شهادة سيدة من ديرالزور حول تعامل فصائل في الشمال السوري مع النازحين من ديرالزور
نزح آلاف من المدنيين من محافظة ديرالزور إلى الشمال السوري نتيجة القصف الذي طال مناطقهم من قبل القوات النظاميّة السوريّة وحلفائها من جهة و التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكيّة من جهة ثانية.
تُشكل مناطق ريف إدلب وخاصة سلقين وسرمدا وحارم وكفردريان ومناطق سيطرة قوات درع الفرات في ريف حلب وجهة رئيسية لنازحي ديرالزور كونها أكثر أمناً من مناطقهم ولتواجد مئات العائلات النازحة سابقاً من ديرالزور إضافة إلى إمكانية الوصول إليها دون إجبار النازحين على الدخول إلى المخيمات كما حصل مع مئات العائلات النازحة باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
تعرّض بعض النازحين والنازحات باتجاه الشمال السوري لمضايقات من قبل عدد من الفصائل المسلحة وصلت حد الاعتقال والتعذيب بتهمة الانتساب لتنظيم الدولة أو التعاون معه، لم تكن هذه الاتهامات قائمة على أدلة واقعية فيما قامت بعض الفصائل بإطلاق سراح عناصر من التنظيم مقابل المال.
التقت منظمة العدالة من أجل الحياة بالسيدة أم نذير (اسم مستعار) وهي من بلدة موحسن شرقي ديرالزور والتي تحدثت عن اعتقالها وزوجها من قبل إحدى الفصائل المسلحة، كما تحدّثت عن التعذيب الذي تعرض له زوجها ووفاته بعد خروجه من المعتقل بعد أيام.
الخروج من ديرالزور:
تحدثت أم نذير عن خروجها من ديرالزور:”خرجت مع زوجي وأطفالي من بلدة موحسن والتي كانت تحت سيطرة داعش منذ حوالي سنة باتجاه قرية الكبر الواقعة شمال نهر الفرات، وكان القصد العبور نحو تركيا للعمل وذلك بسبب سوء أوضاعنا المعيشية، دفعنا كل ما لدينا من مال للمهرب إلا أنّ عناصر التنظيم أمسكوا بنا ولم يسمحوا لنا بإكمال طريقنا فعدنا إلى البلدة”.
قامت أم نذير بمحاولة أخرى بالاستعانة بمهرب آخر واستطاعت الوصول إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية حيث دفعت مبلغاً مالياً للسماح لها بإكمال طريقها باتجاه الشمال السوري وعدم إجبارها على الدخول إلى المخيمات الواقعة في مناطق سيطرتهم.
الوصول إلى الحواجز التابعة للفصائل المسلحة:
وصلت أم نذير وعائلتها إلى منبج عن طريق مهرب آخر ومنها إلى مناطق سيطر المعارضة المسلحة. تقول أم نذير:” أوقفنا حاجز يعرف بحاجز العون ثم حاجز آخر يتبع فصيل لواء الشمال، قام عناصر الحاجز بتفتيشنا واتهامي بالانتساب لتنظيم الدولة كوني أضع النقاب، ولم يتقبلوا أنني أضع النقاب قبل دخول التنظيم إلى ديرالزور، بدأوا بتوجيه الأسئلة إلى زوجي واتهامه هو أيضاً بالانتساب للتنظيم، قاموا بضربه بشدة على كل مناطق جسمه وأهانوه أمام الجميع، ثم قاموا بنقلي أنا وزوجي إلى موقع تابع لهم”.
اعتقال أم نذير وزوجها:
قام العناصر بنقل أم نذير وعائلتها إلى إحدى مقراتهم. تصف الشاهدة ما حدث معها:” بعد يوم كامل بلا أكل وشرب نقلوا زوجي إلى مكان آخر وأعادوه بعد يومين، كان غير قادر على المشي نتيجة التعذيب، أجبرونا على دفع مبلغ 500 دولار للسماح لنا بالخروج كما قاموا بمصادرة هواتفنا النقالة”.
وفاة زوج أم نذير:
بعد الإفراج عن أم نذير وعائلتها كان زوجها في حالة صحية سيئة. تقول الشاهدة لمنظّمة العدالة من أجل الحياة:” أدخلت زوجي إلى المستشفى في إدلب، كان في حالة جسدية ونفسية سيئة بسبب التعذيب، تعرض زوجي للضرب على رأسه وضرب بأدوات حادة على جسده، بقينا في المستشفى مدة أسبوع، وبعد خروجنا وفي طريقنا إلى سلقين والتي كنا ننوي العبور منها إلى تركيا توفي زوجي”.
تختم أم نذير:”لجأت إلى إمام جامع قريب لمساعدتي في دفن زوجي، ورجعت بعدها إلى قرية في ريف ديرالزور فلم أعد أستطيع العبور إلى تركيا أو تأمين المعيشة لعائلتي بعد أن توفى المعيل الوحيد للعائلة”.
توجه أم نذير الاتهام بوفاة زوجها للفصيل المسلح الذي قام باعتقاله حيث تقول إنه توفي نتيجة التعذيب الشديد الذي تعرّض له.