنقاط الطبية المغلقة:
مستشفى بقرص الميداني
مركز الرعاية الصحية الأولية في بقرص
مركز الرعاية الصحية الأولية في البوليل.
مركز الرعاية الصحية الأولية في القورية.
المستشفى النسائي في القورية.
المستشفى الميداني في القورية.
ملتقى رسالة.
المستشفيات والنقاط الطبية التي أوقف عنها الدعم (استمرت بالعمل بالاعتماد على مخزونها أو مساعدات الأهالي):
المستشفى الوطني في البوكمال.
مركز عائشة النص مأجور.
مركز الرعاية الصحية في البوكمال.
قسم الكلية في المستشفى الوطني في هجين.
مستشفى الطب الحديث في الميادين.
المستشفى الوطني في الميادين.
مركز الرعاية الصحية الأولية في الميادين.
مستشفى موحسن الميداني.
مركز الرعاية الصحية الأولية في العشارة.
مركز الرعاية الصحية الأولية في صبيخان.
مركز عيادات الطيانة.
مستشفى شحيل.
مستشفى التقوى في حطلة.
مستشفى الكسرى.
مركز الرعاية الصحية الأولية في الخريطة.
دار عائشة.
مستشفى فارمكس في (يعمل هذا المستشفى بدعم من تنظيم الدولة حيث يعالج عناصره الجرحى نتيجة المعارك).
أدت قرارات تنظيم الدولة بمنع المنظمات الطبية من العمل إلى:
1-انخفاض الطاقة الاستيعابية للمستشفيات والنقاط الطبية التي استمرت بالعمل إلى 50%.
2-نقص حاد في أدوية السكر والسل وجلسات غسيل الكلية.
لم يؤثر هذا الحصار الخانق إلا على المدنين حيث يؤمن النظام ما يحتاجه عناصره من طعام وشراب ودواء وأسلحة عن طريق طائراته التي تحط في مطار دير الزور
بناء على ما سبق تستنكر الحملة هذا الصمت على كارثة إنسانية على وشك الوقوع، وتدعو المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة إلى الضغط على النظام لإيصال المساعدات وفك الحصار عن محافظة دير الزور، كما تدعو وسائل الإعلام المحلية والدولية والمنظمات الحقوقية والإنسانية وكل من يقدس حق الإنسان في الحياة إلى العمل معاً يداً بيد لرفع المعاناة عن المحاصرين في دير الزور.
حملة “معاً لفك الحصار عن دير الزور”
Email : [email protected]
Twitter: @DZunderSiege
Facebook.com/DZunderSiege