التقت منظمة العدالة من أجل الحياة الأستاذ غزوان غدير وهو ناج من قصف القوات النظامية السورية الذي استهدف حي الحميدية بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر 2012 حيث تحدث عن تفاصيل مقتل عبد الرحمن المشهور نتيجة القصف.
صورة لعبد الرحمن مرعي المشهور
مقدمة:
عبد الرحمن مرعي المشهور من مواليد ديرالزور عام 1986، درس في كلية التربية جامعة الفرات في ديرالزور بين عامي 2004 و2007، حاول بعدها السفر إلى مصر لإكمال دراسته العليا إلا أن السطات السورية منعته من السفر، وضل يحاول حتى استطاع رفع حظر السفر المفروض عليه إلا أن الحراك الشعبي المناهض للسلطة السورية في وقتها كانت قد انطلق فقرر عبد الرحمن البقاء والمشاركة فيها وعدم إكمال دراسته.
قبل بدء الحراك:
كان عبد الرحمن أو عبود كما يحب أن يسميه أصدقاؤه يقوم مع مجموعة من أبناء ديرالزور منذ العام 2007 بمجموعة من النشاطات المناهضة للسلطة السورية يقول غزوان الذي نشط مع عبد الرحمن في هذه الفترة :” كنا نقوم بتداول مقالات في صحف ممنوعة من الدخول إلى سورية وغيرها حيث كانت هذه النشاطات تمارس بسرية تامة، العام 2010 تم رصد مجموعتنا من قبل الأجهزة الأمنية السورية، اعتقل عدد من أفراد المجموعة حيث كنت أنا من بينهم، لوحق عبد الرحمن لفترة معينة ثم استطاع أن يوقف عمليات البحث عنه مستغلاً الفساد المستشري في الأجهزة الأمنية السورية”.
بعد بدء الحراك:
مع بدء المعارك في حي بابا عمرو نزحت عوائل من محافظة حمص باتجاه محافظة ديرالزور. يتحدث غزوان عن النشاط الذي قام به عبد الرحمن ومجموعة من أصدقائه:”قام عبد الرحمن ومجموعة من النشطاء في المحافظة باستقبال العديد من العوائل النازحة وتوفير احتياجاتهم بجهودهم الفردية حيث كان عبد الرحمن يستقبل النازحين وهذا ما عرضه للملاحقة مرة أخرى من قبل أجهزة الأمن ولكنه تخفى ولم يستطيعوا الوصول إليه”.
بدء الاقتحام الثاني لمحافظة ديرالزور من قبل القوات النظامية السورية 21 حزيران/يوليو 2012 –الاقتحام الأول كان بتاريخ 10 آب/أغسطس 2011-تشكلت مجموعة من الفصائل العسكرية المؤلفة من أبناء المحافظة ومنشقين عن القوات النظامية وبدأت عملية القتال ضد هذه القوات، قام أجهزة الأمن السورية والقوات النظامية بملاحقة نشطاء الثورة وخاصة المحرضين عليها. يتابع غزوان بالقول:”توقفت نتيجة لهذه المعارك العديد من الخدمات التي كانت تقدمها الدوائر الحكومية حيث قام مجموعة من الشبان في مدينة ديرالزور ومن ضمنهم عبد الرحمن بعمليات جمع القمامة من الشوارع، وشراء الأدوية وتقديمها لعدد من المرضى وافتتاح مدرسة في الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة وذلك نتيجة توقف المدارس في هذه الاحياء إضافة إلى تقديم المساعدات لبعض العوائل”.
التحرك خلال المعارك في ديرالزور:
يقول غزوان غدير:” حاول عبد الرحمن ومجموعة من النشطاء في مدينة ديرالزور إبقاء النشاط المدني وعدم اقتصار كل الحراك المناهض للسلطة الحاكمة في سوريا على العمل المسلح، وأنه من الضروري إيصال أهداف الحراك ليس من قبل الفصائل العسكرية فقط بل أيضاً من خلال النشاط المدني والذي يجب أن يكون ويبقى رئيسياً، كما أن قيام بعض الفصائل المعارضة بانتهاكات وخروقات في الأحياء التي تسيطر عليها دفع هذه المجموعة إلى تفعيل نشاطها بشكل أكبر للوقوف في وجه هذه الانتهاكات والخروقات، بدأت هذه المجموعة بتنظيم تظاهرات بشكل مستمر في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة”.
إصابة عبد الحمن ومقتله:
يتحدث غزوان لمنظمة العدالة من أجل الحياة عن تفاصيل إصابة ومقتل عبدالرحمن:” في الوقت الذي بدأت المظاهرات في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة قامت القوات النظامية بنصب مدافع على الجبل المطل على المدينة وبدأت بقصف مكثف للأحياء السكنية حيث نزح آلاف المدنيين. يتابع غزوان:” بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر 2012 كنت أنا وعبد الرحمن مع عدد من المتظاهرين في الحارة التي يقع فيها جامع مصعب في حي الحميدية وهي منطقة بعيدة عن جبهات القتال ولا يوجد فيها أي مقر عسكري لأي فصيل، سقطت قذيفة مصدرها مدفعية النظام المتمركزة على الجبل فأصيب عبد الرحمن في بطنه كما أصيب 2 من المتظاهرين”.
صورة لعبد الرحمن بعد وفاته نتيجة إصابته بشظية في بطنه
يكمل غزوان:” كان القصف يومها كثيفاً وعشوائياً فقمت بنقل عبد الرحمن إلى مدخل إحدى البنايات حتى هدأ القصف ثم نقلته إلى مستشفى السعيد حيث أدخل فوراً إلى غرفة العمليات، أخرج الأطباء من بطنه شظية لقذيفة هاون طولها 10 سم، كانت إصابته خطيرة وتوفي بعد العملية مباشرة”.
يختم غزوان شهادته لمنظمة العدالة من أجل الحياة:” لم أستطع البقاء في ديرالزور بعد مقتل عبود فقررت الخروج لعدة أشهر، لابد من محاكمة قاتلي عبود عن طريق محاكم محلية أو دولية، وبدونها سيكون للكثير ممن انتهكت حقوقهم الرغبة بالانتقام وهذا ما يعني أن لا استقرار في سورية بلا محاسبة”.
تخليداً لذكرى عبد الرحمن المشهور تم تسمية مدرسة ونقطة طبية في مدينة ديرالزور باسمه.