وفقاً لصور ومشاهد بثّتها وزارة الدفاع الروسية على قناتها على اليوتيوب لقصف حقول ومنشآت نفطية في دير الزور استهدفت مواقع لتنظيم الدولة حسب تصريحهم.
وبمتابعة مرصد “العدالة من أجل الحياة” في دير الزور لهذه الصور مع خبراء في مجال النفط يمتلكون المعلومات الفنية التفصيلية عن المواقع المستهدفة واستناداً إلى معلومات خاصة بالمرصد خرجنا بالنتائج التالية:
- حقل العمر
في 23 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر نشرت وزارة الدفاع الروسية شريطاً مصوراً من طائرة حربية لاستهداف خزانات نفط عملاقة، وبعد التحقق من الصور تبين أن المكان المستهدف هو حقل العمر -17 كيلومتر عن مدينة الميادين شرق دير الزور- لم يستهدف القصف المدينة السكنية العمالية للحقل ولا البوابة –مناطق تواجد عناصر التنظيم- بل استهدف الخزانات التي لا يمكن لكائن بشري التواجد بداخلها إطلاقاً.
الخزانات المستهدفة هي 401-402 -403 يبلغ ارتفاع الخزان الواحد 18 متراً وبقطر 25 متراً ولم يتم استهداف خزانات الغاز وفقاً للصور المنشورة. كانت هذه الخزانات تجرى لها صيانة دورية كل عام، لكن منذ بدء الاحتجاجات في سوريا لم يجرى لها أي عمليات صيانة أو تنظيف، وكما يقول خبراء النفط فهذا الإهمال سيشكل مادة sludge داخل خزانات النفط الخام ويخشى بعد افجار هذه الخزانات من انتشار أشعة بيتا وغاما التي تسبب ضرراً للسكان المحليين والحيوانات والتربة في المناطق المجاورة للحقل والتي قد تستمر أثارها لسنوات قادمة.
وفق تقدير الخبراء فإن إنتاج حقل العمر خلال فترة سيطرة تنظيم الدولة يتراوح بين 10 إلى 15 ألف برميل يومياً، وهو نتاج ضخ 17 بئراً، وإن استهداف الخطوط الواصلة بين الخزانات كان سيؤدي لذات النتيجة إن كان المقصود منع استثمار التنظيم للنفط وليس ضرب البنية التحتية والتي تحتاج لمئات ملايين الدولارات لإعادة إعمارها.
- حقل الجفرة
في الصور المنشورة كذلك يظهر استهداف حقل الجفرة النفطي القريب من قرية جديد عكيدات شرق دير الزور – 35 كم عن مركز مدينة دير الزور – والذي وفق ما ذكر الخبراء يحوي على مخبر رئيسي لفحص النفط الخام ومتابعة تدفق النفط من المحافظة ويبلغ إنتاجه من النفط الخام 8000 برميل يومياً واردة من 15 بئراً تُجمّع في الحقل.
الهدف الرئيسي من استهداف هذا الحقل هو منع تنظيم الدولة من تشغيله حيث أن التنظيم سعى في الفترة السابقة وبالاستعانة بخبراء إلى تشغيل الحقل والاستفادة من الكميات التي ينتجها يومياً.
- بئر الملح
يقع بئر الملح شرق ديرالزور يبعد 20 كم عن غرانيح في بادية الشعيطات، ينتج البئر كما يقدر الخبراء حوالي 9000 برميل نفط يومياً خلال فترة سيطرة تنظيم الدولة، كانت العشائر تسيطر عليه من قبل، وفور سيطرة التنظيم على المحافظة استثمر نفط بئر الملح في البيع بالسوق السوداء وتزويد آلياته بالوقود. تظهر صور وزراة الدفاع الروسية استهداف مجموعة من الصهاريج التي كانت تنتظر دورها لنقل النفط الخام من بئر الملح إلى العراق كما يؤكد شهود عيان في المنطقة فمعظم الصهاريج تحمل لوحات عراقية. وأقام التنظيم في منطقة عكاشات -20 كم عن البوكمال- ورشة لصيانة وتصنيع خزانات النفط، لضمان عمليات صيانة الصهاريج خلال النقل إلى الموصل العراقية.
- موقع العزبة
يبعد 10 كيلو شمال شرق مدينة ديرالزور بالقرب من قرية الحصان، الذي يعد نقطة تجميع للنفط الوارد من 8 آبار من الصور في ريف دير الزور أشهرها آبار أزرق1 وأزرق2 ينتج العزبة 8000 برميل نفط يومياً استهدفه القصف الروسي بتاريخ 23 تشرين الثاني-نوفمبر وفق ما نشرت وزراة الدفاع الروسية.
الخاتمة
طبيعة الضربات الجوية وطريقة استهدافها للحقول يظهر بما لا يدع مكاناً للشك أن المستهدف هو البنية التحتية وإجراء أكبر قدر ممكن من التخريب للمنشئات النفطية وليس مجرد ايقاف عملها عن ضخ النفط للتنظيم أو قتاله كما تصرح القوات الروسية، ويبقى الهاجس الأكبر هو المواد المشعة التي تسربت من هذه الخزانات والتي ستضر بالبشر والزرع وكل أشكال الحياة ولسنوات قادمة في ديرالزور.
تؤكد هذه النتائج على:
1-خطورة التدخل الروسي على حياة المدنيين حيث لا يفرق الطيران الروسي بين مدني أوعسكري ولا أهمية لأي قيمة إنسانية حيث يقصف المواقع المأهولة بالسكان بدون تردد.
2-خطورة التدخل الروسي عل مستقبل البنية التحتية وخاصة النفطية منها والتي لامبرر لاستهدافها سوى الرغبة في التدمير وإعادة سورية إلى العصور القديمة وهذا ما عودنا عليه السيد بوتين.
3-يستفيد الروس من عدم إدانة قصف المواقع التي يسيطر عليها تنظيم الدولة ويجدونه مبرراً لاستهداف كافة المواقع.
يؤكد المرصد أن وجود تنظيم الدولة في محافظة دير الزور لا يبرر قتل المدنيين واستهداف التجمعات المأهولة بالسكان ويدعو إلى تجنيب المدنيين ويلات هذه الحرب التي لا قِبَلَ لهم بها.