النطاق الجغرافي للتقرير:
يركز التقرير الموجز على الأحداث الحاصلة في القسم الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال نهر الفرات، هذا التقرير رصد ووثق معلومات في بلدات الكسرة وهجين وشحيل والبصيرة وذيبان والصور وأبو حمام وغرانيج والقرى المجاورة لها.
يوفّر التقرير بعض المعلومات عن القرى والبلدات الخاضعة للسيطرة الحكومية شمال نهر الفرات وهي المناطق التي يتواجد فيها قوى حكومية ومليشيات مساندة لها.
مقدّمة:
شهدت محافظة دير الزور في شهر فبراير العديد من الحوادث الأمنية[1] والعسكرية، يكاد لا يخلو يوم في ديرالزور بدون حوادث أمنيّة، هذه الحوادث شكلين: الأول: الهجمات المسلّحة التي تتعرض لها حواجز ومراكز أمنيّة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية من قبل مجموعات مسلّحة، يرجّح أن خلايا تنظيم الدولة مسؤولة عن بعض هذه الهجمات، الثاني هو المداهمات المنفذة من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية لمنازل وقرى للبحث -وفق هذه الأجهزة- عن مطلوبين، هذه المداهمات تتم أحياناً بدعم من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.
في شهر شباط/فبراير الفائت، ونتيجة ارتدادات ما حصل في سجن غويران في الحسكة، شنّت قوات سوريا الديمقراطية عدد من المداهمات وفرضت حظراً جزئياً على التجول.
يتسبب الانتشار الواسع للسلاح واستخدامه في وقوع إصابات وضحايا بين المدنيين خاصة في النزاعات المحليّة. شهدت ديرالزور خلال الشهر الماضي مظاهرات عديدة مطالبة بإطلاق سراح[2] المعتقلين[3] ورافضاً لتفرد بعض المتنفذين العسكريين بالقرار، كما طالبت بتحسين الأوضاع المعيشية حيث لا تزال أزمة توزيع مادة الخبز والطحين مستمرة خاصة في بلدات شحيل والبصيرة كما وثقت منظمة العدالة. سجلت منظمة العدالة إطلاق سراح عدد من المعتقلين من سجون الإدارة الذاتية. ووثقت مقتل وإصابة عدد من الأشخاص بانفجار ألغام أرضية، ورصدت اشتباكات مسلّحة بين قوات أمنية تابعة لسوريا الديمقراطية ومجموعات تعمل في نقل الوقود على المناطق الحكومية بصورة غير شرعية.
الهدف من التقرير:
تهدف منظمة العدالة من أجل الحياة من خلال تقاريرها الموجزة إلى تسليط الضوء على الأوضاع العسكرية والأمنية في محافظة ديرالزور حيث تعمل المنظمة.
التعريف بحقوق الإنسان والتذكير بواجب الالتزام بها من قبل مختلف أطراف الصراع وحماية حقوق السكّان بغض النظر عن الدين والعرق والمنطقة ولون البشرة.
نشر معلومات موثقة بشكل موضوعي ومهني للقرّاء عن ما يحدث في ديرالزور في الوقت الذي تنشر فيه عشرات الأخبار غير الموثقة فضلاً عن ما تنشره أطراف الصراع على معرّفاتها.
مواجهة الخطاب المحرّض على الكراهية[4] والمروّج للعنف في بعض الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي خاصة.
هجمات عسكرية مستمرة وحملات اعتقال:
- فرضت قوات سوريا الديمقراطية حظراً جزئيّاً على التجول في الريف الغربي للمحافظة واحتجزت بتاريخ 4 شباط/فبراير 2022 عدداً من الدراجات النارية التي لم تلتزم بالحظر، ونفذت عمليات اعتقال في قرية جزرة الميلاج والقرى المجاورة بعد هجوم لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية على سجن في قرية جزرة ميلاج بتاريخ 6 شباط/فبراير 2022 الذي أسفر عن مقتل عدد من عناصر قوات سوريا الديمقراطية، وتزامن هذا الهجوم مع هجوم آخر في بلدة الصبحة في الريف الشرقي حيث تعرض حاجز عسكري في البلدة أوقع إصابات بين عناصر الحاجز. تلا هذه الهجمات حملة اعتقالات ومداهمات قامت بها قوات سوريا الديمقراطية حيث اعتقلت نازح في بلدة الهرموشية في ريف ديرالزور الغربي، وأصدرت بياناً أعلنت فيه اعتقال عنصرَين تابعين لتنظيم الدولة أحدهما عراقي الجنسية والأخر من تركستان في بلدة ذيبان في الريف الشرقي[5]، فيما تبنى[6] التنظيم الهجوم في بلدة الصبحة. وبتاريخ 8 شباط/ فبراير 2022 شنّت عناصر أمنية في قرية رويشد في ريف ديرالزور الشمالي حمله اعتقالات بحثاً عن خلايا تابعة لتنظيم الدولة.
- اندلعت اشتباكات بين قوّة تابعة للحكومة السورية والمليشات المساندة لها المتمركزة في قرية جنوب نهر الفرات بالقرب من قرية وعناصر يتبعون قوات سوريا الديمقراطية يتمركزون القرب من بلدة الجرذي بتاريخ 7 شباط/فبراير 2022 أدت إلى مقتل مدني واحد على الأقل.
- رصدت منظمة العدالة من أجل الحياة بتاريخ 9 شباط/فبراير 2022 قيام قوى أمنية بدعم من التحالف الدولي باعتقال عدداً من الأشخاص بتهمة الارتباط بتنظيم الدولة في بلدة البصيرة وذلك إثر عملية إنزال في البلدة.
- وثق باحثو منظمة العدالة هجومين أحدهما في الريف الغربي بتاريخ 9 شباط/فبراير 2022 الشرقي والآخر في الريف الشرقي بتاريخ 10 شباط/فبراير 2022، حيث أفاد باحثو المنظمة باستهداف موقع عسكري في قرية جزرة البوشمس[7] في ريف ديرالزور الغربي واستهداف نقطة عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية بالقرب من بلدة الشحيل في 10 شباط/فبراير 2022،. أدى الهجومان إلى مقتل (3) من عناصر سوريا الديمقراطية على الأقل و(2) من تنظيم الدولة الذي بدوره تبنى العمليتين.
- استهدف مجهولون بتاريخ 11 شباط/فبراير 2022 حاجزاً لقوات سوريا الديمقراطية بالقرب من بلدة الجرذي ما أوقع عدداً من الإصابات بين عناصر الحاجز إصابات بعضهم خطرة.
- بتاريخ 12 شباط/فبراير أطلقت امرأة النار على حاجز عسكري في قرية زغير في ريف ديرالزور الغربي ما أدى إلى إصابة عنصرين. واستهدف عناصر رجّح الأهالي أنّهم يتبعون لتنظيم الدولة بتاريخ 12 شباط/فبراير 2022 دوريتين عسكريتين تابعتين لسوريا الديمقراطية في بلدة شحيل وقرية حمّار العلي ونقطة عسكرية في بلدة الكسرة دون توثيق وقوع إصابات.
- استهدف عدد من الأشخاص يستقلون دراجة نارية بتاريخ 13 شباط/فبراير 2022 سيارة عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية في بلدة البصيرة، أعلن التنظيم على معرفاته أن عناصره نفذوا هجوماً في ريف ديرالزور الشرقي.
- وثق باحث منظمة العدالة من أجل الحياة في ريف ديرالزور الشرقي بتاريخ 14 شباط/فبراير اعتقال نازح خلال مداهمة نفذتها قوة مشتركة للتحالف الدولي وقوات مكافحة الإرهاب في بلدة شحيل.
- بتاريخ 15 شباط/فبراير وثقت منظمة العدالة من أجل الحياة استهدافاً لمحطة المياه في قرية الزر من قبل مسلحين، المحطة هي نقطة عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية، اعتقلت سوريا الديمقراطية على إثر الهجوم عدد من الأشخاص.
- أعلن مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي في بيان[8] نشره بتاريخ 16 شباط/فبراير 2022على صفحته في تويترعن نجاح عمليتين أمنيتين في اعتقال وقتل قياديّين في تنظيم الدولة.
- اعتقلت قوة مشتركة للتحالف وسوريا الديمقراطية بتاريخ 17 شباط/فبراير 2022 عدد من الأشخاص في قرية محيميدة في ريف ديرالزور الغربي بتهمة الانتماء لتنظيم الدولة، من بين المعتقلين شخص نازح وزوجته.
- تبنّى[9] تنظيم الدولة قتل شخص في بلدة ذيبان في ريف ديرالزور الشرقي بتاريخ 17 شباط/فبراير 2022، تلا الحادثة تحرك أمني واسع في بلدة ذيبان والبلدات المجاورة لها، ففي تاريخ 19 شباط/فبراير 2022 اعتقلت قوات مكافحة الإرهاب عدداً من الأشخاص في بلدة شحيل ونشرت عدداً من الحواجز في محيط البلدة على خلفية استهداف عدد من النقاط العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية في البلدة وبالقرب منها. في نفس التاريخ
- استهدف مجهولون حاجز لقوات سوريا الديمقراطية بتاريخ 20 شباط/ فبراير 2022 في بلدة الهرموشيّة في ريف ديرالزور الغربي، لم توثق منظمة العدالة وقوع إصابات أو ترجيح الجهة المسؤولة عن الهجوم. في اليوم التالي شنّت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات في القرى والبلدات المجاورة لبلدة الهرموشية.
- أفاد باحث منظمة العدالة من أجل الحياة بتاريخ 20 شباط/فبراير 2022 عن وفاة شخص من ديرالزور نازح في الحسكة بعد أيام من خروجه من معتقل تابع لقوات سوريا الديمقراطية، وفي التفاصيل فإن ذوي الضحية تلقوا اتصال عن وجوده في مركز طبي نقل إليه من المعتقل في الحسكة، ووفق ما حصل عليه باحث المنظمة من ذوي أقرباء الضحية فإن وضعه الصحي كان سيئاً وتوفي بعد أيام.
- قتل وجيه في بلدة الدحلة في ريف ديرالزور بتاريخ 22 شباط/فبراير 2022 خلال مداهمة نفذتها قوة مكافحة الإرهاب. وفق باحث منظمة العدالة فإن البلدة شهدت توتراً أمنياً واحتقاناً بسبب مقتل هذه الحادثة.
- أصيب عدد من عناصر قوات سوريا الديمقراطية بتاريخ 24 شباط/فبراير 2022 نتيجة هجوم على تجمع لهم بالقرب من بلدة هجين في ريف ديرالزور الشرقي. وأطلق مجهولون النار على تجمع عسكري في بلدة ذيبان في نفس التاريخ، حيث شهدت المنطقة اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بعد الهجوم.
- تبنّى تنظيم الدولة[10] استهداف موظف في مؤسسة تابعة للإدارة الذاتية في بلدة ذيبان، وفق باحث منظمة العدالة فإن مسلحين أطلقوا النار على الضحية بتاريخ 26 شباط/فبراير 2022 ما أدّى إلى مقتله على الفور.
احتجاجات واشتباكات مسلحة وأزمة خبز:
- أفرجت قوات سوريا الديمقراطيّة بتاريخ خلال شهر شباط/فبراير 2022 عن (10) أشخاص من ديرالزور كانت اعتقلتهم خلال حملات مداهمة في مناطق مختلفة في ديرالزور والحسكة.
- عيّن المجلس المجلس المدني في ديرالزور رئيسا جديداً للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل، ويأتي هذا في إطار العديد من التغييرات الداخلية التي يجريها المجلس.
- رصد باحث منظمة العدالة من أجل الحياة بتاريخ 9 شباط/فبراير 2022 استمرار أزمة الخبز، وفي التفاصيل أفاد الباحث بإن الأزمة تتمثل في سوء عملية توزيع الخبز على السكّان ما يؤدي إلى عدم وصول ما يكفي من الخبز إلى كل عائلة، ويضاف إلى ذلك الجودة المنخفضة للخبز الموزّع. فضلاً عن ذلك يوجد تفاوت في عمليات التوزيع بين المناطق، بعضها يحصل على الخبز كل (48) ساعة وبعضها الآخر كل (72) ساعة.
- تشهد القرى القريبة من نهر الفرات اشتباكات مستمرة بين قوات سوريا الديمقراطية وعدد من الجماعات التي تحاول إدخال الوقود إلى مناطق سيطرة الحكومة السوري بصور غير شرعيّة، بتاريخ 6 شباط/فبراير 2022 رصد باحث منظمة العدالة اشتباكات بالقرب من قرية زغيّر الواقعة على الطرف الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، واعتقلت قوة أمنية خاصة عدد من الأشخاص في بلدة الجرذي بتاريخ 11 شباط/فبراير 2022 خلال عملية مداهمة بتهمة نقل الوقود إلى مناطق سيطرة الحكومة. خلال هذين اليومين نفذّت قوات أمنية تابعة لسوريا الديمقراطية عمليات مداهمة بحثاً عن أشخاص يقومون بتجارة الوقود بشكل غير شرعي.
- شهدت بلدة البصيرة وبلدات أخرى مظاهرات احتجاجية على الأوضاع المعيشية وحملات الاعتقال التي تشهد أحياناً استخداماً للنار وتوقع ضحايا بين المدنيين، بتاريخ 12 شباط/فبراير 2022 خرجت مظاهرة في بلدة البصيرة احتجاجاً على اعتقال عدد من الأشخاص في البلدة حيث طالبت المظاهرات بإطلاق سراح المعتقلين، واحتجاجاً على التعيينات الإدارية خرج متظاهرون بتاريخ 23 و24 شباط/فبراير 2022 في سبع قرى في الريفين الغربي والشمالي مطالبين بعدم التفرد في عمليات التعيين وتحسين عمل المجلس المدني واللجان التابعة له.
- سجلّت منظمة العدالة من أجل الحياة وقوع ضحايا جرّاء انفجار ألغام أرضيّة[11] من مخلّفات المعارك التي شهدتها ديرالزور خلال السنوات العشر السابقة، بتاريخ 13 شباط/فبراير 2022 قتل طفل في ريف البوكمال الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية متأثراً بإصابته بانفجار لغم أرضي، وسجلت المنظمة مقتل شخصين على الأقل في بلدة خشام بتاريخ 23 شباط/فبراير 2022 بانفجار لغم، يذكر أن بلدة خشام واحدة من البلدات والقرى السبع التي تسيطر عليها القوات الحكومية شمال نهر الفرات.
- أصيب عدد من الأشخاص في اشتباك نتج عن خلاف محلّي في بلدة ابو حمام في الريف الشرقي، وفي التفاصيل فإن تبادل إطلاق النار حصل في شارع رئيسي في البلدة بتاريخ 15 شباط/فبراير 2022 وأدّى إلى إصابة شخص واحد على الأقل.
- وبتاريخ 16 شباط/فبراير وقع اشتباك مسلّح في قرية قريبة من بلدة الصور في الريف الشمالي بعد خلاف محلّي استخدم على إثره السلاح ما أدّى إلى إصابة شخص واحد على الأقل. وبتاريخ 20 شباط/فبراير 2022 أفاد باحث منظمة العدالة عن اشتباك بين عدد من الأشخاص ناتج عن نزاع عشائري في قرية غرانيج في الريف الشرقي أدى إلى إصابة شخصين على الأقل.
[1] ديرالزور: تنامب المخاوف المحليّة بعد سلسلة حوادث نتيجة “الفلتنا الأمني”- تقرير مشترك لمنظمة العدالة من أجل الحياة ونظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة – نيسان/أبريل 2021.
[2] رسالة مشتركة إلى “لجنة متابعة ملف المعتقلين والمختطفين في سوريا” – أيار/مايو 2020.
[3] ديرالزور:عشرات حالات الاعتقال التعسفي أثناء حملة “ردع الإرهاب” من قبل “قسد” – تقرير مشترك لمنظمة العدالة من أجل الحياة ومنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة – تشرين الأول/أكتوبر 2020.
[4] خطاب الكراهيّة شرق سوريا التداعيات وآليات المواجهة – منظمة العدالة من أجل الحياة – تشرين الأول/أكتوبر 2020.
[5] بتاريخ 18 شباط/فبراير أعلن مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية عن هوية المعتقلين.
https://twitter.com/farhad_shami/status/1494597408038264856?t=3pHBfY-60Nrx_bX4_1XtBw&s=08
[6] تبنى التنظيم العملية بإعلان نشره على صحيفة النبأ الالكترونية الأسبوعيّة في العدد (325) الصفحة رقم (5).
[7] تبنى التنظيم العملية بإعلان نشره على صحيفة النبأ الالكترونية الأسبوعيّة في العدد (326) الصفحة رقم (7)
[8] https://twitter.com/farhad_shami/status/1493937895148822531?t=FAm3J9LRbtXj6V77lh3sNQ&s=08
[9] تبنى التنظيم العملية بإعلان نشره على صحيفة النبأ الالكترونية الأسبوعيّة في العدد (328) الصفحة رقم (8)
[10] تبنى التنظيم العملية بإعلان نشره على صحيفة النبأ الالكترونية الأسبوعيّة في العدد (328) الصفحة رقم (7).
[11] المخلفات الحربية..عدو يهدد حياة المدنيين شال وشرق سوريا – منظمة العدالة من أجل الحياة – 21 آذار/مارس 2022.