يوماً بعد يوم يشتد قصف الطائرات الحربية ( التحالف – الروسي – السوري – العراقي ) على محافظة ديرالزور، ما يجعل المدنيين في عين العاصفة، وهو مارأيناه في عدد من المناطق التي تم قصفها في المحافظة خلال الأيام القليلة الماضية التي راح فيها عشرات الضحايا، إضافة إلى مايجري من استهداف للمدنيين في الموصل في الأشهر الماضية، والذي أدى إلى نزوحهم إلى مناطق أخرى في سورية.
ومن هنا.. تأتي حملة “عجاج الطائرات” لتسليط الضوء على المخاطر، التي يعانيها وسيعانيها المدنيون في محافظة ديرالزور، حالياً مع تصاعد القصف ومستقبلاً حينما تقترب المعركة مع تنظيم الدولة، وهو ما سيجعلهم يدفعون ثمناً باهظاً ومضاعفاً من السماء عبر الطائرات ومن الأرض عبر القمع الذي يمارسه تنظيم الدولة.
كما تأتي الحملة بعد النتائج الكارثية التي تعرض لها المدنيون في الموصل من قصف وقتل وتدمير، وهو ما أدى إلى عملية نزوح كبيرة للمدنيين من الموصل إلى محافظة ديرالزور، إضافة إلى أن العملية العسكرية المتوقعة على محافظة الرقة – والتي بدأت بمجزرة في ناحية المنصورة -، ستؤدي كما سابقتها على الموصل إلى نتائج خطيرة أيضاً على المدنيين، وهو ما سيجعلهم يبحثون عن مناطق آمنة يلجأون لها، ومن المتوقع أن تكون ديرالزور هي الملاذ الأخير الآمن لهم، مما سيؤدي إلى اكتظاظ كبير في المحافظة ومخاطر كبيرة عليهم، ناهيك عن وجود خزان بشري هائل في المحافظة.
إن من أهم أسباب اطلاق منظمة العدالة من أجل الحياة لحملة عجاج الطائرات، هو التنبيه والتحذير مما قد يجري في محافظة ديرالزور من تصاعد لقصف المدنيين، استناداً لما يحدث في المحافظة من قصف ولما يحدث في الموصل والرقة حاليا.
مايتعرض له المدنيون في الشمال الشرقي من سورية، جعل المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان تولي اهتماماً أكبر، وتسلط الضوء على الجرح الذي ينزف منه المدنيون في تلك المناطق.. فقد أكدت المفوضية في بيان لها صدر بتاريخ 26 آيار/مايو 2017 :”أن المدنيين في سورية يدفعون ثمناً باهظاً، وعلى نحو متزايد مع تصاعد الغارات الجوية، في وقت يقوم فيه تنظيم الدولة بقمع المدنيين المتواجدين في المناطق التي لاتزال تحت سيطرته.
وحث المفوض السامي زيد رعد الحسين جميع الدول التي تقوم قواتها الجوية بعمليات عسكرية في سورية، على توخي عناية أكثر في التمييز بين الأهداف العسكرية المشروعة والمدنيين، موضحا أن المدنيين الذين يعانون من القصف العشوائي والإعدامات من قبل التنظيم، هم نفسهم من يقعون ضحايا للضربات الجوية المتصاعدة، خاصة في محافظتي الرقة وديرالزور في شمال شرقي سورية.
وشدد المفوض السامي على أن العالم الخارجي، لايولي اهتماماً يذكر بالمأساة المروعة التي يتعرض لها المدنيون المحاصرون في تلك المناطق.
من هنا تطالب منظمة العدالة بتجنب قصف المدنيين وفتح ممرات آمنة لهم، ووقِفْ جميع الهجمات العشوائية والهجمات غير المتناسبة على المناطق المأهولة بالمدنيين والأعيان المدنية والمنشآت الحيوية والتمييز بين المواقع العسكرية و المواقع المدنية.
منظمة العدالة من أجل الحياة
29/5/2017