اعتقل تنظيم “داعش” في الأيام القليلة الماضية، أعضاء “مركز دير الزور الإخباري”، والذي كان يعمل داخل مدينة دير الزور، التي لا تزال تشهد اشتباكات بين قوات النظام وتنظيم داعش، والجدير بالذكر أن التنظيم، لم يعلن عن اعتقاله لأعضاء المركز، ولا عن أسباب اعتقالهم.
كما اعتقل التنظيم في اليومين الماضيين عدد من أعضاء “مركز القورية الإخباري” الذي كان يغطي أخبار مدينة القورية بالريف الشرقي وعرف من بين المعتقلين “عثمان السلطان” أحد مؤسسي المركز هذا ولا يزال مصير الجميع مجهول.
خمسة عشر اعلامي في قبضة داعش
مدير مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور، “جلال الحمد” قال في حديث لـ “تمدن”: “ان عدد الذين تم اعتقالهم من قبل التنظيم خلال الأيام القليلة الماضية فقط قرابة 15 اعلامي وأغلبهم ممن لم يقبل مبايعة التنظيم”.
وأضاف “الحمد”، “إن المعتقلين لا توجد لديهم مكاتب رسمية، لأنهم اعلاميين مستقلين فقط، وقد خضعوا لدورة شرعية من قبل التنظيم، ومن ثم أعطيت لهم تصاريح بالعمل مع الوكالات المصرح لها وبها حصراً، حيث يجب على الإعلاميين الافصاح عن الوكالة التي يعملون معها، علما أن معظم التهم اللي اعتقل على أساسها الإعلاميين جميعها باطلة، بالرغم من ادعاء التنظيم، انه اكتشف عمالتهم عبر مراقبته لهم من قبل الجهات الإعلامية المختصة لديه”.
وأوضح “الحمد” في حديثه لـ “تمدن”، “أن رواتب الاعلاميين لا يأخذونها من التنظيم، فيما يسمح لهم بأخذ رواتبهم من الوكالة شرط الإفصاح عنها”.
قنوات كفرية وشروط للعمل
“الحمد” تحدث لـ “تمدن” عن شروط العمل المفروضة على الإعلاميين قائلاً: “المبايعون فقط يسمح لهم بتصوير القصف وما شابه، دون اظهار اي مقر للتنظيم او لعناصره، وإرسال الصور فقط، واما مقاطع الفيديو فلا تنشر إلا بعد تعود مراجعة المكتب الاعلامي للولاية لتدقيق المقطع ومن ثم اما يسمح لهم بنشره او يمنعوه”.
مضيفاً، “أغلب الإعلاميين هربوا خارج مناطق التنظيم، علما أنه يوجد إذاعة واحدة عاملة في المدينة وهي سمارت، والآن اغلقوها وكذلك الحال بالنسبة لوكالة رويترز، وهناك قنوات يمنع تماما التعامل معها، كالجزيرة والعربية واورينت، حيث يعتبر التنظيم هذه القنوات كفرية ومناوئة له”.
ادانات لانتهاكات داعش بحق الاعلاميين
الشبكة السورية لحقوق الانسان من جهتها أكدت وعبر تقرير صدر عنها في أيلول 2015، على ضرورة التحرك الجاد والسريع، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من العمل الإعلامي في سوريا، وجددت ادانتها لجميع الانتهاكات بحق حرية العمل الإعلامي ونقل الحقيقة من أي طرف كان، كما أكدت على ضرورة احترام حرية العمل الاعلامي والعمل على ضمان سلامة العاملين فيه ولعطائهم رعاية خاصة، مع محاسبة المتورطين في الانتهاكات بحق الصحفيين والناشطين الإعلاميين، مطالبة المجتمع الدولي متمثلا بمجلس الامن تحمل مسؤولياته في حمايتهم.
قناة الخلافة
قام التنظيم مؤخرا بإطلاق قناة تلفزيونية باسم “قناة الخلافة” تبث عبر شبكة الإنترنت، وأعلن عبر إعلان تسويقي أن البث سيكون على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع. وقال ناشطون إن عددا من المنتديات والصفحات الموالية للتنظيم في مواقع التواصل الاجتماعي نشرت عنوان القناة على الإنترنت.
وفي العنوان المنشور تبث القناة سلسلة فيديوهات جديدة أعدها الأسير البريطاني لدى التنظيم “جون كانتلي”، وعرضا للأخبار اليومية، بالإضافة إلى تكرار عرض النشرة المصورة التسويقية. كما تتضمن الدعاية التي تم إطلاقها تقديما لبرنامج “وقت التجنيد”، مع تحديد مواعيد البث باعتماد “توقيت الدولة الإسلامية”. فيما أكد الناشطون أن التنظيم يحضر للانتقال للبث المباشر في وقت قريب.
ليغدوا التنظيم بهذه الخطوة مالكا لمؤسسات إعلامية متنوعة بعد أن كان اعتماده على مواقع التواصل الاجتماعي والعمل الفردي، وتحدث ناشطون عن توفر التنظيم على عشرات التقنيين في مجالات الإعلام والبث.
http://www.tamddon.com/?p=9187