وثّق مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور، عن طريق مراسله واستناداً لأربع شهادات مجمل المساعدات الإنسانية التي تم إدخالها إلى الأحياء المحاصرة منذ بدء الحصار بتاريخ الخامس من يناير/كانون الثاني 2015 إلى منتصف شهر شباط الجاري.
ذكر أحد الشهود من حي القصور المحاصر أن الهلال الأحمر أدخل عن طريق طائرة اليوشن – طائرة شحن كبيرة – والتي كانت تحط في المطار، الدفعة الأولى من المواد الغذائية بتاريخ 12/4/2015 وتتألف من 30 طن من الرز والسمنة، كما أدخل دفعتين بتاريخ 13/4/ و 28/4/2015 (انتهت الشهادة).
وصل مجموع ما أدخله الهلال الأحمر بين شهري نيسان وأيار من العام الفائت إلى 125 طن من المواد الغذائية و25 طن من الأدوية ومعدات غسيل الكلى. تم توزيع المساعدات على شكل حصص غذائية تحتوي على 2 كغ سكر و2 كغ رز وتم تخزين معظم الأدوية والمعدات الطبية في مستشفى الأسد الحكومي والمشفى العسكري. يذكر أن عدد سكان الأحياء المحاصرة وفق تقديرات الهلال الأحمر وقتها كانت تتجاوز 280 ألف مدني.
توقف إدخال المساعدات إلى الأحياء المحاصرة بعد ذلك حتى تاريخ العاشر من آب حيث تم إدخال 100 كرتونة من المعلبات الغذائية، و200 كرتونة بعد يومين، ثم أدخلت دفعة جديدة بتاريخ 14 آب، لتصل كمية المواد المدخلة 8.5 طن، أُدخلت جميعها عبر طائرات أنتونوف التي كانت تحط بمطار دير الزور العسكري. ولم يتم توزيعها على المدنيين آنذاك. وتصرّف بها الضباط المتنفذون في قطاعات الجيش.
مع اشتداد المعارك بالقرب من مطار دير الزور العسكري بين القوات الحكومية وتنظيم “الدولة الإسلامية”، أدخل الهلال عن طريق المروحيات 100 كرتونة مواد إغاثية بتاريخ 25 نوفمبر/ تشرين الثاني و200 كرتونة في ديسمبر/كانون الأول 2015 و85 كرتونة أخرى في الحادي عشر من شهر يناير 2016. حيث كانت تهبط وتقلع المروحيات من معسكر الطلائع واللواء 137.
في منتصف شهر يناير أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن قيامها بإلقاء مساعدات إنسانية على دير الزور عبر إسقاطها بالمظلات، حيث أكدت إحدى الشاهِدات للمرصد – والتي رفضت الكشف عن اسمها لأسباب أمنية – أن المساعدات كانت عبارة عن 6 حاويات وتم السيطرة عليها من قبل عناصر اللواء 137. كما أفاد الشهود في حي القصور المحاصر عن مشاهدته لطائرة قامت بإلقاء 6 حاويات بتاريخ 19/1/2016 وطائرة ألقت 7 حاويات بتاريخ 20/1/2016 وأخرى ألقت 4 حاويات بتاريخ 25/1/2016 وفور وصولها الأرض كان بانتظارها عناصر من الجيش ولم يتمكن أحدٌ من الاقتراب (انتهت الشهادة).
أعلن فرع الهلال الأحمر العربي في دير الزور على صفحته على فيسبوك في العاشر من شباط الجاري إدخال 2850 حصة غذائية. وأفاد مراسنا عن قيام متطوعي الهلال بتوزيعها بعد بضعة أيام على المدنيين بحسب دفتر العائلة وبطاقة الهلال وهوية المستفيد.
يؤكد المرصد أن كمية المساعدات التي تم إدخالها إلى هذه الأحياء لا زالت قليلة جداً ولا تتناسب إطلاقاً مع عدد المدنيين المتواجدين ولا مع طول مدة الحصار، فنحن نتحدث عن قرابة 30 ألف عائلة تعاني من قلة الغذاء والدواء منذ أكثر من عام.