ليس عيدا كان دما حقيقيا في دير الزور ..
لم تكن سماء دير الزور صافية كعادتها في مثل هذا الوقت من السنة ، حيث كانت أسراب الطائرات التي تحوم فيها تعكر صفاءها ، فيما كانت الأرض حمراء بلون الدم .
هذا ليس وصفا أدبيا أو تخيليا ، إنما واقعا تعيشه محافظة دير الزور بشكل يومي أو قل تعيشه على مدار الساعة ، والواقع الأكثر قدرة على عدم الفهم هو القصف بأيام عيد الأضحى ، فالأطفال المنتشرين في ساحات العيد ، لم يكونوا يتصورون ان تضربهم الطائرات وهم على ألعابهم .
لقد مرّ عيد الأضحى على مدينة الميادين بلون الدم ، فانزلق الفرح من بين أيديهم ، وما زاد الطين بلة ان الغارات لم تتوقف على مناطق سيطرة تنظيم الدولة كما لم تتوقف القذائف على مناطق سيطرة الحكومة السورية ما أجبر العديد من العوائل على التزام منازلهم إلا للضرورة .
تزامن هذا القصف مع سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية في سورية والذي تفاءل به السوريون ومنهم أهالي دير الزور رغم عدم شمول الاتفاق للمناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة أملا في وقف استهداف المناطق المأهولة بالمدنيين .
ووثق مرصد العدالة من أجل الحياة في ديرالزور خلال أيام العيد :
– إعدام 15 شخصا ذبحا على يد تنظيم الدولة بتاريخ 12/9/2016 بتهمة التعامل مع التحالف الدولي المناهض للتنظيم .
– مقتل شاب يبلغ من العمر 17 سنة برصاص حرس الحدود التركي (على الأرجح) قرب رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة أثناء محاولته العبور باتجاه الأراضي التركية بتاريخ 12/9/2016 .
-مقتل شخصين نتيجة قصف بلدة الصالحية التابعة لمدينة البوكمال من قبل طيران يرجح انه تابع للتحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة 13/9/2016
– استهداف حي العمال بجانب جامع الصفا بعد صلاة العشاء بتاريخ 14/9/2016 بقصف جوي حيث شوهدت قنابل على شكل كرات سقطت متفرعة ما أدى إلى اشتعال النيران بإحدى الأبنية وشوهد الحريق من أحياء بعيدة .
– مقتل أربعة مدنيين بينهم امرأتان وطفل بتاريخ 14/9/2016 نتيجة قصف استدف الأحياء الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية بقذائف أطلقت من مناطق سيطرة تنظيم الدولة .
– مقتل ثمانية عشر شخصا وإصابة ما لا يقل عن خمسة وعشرين آخرين بتاريخ 15/9/2016 نتيجة قصف جوي لطيران حربي يرجح أنه روسي على مدينة الميادين شرقي ديرالزور حيث استهدف القصف وسط المدينة جانب مدرسة عبد جبار العبيد ومركز إنعاش الريف وموقعا بجانب قلعة الرحبة ، فيما لوحظ خروج كتل صغيرة من الصواريخ التي أطلقت من الطائرات .
– قصف جوي على شارع ستة إلا ربع وقرنة جعفر بتاريخ 15/9/2016 .
– قصف قريتي الباغوز والسيال التابعة لمدينة البوكمال من قبل طيران يرجح أنه تابع للتحاف الدولي المناهض لتنظيم الدولة وإصابة ثلاثة مدنيين 15/9/2016 .
-سقوط 10 قذائف على مناطق سيطرة الحكومة السورية تم إطلاقها من مناطق سيطرة تنظيم الدولة 15/9/2016 .
وفي ظل السعي لوقف العنف في سورية ما زال أكثر من مليون ومئة ألف سوري في ديرالزور خارج كل الحسابات وموتهم اليومي ليس له أي قيمة ، وفي هذا الصدد .. يطالب المرصد بأن تتضمن الاتفاقات الخاصة بوقف الأعمال العدائية ضرورة وقف استهداف المواقع المأهولة بالمدنيين والأعيان المدنية في سوريا عامة .
كما ويطالب المرصد جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية ووسائل الإعلام التضامن والوقوف مع أهالي ديرالزور ونقل مأساتهم الإنسانية بموضوعية .
مرصد العدالة من أجل الحياة في ديرالزور
16/9/2016