قصّة المختفي فادي خالد الفتّوح على يد الأمن العسكري
المختفي فادي خالد الفتّوح، من مواليد معرّة النعمان العام 1977، في ريف إدلب، كان فادي يعمل في مجال صناعة “الخزّانات المعدنيّة” بالإضافة إلى عمله في مجال البناء، لديه زوجتان، وأربعة أطفال من زوجته الأولى وهم: ناديا وتبلغ من العمر 13 عاماً وإسراء التي تبلغ من العمر 11 عاماً وخالد الذي يبلغ من العمر 9 أعوام ومعاذ الذي يبلغ من العمر 7 أعوام، ولديه من زوجته الثانية طفلتان: سماح وتبلغ من العمر 7 أعوام وياسمين التي تبلغ من العمر 4 أعوام).
في الثاني من شهر شباط/فبراير من العام 2013، وبحسب زوجة فادي التي أدلت بشهادتها [1]إلى سوريّون من أجل الحقيقة والعدالة كان فادي يقوم بزيارةٍ لأحد أقربائه في محافظة إدلب التي كانت تخضع لسيطرة الحكومة السوريّة آنذاك، وعند عدم عودته إلى المنزل في ذلك اليوم قامت زوجته بالاتصال بأقربائه والاستفسار عنه، فنفوا مجيئه إليهم بالأساس، وهنا بدأت رحلة زوجتا فادي -بالتعاون مع أقربائهما- بالبحث عنه في مشافي المحافظة أولاً، ومقرّات المعارضة المسلّحة في محافظة إدلب، ولكن بدون أيّة نتيجة. بعد ذلك قررت زوجته الأولى برفقة ابن خاله الذهاب إلى محافظة إدلب وتحديداً إلى فرع الأمن العسكري، بحثاً عن فادي، وقاما بدفع مبالغ ماليّة كبيرة تخطّت الـ300 ألف ليرة سوريّة، أي ما يقارب الـ2000$ دولار أمريكي آنذاك لبعض العناصر، فأخبروهما أنّ فادي موجود في فرع الأمن العسكري بإدلب وهو قيد التحقيق بتهمة “التحريض ضدّ النظام”.
قامت الزوجة الأولى ببيع جميع ما تملك من الذهب من أجل تعيين محامٍ لغرض متابعة قضيّة زوجها، ولكن لم يصلها من المحامي سوى الوعود الفارغة، وقد تخطّت تكاليف هذا المحامي الـ150 ألف ليرة سوريّة أي ما يقارب الـ 1000$ دولار أمريكي آنذاك، وبقيت العائلة على هذا الحال فترةً طويلةً حتّى وصلهم خبر نقل فادي إلى فرع الفيحاء في دمشق “وهو أحد أفرع جهاز الأمن السياسي في دمشق”، فأسرعت الزوجة بالسفر إلى دمشق واضطرّت لدفع ما قيمته الـ700 ألف ليرة سوريّة لسماسرة، أي ما يقارب الـ6000$ دولار أمريكي آنذاك بغية الحصول على أيّة معلومة عن فادي، ولم تستطيع الحصول إلّا على معلوماتٍ متضاربةٍ تخبرها بوفاته تارةً، وببقائه على قيد الحياة تارةً أخرى، ولم تعلم عائلة فادي حتى الآن أيةّ معلوماتٍ تكشف عن مصيره.
تحدّثت زوجة فادي الأولى في شهادتها عن أثر غياب فادي على عائلته قائلة:
“لقد كان لغياب فادي أثر نفسي كبير على عائلته، حيث أن أطفاله كانوا شديدي التعلق به، نظراتهم دائماً ما يملؤها الحزن، ويسألونني بشكلٍ دائم أين والدنا ومتى سيعود، كنت لا أملك سوى الصبر وبعض الأمل بعودة زوجي إلينا سالماً، فعملت جاهدة كي أغطي ولو جزء صغير من دور الأب في المنزل، إلا أنني دائما ما أشعر بحالة كبيرة من الفراغ والوحشة جراء اختفاء زوجي، بالرغم من وقوف أهلي وأهل زوجي بجانبي وبجانب أطفالي إلا أن شعور الوحدة لا يفارقني منذ غياب زوجي.”
لقراءة القصة بشكل كامل وتحميلها بصيغة ملف PDF يرجى الضغط هنا.
“دفعت معظم ما كنا نملك أنا وفادي للمحامين والسماسرة وقد تخطى المبلغ المليون وخمسمئة ألف ليرة سورية أي ما يقارب الـ 10,000$ دولار أمريكي، دون أي جدوى، كان فادي هو المعيل الوحيد للأسرة وبعد فترة من اعتقاله وبسبب غياب المعيل الوحيد اضطرت زوجته الثانية لأخذ أولادها والعيش مع أهلها في لبنان و أذكر أنها دفعت ما يقارب 300$ دولار أمريكي كرشاوي لاستخراج وثيقة تسمح لأطفالها بالعبور من الحدود السورية في ظل غياب والدهم. وأنا قمت بأخذ اولادي والعيش في منزل أهلي وبالرغم من وقوف أهلي بجانبي إلا أنني عملت مستخدمة في مدرسة بالقرب من بيت أهلي كي أساعد ولو بجزء صغير من مصروفي ومصروف الأولاد لا يوجد عندي نية بطلب الطلاق أو مغادرة بيت أهلي والسفر خارج البلاد، وكوني أقطن في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة السورية فلم أصادف أيّة مشاكل قانونية فيما يخص الأوراق أو الوثائق.”
[1] تمّ إجراء المقابلة في تاريخ 20 تمّوز من العام 2017 عن طريق الإنترنت.