قصة المختفي محمد ضهير داخل
محمّد ضهير داخل مواليد 1990 من حلب يحمل شهادة ثانويّة، وكان يعمل في مجال الإلكترونيّات، ويخدم في الجيش النظامي السوري “الخدمة الإلزاميّة” منذ عام 2010 وهو شاب أعزب كان يعيش مع عائلته المكوّنة من أبيه وأمّه وأخيه الوحيد.
عن تفاصيل اختفاء محمد تقول عائلته[1]:
”قبل اختفائه كان يخدم في قاعدة عسكريّة بمنطقة جبل الشيخ، و كان قد اختفى قبل يوم واحد من تسريحه، ولم نتوصّل حتى الآن إلى أيّة معلومات حول مكانه أو مصيره .. وليس لدينا أدنى فكرة إن كان معتقلاً أم مخطوفاً أم متوفيّاً، سمعنا أنباء أنّه قد يكون معتقل مع آخرين في نفس الكتيبة ولكن للأسف لم نستطع التأكّد من صحّة تلك الأنباء… كان قد تواصل معنا قبل اختفائه بيوم وبدى يومها كلّ شيءٍ على ما يرام.“
لقراءة القصة بشكل كامل وتحميلها بصيغة ملف PDF يرجى الضغط هنا.
وأضاف أهل محمد:
”ذهبنا إلى بعض القطع العسكريّة والمؤسّسات وسألنا عنه وأجابونا بأنّهم سوف يجيبوننا خلال ثلاثة أشهر ولكن للأسف لم نتلقَّ أيّ ردٍّ منهم بالرغم من وعودهم، وبحثنا عن اسمه فلم يكن مطلوباً حتّى يكون معتقلاً أو ما شابه، توقّعنا الكثير وتأمّلنا أن يقولوا لنا أنه معتقل، على قيد الحياة، أو حتّى متوفّي ولكن لم يقوموا بأيّ رد… سمعنا من البعض أنّ علينا دفع مبالغ كبيرة لمعرفة مصير محمّد أو مكانه ولكنّها كانت مبالغ كبيرة جدّاً بالنسبة إلينا وخشينا عدم فاعليتهاكما خشينا أن تكون مجرّد احتيال بسبب أنّنا سمعنا عن الكثيرين ممّن دفعوا مبالغ كبيرة بدون أيّة نتيجة.“
تأثّرت العائلة بشكل كبير باختفاء محمد، وأصبح كلّ شيء يذكّرهم به، وتوقّفوا عن طبخ بعض المأكولات التي كان يحبّها، كما لم تفارقهم الكوابيس والتوتّر الدائم الأمر الذي انعكس على أخيه الأصغر الذي بدأ أهله يخافون عليه بشكل كبير وصل إلى عدم السماح له بمغادرة المنزل لفترةٍ طويلةٍ خشية خسارته أيضاً، حتّى اضطرّوا في نهاية الأمر للنزوح والسفر إلى تركيّا وهناك بدأت الآثار النفسيّة تخفّ.
لم تعانِ العائلة من آثار ماديّة كبيرة من فقد محمد لأنّه لم يكن معيلاً لها.
[1] تمّ إجراء اللقاء بتاريخ 17 تمّوز/يوليو 2017. عبر الانترنت.