يعاني النازحون من أبناء محافظة ديرالزور أوضاعا معيشية وصحية على حاجز رجم الصليبي الواقع في مدخل مدينة الحسكة قرب بلدة الهول ومدينة الشدادي.
ويعتبر حاجز رجم الصليبي الذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب الحاجز الفاصل بين مناطق سيطرة تنظيم الدولة في ديرالزور ومناطق سيطرة قوات حماية الشعب في محافظة الحسكة ، حيث يضم الحاجز الذي يقع في منطقة صحراوية قاحلة خالية من السكان نحو 5600 نازح من محافظة ديرالزور ومدينة الموصل العراقية.
ويقيم النازحون في العراء دون وجود لأي رعاية وعناية صحية طبية أو خدمية أو حتى خيام ينامون فيها، لذا أقدموا على حفر الأرض ووضع بعض الشراشف أو البطانيات عليها ليضعوا فيها الأطفال لحمايتهم من برد الصحراء القاحلة.
لكن تلك الطريقة لم تنجيهم من المناخ القاسي للمنطقة أو من برد الشتاء القارص، حيث أكد أحد النازحين الذي تمكن من الخروج من ذلك المخيم هو وعائلته بعد أن قضوا نحو أسبوعين على حاجز رجم الصليبي بأن هناك بعض الأطفال صاروا يتبولون دما من شدة البرد، ولا يوجد أي رعاية طبية لأي شخص مهما كانت حالته الصحية سيئة، إضافة لانتشار بعض الأمراض المعدية بين الأطفال كالأمراض الجلدية والجرب.
ومنذ يومين هطلت أمطار شديدة أدت إلى غرق الخيم الصغيرة والحفر التي صنعها النازحون بايديهم دون تقديم أي مساعدة لهم.
وبحسب شاهد آخر من داخل محافظة الحسكة فقد أشار إلى أن وحدات حماية الشعب تقوم بمصادرة هويات النازحين لإجبارهم على البقاء على الحاجز وعدم الفرار، إلا أن بعض العائلات استطاعت الهرب بعد أن أخفت هويات أفرادها وأعطتهم الوثائق العائلية (دفتر العائلة) فقط.
وقال ان وحدات حماية الشعب لا تسمح لأي شخص بالمغادرة حتى بوجود كفيل، وانها رفضت خروج بعض العائلات رغم وجود كفيل، وهو سلوك جديد بعد أن كانت تسمح بالخروج بوجود الكفيل من داخل محافظة الحسكة،و في حال كان لدى النازح حجز طيران إلى دمشق يسمح له بالخروج،و يتم الحجز عن طريق شخص متواجد في الحسكة أو القامشلي حيث يحجز تذاكر للأشخاص المتواجدين عند الحاجز ومن ثم يقدم تلك الحجوزات إلى الوحدات ليتم الموافقة على خروجهم في موعد السفر ، فيما النازحون لا يستطيعون الحجز لمصادرة الوحدات لهوياتهم ودفاتر العائلة الخاصة بهم والحجز لا يتم إلا عن طريق الهوية .
وأكد أحد النازحين الذين تمكنوا من الخروج أنه دفع مبلغ 350 ألف ليرة سورية لعناصر تابعين للوحدات للسماح له ولعائلته بالخروج موضحا أن الوضع في الحاجز سيء للغاية ، فلا يوجد شبكة اتصال ولا مساعدات غذائية أو طبية أو حتى ماء للشرب وللغسيل وللاستحمام .
ويقوم النازحون بشراء الطعام والماء من عناصر وحدات حماية الشعب بأسعار خيالية ، حيث يقوم النازحون بشراء ليتر الماء ب600 ليرة وربطة الخبز ب1500 ليرة ، فيما دفع أحد النازحين 700 ليرة من أجل استحمام ولديه في العراء ، وبالنسبة للاتصالات من الهواتف فان النازحين يضطرون لدفع مايقارب 10 الآف ليرة للدقيقة ، وطلب من بعض العائلات مبلغ 2000 دولار لقاء تهريبهم من الحاجز.
يذكر أن مايقارب 10 الآف نازح عراقي موجودون في مخيم الهول حيث لم يبق في المخيم أي نازح من محافظة ديرالزور بعد أن تم الحجز لهم وارسالهم عن طريق الطيران إلى دمشق .