تمدن – عادل العايد
أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” في “ديرالزور” عن نيته افتتاح كلية للطب في مدينة “الميادين” بريف “ديرالزور” الشرقي، تحت مسمى “كلية الخير”، وبحسب الإعلان الصادر عن ديوان الصحة التابع للتنظيم فإن هناك شروطاً عدة لقبول الراغبين بالالتحاق بهذه الكلية، وهذا ما رأى فيه عدد من ناشطي “ديرالزور” وأطبائها ضرباً من المستحيل.
ومن الشروط التي وضعها التنظيم من أجل القبول ألا يزيد عمر المتقدم عن 20 عاماً، وأن يكون حاصلاً على الشهادة الثانوية العامة الفرع العلمي بمعدل لا يقل عن 80%، ومن الملفت للنظر أن التقديم للذكور والإناث، بالإضافة إلى أن لغة الدراسة في هذه الكلية سوف تكون اللغة الإنكليزية.
“جلال الحمد” المتحدث باسم حملة “معاً لفك الحصار عن ديرالزور” يقول: “لا يتوافر لدينا معلومات عن هذه الكلية، سوى الإعلان الذي أصدره التنظيم لإنشاء هذه الكلية، حيث لم نعلم حتى الآن عن المبنى أو المكان الذي سوف تنشأ فيه هذه الكلية، بالإضافة إلى الكادر ومناهج التدريس، الأمر فقط إعلان بدون أي تفاصيل”.
وعن جدية الموضوع من عدمه يردف “جلال”: “أنه لا يمكن التكهن بما يمكن أن تكون عليه قدرات التنظيم، ومن الممكن كثيراً أن يكون التنظيم يأخذ الأمر على محمل الجد، خاصة مع النقص الكبير بالكوادر الطبية وتناقصها المستمر بالهجرة خارج سوريا، وبسبب حاجته للخدمات الطبية خاصة مع المعارك التي يخوضها مقاتليه على عدة جبهات”.
من جانب آخر، فإن الناشط “سراي الدين” من ريف “ديرالزور” الشرقي يقول: “إن التنظيم وجوقته الإعلامية تجعل من كل حدث صغير أهمية مبالغ فيها، حيث إن المعلومات التي توافرت لدي تؤكد أن المبنى الذي سوف تنشأ فيه هذه الكلية، هو بناء عادي وبتجهيزات أقل ما يقال عنها متواضعة”.
ويضيف “سراي”: “كلية طب ليست بالأمر البسيط، فهي تحتاج موارد وكوادر تدريس ومختبرات ومناهج وغير ذلك من أمور، حيث أوكد أن التنظيم غير قادر على تأمينها بالوقت الحالي على الأقل، حيث إن الأطباء يعملون في مشافي التنظيم بشكل شبه إجباري، وهؤلاء الأطباء هم القلة القليلة التي بقيت من أطباء ديرالزور بعد أن غادر أكثرهم ديرالزور خارج البلد”.
وكان التنظيم في بداية هذا العام قد أعلن عن إنشاء كلية للطب في مدينة “الرقة” ولكن لم ترَ النور حتى الآن، ويرى كثير من أبناء “ديرالزور” أن هذا الإعلان لا يتجاوز الدعاية ولإثبات قوة التنظيم وديمومة سيطرته واستمرار نفوذ، حيث يشبه هذا الإعلان بإنشاء كلية الطب بحسبهم، مشروعه الخاص بطرح عملة خاصة بالتنظيم في مناطق نفوذه، التي لم تنفذ حتى الآن أيضاً وما تزال في طور الدعاية والكلام.
إلى ذلك، يقوم التنظيم بإعطاء تصاريح مزاولة مهنة للممرضين، حيث يقومون بممارسة مهنة الطب بسبب قلة عدد الأطباء في المناطق التي يفرض سيطرته عليها. الدكتور “مثنى العيسى” من “ديرالزور” وأحد العاملين في “مركز البنيان للاستشفاء” يقول عن ذلك: “ليس من المعقول إطلاقاً أن يمارس الممرض مهنة الطب، فهو كلام خطير وعليه تبعات خطيرة أيضاً، نعم الممرض يمكن أن يساعد الطبيب ولكن لكل عمله ودوره، ولا يمكن يجوز تغيير الأدوار أو الحصول على ترقية لمرتبة طبيب بمجرد الحصول على ورقة من التنظيم”.
وتعقيباً على إعلان التنظيم عن نيته بافتتاح كلية للطب في مدينة “الميادين” أردف “العيسى”: “إن مشروع التنظيم بهذا الخصوص عبارة عن زوبعة إعلامية فقط لا غير وليس بإمكانه إطلاقاً إنشاء مثل هذا الكلية؛ إنه يعطي تصاريح للممرضين للعمل كأطباء لقلتهم، فما بالك بكوادر ممكن أن تدير الكلية المفترضة”.
أما عن عدد الأطباء الموجودين حالياً في “ديرالزور” فقد أضاف: “عدد الأطباء المجازين الموجدين الآن في ديرالزور قليل جداً، وهو يعلمون في ظروف ليست مثالية وبإمكانية بسيطة جداً”.
ومن الجدير بالذكر أن تنظيم “الدولة” قد قام بالاستيلاء على المستوصفات والمشافي الميدانية جميعها منذ أشهر عدة، لتصبح تحت إدارته بصورة مباشرة بعد أن كانت تديرها فرق طبية تابعة لمنظمات صحية داعمة في الخارج السوري، مما أدى إلى انقطاع دعم هذه المنظمات لهذه المشافي والمستوصفات.