أم أسعد (اسم مستعار) امرأة ستينية من أسرة فلاحية من ريف احدى المحافظات السورية، غير متزوجة، لديها أخوة متزوجون ومستقلون في منازلهم.
توفي والداها وعاشت وحيدة في بيت أهلها وقد ورثت عن والدتها ما كان بحوزتها من مصاغ ذهبي، ودأبت طوال فترة حياتها على العمل فيما تيسر كي لا تمد يدها لأحد حتى لأخوتها. عملت في الأشغال اليدوية، في الخبز، في مساعدة النساء في القرية مقابل أجر، لتعيل نفسها وتدخر من مالها بشراء المصاغ الذهبي. أصر أخوتها على انتقالها للعيش معهم في بيوتهم عوضاً عن عيشها وحيدة ولكنها رفضت هذا الموضوع مراراً لإحساسها بطمع اخوتها بمدخراتها.
في عام 2021، اختفت أم أسعد في ظروف غامضة، بحث عنها اخوتها دون جدوى. اعتقدوا أنها اختطفت من أجل مالها، خاصة وأن جميع أهالي القرية على دراية بممتلكاتها. بعد مرور أربعة أشهر على اختفائها، وبينما كان أحد الرعاة وأبنائه في البرية، وجدا مكانا فيه كومة من حجارة، وفوجئا برؤية يد بشرية ممتدة بين الركام. عندما وصل الخبر إلى مخفر المنطقة، استدعى رئيس المخفر أخ الضحية للحضور حالاً، فحضر أخو أم أسعد ليشير إليه رئيس المخفر بشال تضعه السيدات على الرأس ليتبين أنه شال أخته المختفية. فدارت الشكوك حول الأقارب ومن بينهم ابن أخيها، ليتبين فيما بعد أنه قاتل عمته. ولكن في ظل غياب تطبيق القانون، وفوضى السلاح والفلتان الأمني، لم يحاسب الجاني. هنا حصل انتهاك لحقّ أم أسعد بالحياة، اذ انها قد سلبت منها، حياتها وحرمت تعسفاً من حقّ التمتع بها.
المادة (3) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على: “لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي الأمان على شخصه”.
المادة (6) فقرة (1) من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية على: “الحق في الحياة حق ملازم لكل إنسان. وعلى القانون أن يحمي هذا الحق. ولا يجوز حرمان أحد من حياته تعسفا”.
المادة (5) من الميثاق العربي لحقوق الإنسان تنص على:
“1- الحق في الحياة حق ملازم لكل شخص. 2- يحمي القانون هذا الحق، ولا يجوز حرمان أحد من حياته تعسفا”.