شهد أحد مراكز الاعتقال في بلدة الكسرة غربي ديرالزور -الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية- استعصاءً نفّذه مئات السجناء ويعتبر الثاني خلال أشهر بعد استعصاء معتقلي عناصر تنظيم الدولة في سجن غويران في محافظة الحسكة.
أولاً : موقع مركز الاعتقال
يقع في مركز ناحية الكسرة، يحدّه شرقاً قسم الاعتقال التابع للأمن العام (بناء وقاية المزروعات سابقاً) ومن الغرب المقبرة القديمة ومن الشمال هيئة التربية التابعة للمجلس المدني (مدرسة إعدادية الكسرة سابقاً) ومن الجنوب بناء مكافحة الجريمة واسايش المرأة.
الأبنية السكنية المحيطة يسكنها عسكريون ورجال أمن فيما عدا هيئة التربية ويفصل بينهما جدار وساتر ترابي، مساحته تقارب (3000) متر مربع، يتألف من (20) غرفة متقابلة بينها ممر (كاريدور) ينتهي بباب حديد، للسجن ساحة كبيرة يحيط بها جدار عالي.
التقت منظمة العدالة من أجل الحياة مع شاهدين على علم بتفاصيل الحادثة، تتحفظ المنظمة عن ذكر اسمهما حفاظاً على أمنهما الشخصي.
صورة لموقع مركز الاعتقال
ثانياً : تفاصيل الحادثة
بعد نقل عناصر سابقين لتنظيم الدولة من جنسيات غير سورية إلى معتقل في بلدة الشدادي في محافظة الحسكة بقي في معتقل الكسرة معتقلين يرجح أنهم تابعين لتنظيم الدولة من الجنسية السورية إضافة إلى عناصر من فصائل المعارضة المسلحة وجبهة النصرة وآخرين يتهمون بالتواصل مع الأجهزة الأمنية الحكومية السورية، عدد السجناء الآن حوالي (300).
يقول باحث منظمة العدالة من أجل الحياة إن الأهالي لم يكونوا على علم بوجود هذا العدد من المعتقلين في هذا المركز لولا هذا الاستعصاء.
يتبع المعتقل لجهاز الأمن العام[1]، يقول الشاهد:”حوالي الساعة الثانية ظهراً بتاريخ 22 حزيران/يونيو 2020 قام عدد كبير من المعتقلين بخلع الأبواب الداخليّة للغرف والتوجه نحو الممر الداخلي حيث تجمعوا فيه، بعدها هاجموا الغرفة المخصّصة للتحقيق وحطّموا أجهزة الحاسوب والطاولات وكاميرات التصوير والمراقبة”. يكمل الشاهد بالقول:” إن مطالب المعتقلين تتركز حول اعتقالهم لفترة طويلة دون توجيه أي تهمة أو عرضهم على جهة قضائية، بعضهم في المعتقل منذ أكثر من سنة وبعضهم لم يتم تبليغ ذويهم باعتقالهم”.
حول بدء المواجهة يقول الشاهد:” انتشر عناصر الأمن العام على الأبنية المجاورة، قام عنصر من الأمن العام بإدخال فوهة سلاح (م.د) من باب الكاريدور وأطلق النار بشكل عشوائي، تمكّن المعتقلون من خلع الباب ما اضطر جميع العناصر الأمنية إلى ترك أسلحتهم والانسحاب”. يقول بعض الأشخاص المجاورين لمركزالاعتقال إن معتقلين ردّدوا كلمة “باقية” وهي أحد هتافات عناصر تنظيم الدولة.
الساعة الرابعة والنصف عصراً وصلت (25) سيارة تتبع جهاز مكافحة الإرهاب التابع لقوات سوريا الديمقراطية (HAT) وحوالي (100) عنصر لا تظهر وجوههم[2]، يقول الشاهد:”أخلى عناصر الأمن العام مواقعهم لتبدأ قوة مكافحة الإرهاب بمواجهة الاستعصاء، أطلقوا النار بشكل كثيف لمدة ساعة كاملة، تم بعدها تجميع المعتقلين في عدد من الغرف، وإخراجهم واحد تلو الآخر وضربهم إلى أن يفقدوا الوعي”.
عولج بعض المصابين من المعتقلين من قبل كادر طبي عسكري ولم تتم معالجة أي مصاب في المستشفى العام الوحيد في البلدة.
حوالي الساعة الثامنة مساءً خرجت سيارات مكافحة الإرهاب من المعتقل ترافقهم سيارة كبيرة مغطاة حيث رفض الشاهد التصريح عن مزيد من التفاصيل عن السيارة.
[1] أحد أقسام الأمن الداخلي التابعة لقوات سوريا الديمقراطية
[2] عادة عناصر مكافحة الإرهاب التابعين لسوريا الديموقراطية لغطون وجوهم بأقنعة.