قصة المختفي فادي عبد الفتاح موسى
المختفي، فادي عبد الفتّاح موسى، من مواليد 22 أيلول/سبتمبر من العام 1974، وهو فلسطيني/سوري ويحمل الجنسية الأردنية، متزوّج ولديه ثلاثة أولاد، كان يقيم في منطقة سقبا بريف دمشق، ثم انتقل إلى العيش في مدينة دير عطيّة في القلمون بريف دمشق، كان فادي كثير السفر بين المحافظات بسبب طبيعة عمله والتي هي تصليح وتركيب الأجهزة الطبيّة.
بتاريخ 15 شباط/فبراير 2013 كان فادي مسافراً إلى محافظة حمص، حيث انقطع عن الاتصال فجأةً، وأصبح هاتفه الخليوي خارج الخدمة. اختفى هو وسيّارته بدون أيّ أثرٍ إلى تاريخ كتابة هذه القصة، وذلك بحسب إحدى أفراد عائلته والتي رفضت الكشف عن اسمها لأسباب أمنية[1].
أحد أقرباء فادي الذي يشغل منصباً رفيعاً، وبعد استفساره عنه أخبر أهله بوجوده لدى أجهزة الأمن السورية. بينما أخبرهم آخرون بتواجده في فرع فلسطين (235) وهو أحد الأفرع الأمنية التابعة لشعبة المخابرات العسكرية، تلاها أنباء عن تواجده في سجن صيدنايا العسكري بعد تحويله إليه من فرع فلسطين، ولكن لم تستطع عائلة فادي التأكّد من أي من هذه المعلومات رغم كل المساعي التي بذلوها ودفعهم لكثيرٍ من المبالغ كرشاوى بغية معرفة مصيره.
لم يتوصّل أهل فادي إلى معرفة مكانه أو حتى التهمة التي وجهت له، أو الجهة التي قامت باعتقاله وتغييبه، رغم دفعهم الكثير من المبالغ الماليّة كرشاوى لوسطاء، وتعتقد العائلة أنّ فادي قضى في أقبية الأجهزة الأمنية، بسبب عدم ورود أي خبر مؤكّد عن مكان تواجده، أو ظروف اعتقاله، و زاد من مخاوفهم عدم التقائهم مع أي معتقل سابق شاركه الاعتقال.
واجهت عائلة فادي الكثير من الأزمات والمصاعب النفسيّة بعد اختفائه، فعند اختفاء فادي كان ابنه الأكبر في الصفّ الثاني من المرحلة الابتدائيّة، وابنه الأصغر يبلغ من العمر سنةً واحدةً فقط ولم يعرف والده قط، وكان لاختفاء فادي أثر كبير على زوجته التي وجدت نفسها فجأةً معيلةً ومربيةً لثلاثة أطفال.
كان فادي هو المعيل الأساسي والوحيد لعائلته، و كانت زوجته ربّة منزل وليس لديها أيّ عملٍ، وقد واجهت زوجة فادي بعض الخلافات الماليّة مع ذويه حول ما تركه من المال ولحسن الحظ أنّ فادي كان قد أصدر توكيلاً عامّاً لأخيه قبيل الحادثة، الأخ الذي استطاع نقل الوكالة إلى الزوجة التي تمكنت من التصرّف والانتفاع من أملاك فادي الأمر الذي حمى العائلة من الوقوع في مشاكلٍ ماديّةٍ كبيرة.
واجهت عائلة فادي بعد اختفائه مشكلة قانونيّة، سببها وجود أوراق وشهادات ميلاد أبناء فادي معه عندما تمّ اختطافه، وبعد عملية الاختطاف أصبح الأولاد بدون أيّة أوراق ثبوتيّة لأنّ تسجيلهم كان على جواز سفر والدهم، حاولت الزوجة مراراً وتكراراً استخراج أوراق ثبوتيّة لأطفالها من الأردن، وواجهتها صعوبة سفر هؤلاء الأطفال بسبب غياب أوراقهم الثبوتيّة ولكنّها تمكّنت منذ شهرين من اصطحابهم معها إلى الأردن حيث قامت باستخراج الأوراق الثبوتيّة الناقصة وجوازات سفرهم وفق وثيقة سفر اضطراريّة، وعادت بهم إلى سوريا لاحقاَ.
[1] تمّ إجراء هذه المقابلة في تاريخ 20 تمّوز/يوليو العام 2017 بشكل شخصي.