أصدرت منظمة العدالة من أجل الحياة بتاريخ 29 آذار/مارس 2021 تقريراً بعنوان “أثمان الحرب الباهظة” والذي تناول قضيّة مصابي الحرب في محافظة ديرالزور، وقالت المنظّمة إنها وثّقت مئات الإصابات الناتجة عن القصف الجوي وانفجار الألغام ومخلّفات الحرب في مناطق مختلفة من محافظة ديرالزور. أجرت المنظّمة (335) استبيان استهدف أشخاصاً مصابين هدف إلى التعرّف على أنواع الإصابات الناتجة عن استخدام أسلحة قابلة للانفجار واستهداف مناطق مأهولة في ديرالزور، كما عملت المنظّمة في التقرير إلى التعرّف بالتّفصيل على أبرز مسبّبات الإصابات وتداعياتها على المصاب وذويه.
حصلت المنظّمة على (15) شهادة مفصّلة لأشخاص أصيبوا خلال الحرب في محافظة ديرالزور. أظهر التقرير وجود نقص حاد في خدمات الرعاية الصحيّة في مناطق رئيسيّة في المحافظة من بينها مدن دير الزور والميادين والبوكمال وبلدتي الكسرة وشحيل.
أكّدت منظّمة العدالة من أجل الحياة في تقريرها أنّه من بين المصابين الموثّقين نساء بنسبة (14%) وأشخاص دون (18) سنة بنسبة (9%) و (11%) مقاتلين سابقين في فصائل مسلّحة.
أظهر التقرير أكثر الإصابات شيوعاً، ووفق التقرير فإن (26%) من المصابين تعرّضوا لبتر في أطرافهم السلفيّة و(14%) منهم تعرّضوا لبتر في أطرافهم العلويّة وأكثر من (14%) أصيبوا بشلل نصفي.
تحدث أحد الشهود لمنظمة العدالة عن تعرّض أخيه إلى تلف في الدماغ وصعوبة في تحريك الطرف الأيمن من الجسم بعد إصابته برصاص قناص في الرأس.
تعدّدت مسبّبات الإصابات وفق التقرير، الصواريخ والبراميل المتفجّرة سبّبت (48%) من مجمل الإصابات التي تم توثيقها، فيما أُصيب أكثر من (20%) بانفجار ألغام. قال شاهد إن يده بُترت بعد إصابته بشظيّة خلال محاولته إسعاف مصابين في مبنى تعرّض للقصف الجوي بالقرب من جامع عثمان بن عفان في مدينة ديرالزور عام 2015.
نفقات العلاج شكّلت عبئاً ماليّاً كبيراً على المصابين وهي واحدة من أبرز التداعيات التي عانى منها المصابون، (68 %) من المصابين تحمّلوا نفقات العلاج فيما ساهمت المستشفيات الميدانيّة بعلاج (16%).
أوصت منظمة العدالة من أجل الحياة في تقريرها بضرورة تشكيل روابط للمصابين لمناصرة قضيتهم، كما أوصت بضرورة توسيع الدعم المقدّم لمصابي الحرب في ديرالزور.