غداف راجح
الأحد : 22 – آذار – 2015
أطلق ناشطون سوريون حملة جديدة على موقع “آفاز” المتخصص بحملات المجتمع المدني، حملت اسم “واقعة خطيرة تعيشها مدينة دير الزور السورية، من حصار وتجويع وإهمال”، وذلك بهدف تحمل “المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية والأمم المتحدة”، مسؤولياتهم أمام الواقع الخطير الذي تعيشه مدينة دير الزور السورية، من حصار وتجويع وإهمال خدماتي وصحي كارثي.
مشيرين إلى أنّ المأمول من قوى العدالة ومنظمات الأمم، والهيئات المدنية والإغاثية التي تقف الى جانب السوريين؛ الالتفات إلى المدن المحاصرة قبل أن يطالها المزيد من الكوارث الصحية والبيئية نتيجة للتدمير والقتل المنظم بلا أي مسائلة أو محاسبة دولية.
وقال الناشطون إنّ سبب أهمية هذا الموضوع إنه “منذ قرابة الشهرين وداعش يمنع دخول أي مواد غذائية، أو طبية أو دوائية إلى منطقتي “الجورة والقصور” ما تسبب في حدوث ضائقة خانقة تنذر عن جوع مرعب إضافة إلى نفاذ الدواء وحليب الأطفال من الصيدليات”، حسب ما أكد النشطاء.
وأكد النشطاء أنّ تنظيم (الدولة) استطاع احتلال محافظة دير الزور بعد ثمانية شهور كاملة حاول خلالها الهجوم عليها من الجهات الأربعة وبأكثر من حملة سقط خلالها المئات من الشهداء والجرحى، وصمدت المحافظة إلى لحظة انهيار الحدود العراقية، ونتج عن ذلك سيطرة التنظيم على المحافظة، من ثم تفكيك كتائب وألوية الجيش الحر ومصادرة أسلحته وملاحقة عناصره قتلاً واعتقالاً وتهجيراً، كما وأجبر التنظيم الكثيرين منهم على مبايعته، والقتال ضمن صفوفه في مناطق أخرى.
وأشار الناشطون إلى أنّ أهالي المحافظة أدانوا ممارسات التنظيم ليقوم الأخير بفرض حصار على مدينة ديرالزور، بالأخص القسم الواقع تحت سيطرة قوات الأسد والذي يشكل حوالي ثلث مساحة المدينة، والذي نقل إليه النظام مؤسساته ودوائره الأمنية والرسمية.
وأكد النشطاء أنّ الحصار بدأ من خلال منع التنظيم للموظفين النازحين إلى الريف المحرر من الحضور إلى القسم التابع للنظام في المدينة بغية استلام رواتبهم، وهي المنطقة التي يطلق عليها أهالي دير الزور اختصاراً “الجورة والقصور”، ما لبث بعدها التنظيم أن منع الجميع من الدخول إلى المدينة من طلاب، وموظفين، ومراجعين.
الحصار الذي فرضه التنظيم أنعش – وكما يقول أهالي “الجورة والقصور”- احتكار المواد الغذائية من قبل قوات الأسد الموجودة في الحيين، والسبب – كما يقول النشطاء أنّ المطار العسكري- ما يزال تحت سيطرة النظام، حيث تحطُّ في المطار يومياً طائرة شحن عسكرية تنقل فيها ما يحتاجه النظام وشبيحته من طعام وشراب، الأمر الذي فتح المجال لبيع تلك الأطعمة للمدنيين الموجودين في “الجورة والقصور” بأضعاف أسعارها الحقيقية، ليسجل على سبيل المثال سعر الكيلوغرام الواحد من الشاي بأربعة آلاف ليرة سورية، والسكر بألف ومئتي ليرة، وهذه أسعار مرتفعة جداً في ظل الظروف القاسية التي يعيشها السكان حيث لا عمل ولا شروط حياتية مناسبة، إلى جانب انتشار طوابير المدنيين من نساء وشيوخ وأطفال على مؤسسات الدولة لشراء ما يسد الرمق، يتعرضون خلالها لأشد أنواع المعاملة من قبل عناصر الأمن و(الدفاع الوطني).
وأشار الناشطون إلى أنّ هذا الحصار لم يكن الأول الذي تتعرض له مدينة دير الزور لكنه الأكثر قسوة وهولاً، ففي السنوات الأربعة الماضية من عمر الثورة وكما يؤكدون استنفذت قوى المدنيين وأموالهم، كما وأن الحصار اليوم مزدوج، والعنف وصل لأقصى مستوياته، فالتنظيم يحاصر المدينة من الخارج والنظام من داخلها.
وكان موقع (سراج برس) نشر قبل مدّة رسالة وصلته من أهالي حيي الجورة والقصور، طالبوا فيها بفك الحصار الذي يفرضه التنظيم على الحيين، في حين وكما تقول الرسالة يقوم النظام بابتزاز السكان بلقمة أبنائهم، ليرفع أسعار المواد الغذائية إلى أقصى مستوى عرفته المدينة خلال تاريخها.
http://www.sirajpress.com/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84/%D8%AF%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%B1-%D8%AA%D9%8F%D8%B0%D8%A8%D8%AD-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85..–%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%B4%D8%B7%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D8%B0%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%86-%D9%83%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%AB-/6557/#.VQ7ZQ2aAZdE.facebook