يقف العالم صامتاً – إما عجزاً أو تواطئاً – عما يحدث في حلب، ويعجز اللسان عن وصف أنات الأطفال والأمهات، وآلام الشيوخ المبعثرة في طرقات إحدى أقدم المدن المأهولة في التاريخ.
لم يجرِ لمدينة في التاريخ الحديث أو المعاصر وربما القديم أيضاً، ما جرى ويجري لمدينة حلب من قصف وقتل وتنكيل بالمدنيين، الذين لا ذنب لهم سوى أن هذه الأرض أرضهم، وأنهم قرروا أن لا يخرجوا منها، وهم الآن يقتلعون منها اقتلاعاً دون رحمة ودون الأخذ بالاعتبارات الإنسانية.
وبهذا الاقتلاع، تقتلع ذكريات وأحلام ويقتلع وطن من قلوب المدنيين، فماتزال الأحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة في مدينة حلب، تتعرض لمختلف أشكال القصف من قبل القوات النظامية السورية وحلفائها، حيث استهدفت مناطق مأهولة بالمدنيين ومبان سكنية ونقاط طبية.
إن ما تقوم به القوات النظامية وحلفائها، من قصف عشوائي وإعدامات ميدانية واعتقال واختطاف منذ 6 سنوات، يؤكد عدم استجابتهم للدعوات الدولية بوقف استهداف المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي.
من هنا.. يدين مرصد العدالة من أجل الحياة في ديرالزور، استمرار انتهاك القانون الإنساني الدولي من قبل القوات النظامية وحلفائها.
كما ويدين مرصد العدالة القصف العشوائي وغير المتناسب للمناطق المأهولة بالمدنيين، ويحمل السلطات السورية المسؤولية كاملة عما يجري في حلب، ويحذر من تكرار ما يحصل اليوم في مناطق سورية آخرى، ومن موجات نزوح كبيرة منتظرة في المستقبل.
يطالب المرصد :
1 – بالضغط على السلطتين السورية والروسية، لوقف استهداف الأحياء المأهولة بالمدنيين في حلب وغيرها من المدن السورية.
2 – تحييد المدنيين وعدم التعرض لهم، وفتح ممرات إنسانية لهم، والبحث عن مناطق آمنة لاستيعاب النازحين، وإبعادهم عن كل ما يشكل خطراً محدقا بهم على المستويين القريب والبعيد.
3 – المجتمع الدولي بتفعيل اتفاق وقف الأعمال العدائية على كافة الأراضي السورية، وضمان سلامة المدنيين.
مرصد العدالة من أجل الحياة في ديرالزور
13/12/2016