في تقرير مشترك حول الهجوم الكيميائي الذي تعرّضت له مدينة خان شيخون في محافظة إدلب بتاريخ 4 نيسان/أبريل 2017، قالت منظمة العدالة من أجل الحياة ومنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، أنه تم توثيق ما لا يقل عن (103) ضحيّة، وأكثر من (450) مصاباً، وذلك نتيجة قصف المدينة بصواريخ تحمّل مواد كيميائية سامّة، تم إلقائها من قبل طيران حربي قال جميع من قابلهم (فريق البحث الميداني) الذق قام بالتقرير أنّه كان تابعاً لسلاح الجو السوري.
هذا الهجوم الذي يعتبر ثاني أكبر هجوم استخدمت فيه مواد كيمائية/سامّة في سوريا، عقب الهجوم الكيميائي –الأكبر- المروّع الذي ضرب مناطق في الغوطة الشرقية بريف دمشق والمعضمية بتاريخ 21 آب/أغسطس 2013.
اعتمد التقرير في منهجيته على أكثر من (15) شهادة ومقابلة، حيث تمّ تشكيل (فريق بحث ميداني) من قبل المنظمتين، أوكل إليه مهام الذهاب إلى المدينة ومعاينة مكان معظم الضربات، وإجراء لقاءات مع ناجين ومصابين إضافة إلى شهود عيان وكوادر طبّية وفرق دفاع مدني وذوي الضحايا وغيرهم، وفق خطّة محكمة ومتكاملة حول الأشخاص الذين يجب مقابلتهم من أجل الحصول على أكبر قدر من المعلومات حول هذا.
بالإضافة إلى ذلك، قام الفريق القائم على إعداد النسخة النهائية من التقرير وكتابته، بتحليل عشرات مقاطع الفيديو والصور وخاصّة تلك التي تظهر المصابين و/أوالقتلى، من أجل التحقق من مصداقيتها والتأكدّ من الأعراض التي ظهرت على المصابين أو الذين فقدوا حياتهم في هذا الهجوم.
وتحدث التقرير بالتفصيل عن أعراض عديدة ظهرت على القتلى و المصابين في هذا الهجوم، وذلك حسب شهادات الأطباء والمصابين أنفسهم وتحليلات الفيديو والصور التي قام بها الفريق العامل على التقرير، فمثلاً عانى أحد المصابين من سعال وصداع في الرأس وحرقة في الإنف بعد أن زار مكان أحد الصواريخ بعد وقوع الهجوم بأربع ساعات، وظهرت أعراض أخرى مثل ضيق في التنفس وضيق في حدقة العين (حدقة دبوسية) واختلاجات وخروج زبد من الفم وهياج عصبي شديد عند أشخاص آخرين. ومعظم الأعراض تتوافق مع استخدام غاز الأعصاب المميت (السارين).
ونتيجة للهجوم في يوم 4 نيسان/أبريل 2017، شهدت المدينة موجات نزوح غير مسبوقة، فقد تراجع عدد سكانها من (63000) نسمة –بينهم الآلاف من النازحين من مناطق سورية أخرى – إلى (45000) بعد الهجوم الكيميائي الذي وقع في 4 نيسان/أبريل 2017، وبلغ عدد النازحين داخلياً بحسب مصادر متقاطعة (إحداها المجلس المحلي للمدينة) أكثر من (12500) نازح داخلياً ذهبوا إلى أماكن مختلفة منها مخيمات الشمال السوري.
وفي تاريخ 7 نيسان/ابريل 2017 أصدرت عدّة منظمات سوريّة بياناً صحفياً أدانت فيه بشدة التطورات التي آل إليها النزاع المسلح في سورية والهجمات الجوية على مدينة خان شيخون بريف ادلب الجنوبي يوم الثلاثاء الواقع في 4 نيسان/أبريل 2017، باستخدام سلاح غير مميز يرقى لسلاح إبادة. وطالبت المنظمات بتفعيل بنود اتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا والعمل بموجب القرار (2118) للتدخل تحت البند السابع من أجل حماية المدنيين ومنع تكرار استخدام الأسلحة المحرّمة دولياً.