شهادة الناجي من المعتقلات السورية كمال شيخو
“من وجهة نظري، أعتقد أن السجن عبارة عن “مفردة” فأثناء فترة الاعتقال أحسست بأنّني كإنسان ألامس هذا المصطلح وذلك المكان بنفس الوقت. في هذا المكان من الاحتجاز والذي هو عبارة عن أربعة جدران وسقف، يبدأ المعتقل بالتساؤل المعمق حول ماهيات الوجود وأهمية الدفاع عن القناعات والتمسك بالمبادئ التي يؤمن بها، ومما كان يزيد من آلام الاعتقال أنك في السجن لأنك تعمل بالشأن العام ولديك آراؤك السياسية ومواقفك المخالفة للسلطة الحاكمة. وأنك تكتب لتفضح ولتدافع عن قضايا المظلومين. كان الموقف الوحيد الذي يشعرني بأنني لازلت على قيد الحياة أثناء الاعتقال هو وجود أصوات خارجية وحركة، سواء تنقل السجانين أثناء جلب الطعام أو السماح لي باستخدام دورات المياه لفترات قصيرة، كما كان تعذيب الآخرين يشعرني بالخوف تارةً، والتمسك بالقضايا التي أومن بها تارة أخرى. هذه اللحظات التي كنت أشعر بها تعادل “سنوات” في السجن، كل لحظة في السجن لا تقاس بأي مدّة زمنية، فالسجن هو فعلاً المكان الحقيقي للتحدي حول الأفكار التي يتبنّاها الإنسان، سواء إن اختار طريق الاستمرار بتبني هذه الأفكار والعمل والمثابرة من أجلها، أو إيجاد حياة شخصية أخرى بعيدة عن هذه الأنشطة المعارضة ومناهضة نظام الحكم القمعي. وللمفارقة فإن الإجابة عن هذه الأسئلة كانت تأتي بعد عملية الإفراج نفسها، حيث كنت أقرر دوماً ودونما تردد مواصلة الطريق التي بدأها المعارضون الأوائل وقررت أن أسير على نفس الدرب.”
لقراءة قصة كمال شيخو بشكل كامل وبصيغة ملف PDF يرجى الضغط هنا.
لمشاهدة فيديو قصير عن قصة الناجي “كمال شيخو” يرجى الضغط هنا.