قصة المختفي ضرار محمّد حمدو على يد الأمن العسكري
ضرار محمّد حمدو من مواليد العام 1980، من منطقة جبل الأكراد في ريف اللاذقيّة، كان يعمل مزارعاً، حاصل على الشهادة الإعداديّة، وهو متزوّج ولديه طفلتان: رحيق وتبلغ من العمر 12 عاماً، وشهد وتبلغ من العمر 10 أعوام.
بحسب زوجة ضرار التي أدلت بشهادتها [1] إلى سوريّون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد داهمت منزلهم ثلاث سيّارات تابعة لفرع الأمن العسكري في قرية (مرج خوخة) بريف اللاذقيّة وذلك بتاريخ 3 آذار/مارس من العام 2012، وكان بعض العناصر يرتدون اللباس المدني والبعض الآخر يرتدي الزي العسكري، ثمّ قاموا بتجميع معظم شباب القرية في ساحة القرية، وقاموا بتهديدهم وترهيبهم وشتمهم، ثمّ قاموا باعتقال البعض ومن بينهم ضرار، واقتادوهم إلى فرع الأمن العسكري في مدينة اللاذقيّة، وكانت هذه آخر مرّة شاهده فيها أهله.
قام ذوو ضرار بالبحث عنه كثيراً، ودفعوا مبالغ ماديّة كبيرة (أكثر من 600,000 ليرة سوريّة أي ما يقارب الـ3500$ دولار أمريكي آنذاك) بقصد معرفة مصيره، ثمّ سمع أهله بوجوده في سجن صيدنايا العسكري من خلال أحد العاملين بالمحكمة الميدانيّة العسكريّة في دمشق – القابون، حيث أخبرهم أنّه تتبّع اسم ضرار عندما تمّ تحويله مع مجموعة من الموقوفين إلى سجن صيدنايا، فذهب الأهل إلى السجن للسؤال عنه بدون نتيجة حيث نفى عناصر سجن صيدنايا وجود ضرار في السجن.
لاحقاً وصلت إلى زوجة ضرار ورقة من قبل عنصر من الأمن العسكري في اللاذقيّة مرفقة مع شهادة وفاة ضرار، وكانت مؤرّخة في 3 نيسان/أبريل 2014 ، وتفيد الورقة بأنّ تاريخ وفاة ضرار هو 15 شباط/فبراير من العام 2014، ولكن زوجته وأهله لم يصدّقوا هذه الوثيقة بسبب عدم استلام جثّة ضرار، حيث سمعوا من الناس عن أنّ العديد من أهالي المعتقلين استلموا وثائق تفيد بوفاة أولادهم، واكتشفوا لاحقاً أنّهم لا يزالون على قيد الحياة.
تقول زوجة ضرار في معرض حديثها عن معاناتها هي وعائلتها بسبب اختفاء زوجها:
“ترك اعتقال زوجي أمام عيني وأعين أطفاله، حرقةً وألماً في نفسي لا تفارقني منذ اعتقاله، حيث عانيت من نقصٍ عاطفيٍّ وشعورٍ بالوحدة والغربة، وكنت دائماً أحاول كبت أحزاني وهمومي أمام أطفالي وأحاول تعويض النقص الذي سبّبه غياب والدهم، عانيت من صعوبةٍ في تربيتهم وتأمين احتياجاتهم، ولم أستطع تسجيلهم في المدرسة إلّا من حوالي عامٍ فقط (العام 2016) بسبب تنقّلنا وعدم استقرارنا بمكان، حتّى استقرّينا أخيراً في مخيّم للاجئين على الحدود السوريّة التركيّة في منطقة خربة الجوز في ريف إدلب، فقمت بإرسال أطفالي إلى المدرسة لتلقّي التعليم بعد انقطاعٍ دام أكثر من ثلاثة أعوام، ولكنّنا ورغم ذلك عانينا الكثير في المخيّم، حيث أصاب ابنتي الصغيرة مرضٌ في الدمَ ولم أستطع معالجتها بسبب نقص المشافي والخدمات الطبيّة هناك. ونتيجةً لوضعنا الماديّ السيّء اضطررنا لبيع كلّ ما نملك لكي نسدّ حاجاتنا الأساسيّة، ولم يتبقَّ لنا سوى الصور والذكريات وطفلتين يتيمتين.”
شهادة الوفاة التي حصلت عليها عائلة المختفي ضرار، حيث تفيد بأنّ وفاة ضرار محمّد حمدو كانت بتاريخ 15 شباط/فبراير 2014، بسبب “توقّف قلب وتنفّس”، وهي تحمل الرقم المتسلسل 123949/11
[1] تمّت مقابلة الزوجة في تاريخ 18 تمّوز/يوليو 2017 في منزلها.