قصّة أحد المختفين قسراً لدى تنظيم الدولة في دير الزور
محمّد هو اسم مستعار لأحد المختفين عند التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم “الدولة الإسلاميّة” والمعروف باسم “تنظيم داعش”، وهو متزوّج ولديه سبعة أطفال صغار، كان يعمل سائق أجرة، وهو ينحدر من إحدى القرى الواقعة في ريف دير الزور.
في شهر حزيران/يونيو 2015 كان محمّد يقلّ ركّاباً من إحدى القرى في ريف دير الزور إلى منطقة تل أبيض بمحافظة الرقّة، وفي ساعات الصباح الباكرة تمّ اختطافه من قبل عناصر تنظيم الدولة الإسلاميّة / داعش دون معرفة السبب، وبعد ذلك أقدم التنظيم على مصادرة منزله بالكامل وطرد عائلته ولم يتمّ السماح لهم حتّى بأخذ جزء من الأثاث، ممّا اضطرّ العائلة إلى النزوح والعيش في خيمة. ولم يستطع أهل محمد حتّى هذه اللحظة معرفة مصيره بشكل مؤكّد، وكانت سيّارته قد شوهدت لاحقاً على خط الجزيرة الشاميّة يستقلّها عناصر من تنظيم الدولة.
أحد المفرج عنهم من سجون تنظيم الدولة الإسلاميّة أخبر عائلة محمّد بتواجده في أحد السجون، مضيفاً أنّه تعرّض إلى تعذيب شديد بقضيب معدنيّ وبحسب المفرج عنه فإنّ اسم العنصر الذي كان يعذّبه هو (جسّار) وهو عنصر أمني لدى التنظيم. وهذا ما جعل عائلة محمد تقطع الشكّ باليقين وتتأكّد من كون تنظيم داعش يقف وراء عمليّة خطفه، وذلك رغم سؤال العائلة عناصر التنظيم عن محمد، ونكران العناصره الدائم لعمليّة اختطافه أو وجوده عندهم.
خلّف اختفاء محمّد مصاعب كبيرة على عائلته، علاوةً على خسارة سيارته ومصادرة منزله، فاضطرّت العائلة للنزوح والعيش في خيمة بظلّ جوعٍ وفقرٍ مدقعين، ومازال اعتماد أفراد العائلة الرئيسي على المساعدات التي يقدّمها لهم الناس رغم كونهم ميسوري الحال قبل حادثة الخطف ومبادرتهم لمساعدة العائلات الفقيرة الأخرى في السابق. وبحسب عائلة محمّد التي أدلت بهذه الشهادة فإنّ تأثيرات اختفائه ظهرت جليّة على أولاده أيضاً فغالباً ما تراهم يمشون في الطرقات يسألون المارّة إن رأى أحدهم أباهم.