قصّة المختفي حسين مصطفى الخلف على يد الجيش السوري
المختفي حسين مصطفى الخلف هو من مواليد 1 كانون الثاني/يناير 1982 في مدينة الحولة بمحافظة حمص، والدته رضيّة، وهو متزوّج ولديه ثلاثة أولاد، ورزق بطفله الثالث أثناء اختفائه حيث كانت زوجته حاملاً عندما اختفى. يعمل حسين في مجال تصليح السيّارات وكان يعمل أيضاً في نقل البضائع بسيّارته إلى أماكن مختلفة في سوريا انطلاقاً من مكان إقامته في كفرلاها/الحولة.
بتاريخ 28 نيسان/أبريل 2012، كان حسين يقوم بنقل بعض البضائع إلى مدينة السويداء برفقة عمّه، حين أوقفهم عناصر حاجز “البايرلي” العسكري، وهو حاجز يتبع للجيش السوري ويقع في منطقة تل ذهب على طريق الحولة، وصدف أن هاجمت بعض فصائل المعارضة المسلّحة الحاجز المذكور في وقت تواجد حسين، وحدثت بعض الاشتباكات في المنطقة، قبل أن يستطيع الجيش صدّ هجومهم. بعد ذلك قام عناصر الحاجز باحتجاز حسين وسيارته، وتركوا العم يمضي في سبيله، اعتقل العناصر حسين بعد أن عصبوا عينيه ووضعوه في سيّارة تابعة لهم، ومن الجدير بالذكر أنّ سيّارة حسين بقيت قيد الاحتجاز من قبل عناصر الحاجز لمدّة أسبوع واستطاع أهله استردادها لاحقاً وذلك بحسب أحد أفراد عائلة المختفي حسين الذين أدلوا بشهادتهم لسوريّون من أجل الحقيقة والعدالة.
لقراءة القصة بشكل كامل وتحميلها بصيغة ملف PDF يرجى الضغط هنا.
انقطعت أخبار حسين بعد اعتقاله، فقام أهله بدفع مئات الآلاف من الليرات السوريّة لمحامين ومسؤولين يعملون كوسطاء في عمليّة “التفيّيش” رغبةً في معرفة مصيره، أو على وعودٍ لإخلاء سبيله.
لقد ترك اختفاء حسين أثراً ماديّاً كبيراً على عائلته، فاضطرّت العائلة المكوّنة من زوجته وأطفاله إلى النزوح والعيش مع ذويه، وما زالوا يعانون من آثار اضطرارهم لدفع مبالغ ماليّة كبيرة لمعرفة مصيره، علاوة على ذلك فقد اضطرّوا لبيع الكثير من ممتلكاتهم طلباً للعيش بعد فقدان معيلهم الوحيد.
يصف أحد أفراد عائلة حسين الآثار النفسيّة التي خلّفها اختفاؤه، قائلاً:
“الأثر النفسي عقب اختفاء حسين كان هو الأكبر، فدائماً ما كانت تراودنا الأفكار المختلفة عن مصير حسين، أهو حي؟ أم ميّت؟ أم يتعرّض للتعذيب الآن؟ أهو بخير؟ كيف اختفى؟ ولماذا اختفى من حياتنا؟
للأسف، نحن نسمع عن الكثير من المفقودين الذين شوهدوا في بعض السجون وعرف أهلهم بسلامتهم ومكان تواجدهم، ولكن للأسف في حالة حسين ومنذ يوم اختفائه إلى حدّ الآن لم نعرف أيّ معلومة عنه باستثناء بعض الإشاعات الغير مؤكّدة، ففي أحد المرّات على سبيل المثال أخبرني أحد العاملين في إحدى المنظّمات في تركيّا أنّه متأكّد بلقائه حسين خارج السجن ولكنّه لا يذكر تفاصيل أخرى، ممّا أدّى إلى إرباكنا كثيراً.
وبعد مضي ثلاث سنوات على اختفاء حسين، تمّ الإفراج عن أحد المعتقلين من قريتنا، وهو كان معتقلاً في أحد أفرع الأمن العسكري قبل أن يتم تحويله إلى سجن صيدنايا، وعند سؤاله عن حسين أخبرنا أنّه كان قد التقى به في أحد أفرع الأمن العسكري، ولكنّه عاد وأنكر أقواله في اليوم التالي، حيث كان هذا الشاب واقعاً تحت صدمة نفسيّة وجسديّة كبيرة ولم يكن بكامل قواه العقليّة.“