12 أبريل 2015
لا تتوقف الخدمات التي يقدمها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” للنظام السوري. فمع إتمام حصار التنظيم لأحياء الجورة والقصور (التي يعيش فيها ما يزيد عن 300 ألف نسمة) في مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة النظام، شهره الثالث، أصبح عدد المدنيين المحاصرين داخل أحياء النظام يفوق عدد المحاصرين داخل مناطق المعارضة، على ذمة أرقام مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس، التي أوضحت أن عدد المدنيين الذين لا تستطيع وكالات الإغاثة إيصال المساعدات الإنسانية إليهم ارتفع من 212 ألفاً في نهاية فبراير/شباط إلى 440 ألفاً حالياً. وأشارت أموس أمام مجلس الأمن الدولي، إلى أن 228 ألف شخص إضافي هم حاليا “محاصرون من قبل تنظيم داعش في أحياء دير الزور والتي تسيطر عليها قوات النظام”.
اقرأ أيضاً: “داعش” يحيط خواصر دير الزور “النفطية” بالخنادق العميقة
بدأ الحصار على مدينة دير الزور، بعد أن منع تنظيم داعش دخول المواد الغذائية الآتية من الريف وعبر طريق دير الزور – تدمر، من خلال فرض سيطرته على مناطق واسعة من البادية السورية. كما منع دخول المدنيين إلى تلك الأحياء باعتبارها “أرض كفر” وطالب الأهالي بالخروج منها، قبل أن يقوم النظام بمنع خروج المدنيين من المدينة إلا من خلال الطيران العسكري بعد الحصول على موافقة من القائد العسكري هناك.
” عناصر النظام يضربون المدنيين ويهينونهم أثناء توزيع كميات قليلة جدا من المساعدات” |
وبحسب الناطق الرسمي باسم حملة ارفعوا الحصار عن مدينة دير الزور، جلال الحمد، فإن الحالة الإنسانية في المدينة بغاية السوء نتيجة الحصار، ويترافق ذلك مع انقطاع تام للكهرباء منذ نحو 20 يوما وتقطع متكرر للماء، ونفاد المواد المعقمة للمياه، مما أدى إلى انتشار القمل والجرب وتفشي أوبئة أخرى كالتهاب الكبد.
وأضاف الحمد أن عناصر النظام يضربون المدنيين ويهينونهم أثناء توزيع كميات قليلة جدا من المساعدات، موضحاً أنه في إحدى المرات كسرت يد إحدى النساء، كما أن هناك أنباء عن وفاة طفل بعد أن قام أحد العناصر بضربه ضرباً مبرحاً.
اقرأ أيضاً: “داعش” يتحضر لمعركة في دير الزور
ويبدو النظام كمستفيد أول من حصار مدينة دير الزور، وربما لهذا السبب لا ينوي فتح طريق إلى تلك الأحياء على الرغم من عدم صعوبة المهمة بحسب ما يرى البعض، بما أن قوات داعش المحاصِرة للمدينة لا تملك قوات كبيرة في منطقة البادية السورية على طريق دير الزور – تدمر، ومع ذلك لم يقم بأي فعل بهذا الاتجاه.
كما أن النظام يملك مطاراً عسكرياً في مدينة دير الزور، يقع على مساحة كبيرة جدا، تساوي مساحة مدينة دير الزور نفسها، ويقوم النظام يومياً بنقل كافة مستلزمات مقاتليه عبر المطار، ويبقي القليل للمدنيين، أي أن فكرة الحصار غير موجودة ويستطيع النظام تأمين حاجات المدينة بشكل كامل عبر هذا المطار، ومهمة نقل المساعدات إلى مدينة دير الزور تعتبر أسهل من نقل المساعدات إلى مدينتي نبل والزهراء في ريف حلب الموالية للنظام، والتي تصلها المساعدات بكميات كبيرة دون أن يحصل أحداث كنقص في الطعام أو الدواء هناك.
اقرأ أيضاً: “داعش” والنظام السوري: حرب على طرق الإمداد بدير الزور
وبحسب معلومات “العربي الجديد”، فإن النظام رفض طلب بعثة الصليب الأحمر الموجودة في دمشق لنقل مساعدات إغاثية للمدينة عبر المطار، بحجة أن المطار عسكري ولا يحق للبعثة استخدامه، وذلك لإظهار المزيد من الحالة المؤسوية التي يعاني منها المدنيون في دير الزور نتيجة الحصار.
” النظام رفض طلب بعثة الصليب الأحمر لنقل مساعدات إغاثية للمدينة عبر المطار العسكري” |
يستثمر النظام بقاء الحصار على دير الزور وزيادة معاناة المدنيين، واضعا في الحسبان تحركات المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لوضع خطة جديدة، بعد فشل تجميد القتال في حلب تتضمن ملف المناطق المحاصرة، والذي اعتبره الائتلاف المعارض وقوى الثورة السورية أولى من تجميد القتال في حي صلاح الدين بحلب.
وكان الائتلاف السوري المعارض قد حمل في بيان له، النظام المسؤولية الكبرى لما يجري من أحداث داخل مدينة دير الزور، وقال إن “النظام يساعد على إكمال الحصار على المدينة، وزيادة معاناة المدنيين المحاصرين هناك، وذلك للتباكي على أعتاب مجلس الأمن وإظهار نفسه بدور الضحية”.
ودعا الائتلاف “الأمم المتحدة ومؤسساتها الإغاثية التي تصر على التعامل مع النظام إلى أن تعمل للضغط على النظام للسماح بإدخال المساعدات العاجلة للمدنيين المحاصرين، وذلك تطبيقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2139 القاضي بإدخال المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق المحاصرة”.
– See more at: http://www.alaraby.co.uk/politics/2015/4/11/%D8%B1%D8%B6%D9%89-%D8%B6%D9%85%D9%86%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D9%84%D8%AF%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%B1#sthash.OGaYOwOT.dpuf