قصة المختفي عمر محمّد الدوش من قبل فرع فلسطين (235)
المختفي عمر محمّد الدوش، والدته مريم الأحمد، من مواليد 27 شباط/فبراير 1964 في مدينة الميادين بريف دير الزور، تخرّج من المعهد الصناعي عام 1986، وهو متزوّج ولديه ستّة أولاد (أحمد 26 سنة، وخالد 25 سنة، ورغد 21 سنة، ومهنّد 18 سنة، وشهد 13 سنة، ومحمّد 6 سنوات). كان عمر يعمل مدرّساً في المعهد الصناعي في منطقة القزّاز بدمشق، إضافةً إلى امتلاكه مكتباً عقاريّاً في منطقة دفّ الشوك بريف دمشق (مكتب طيبة العقاري).
بتاريخ 14 نيسان/أبريل 2013 تمّ اعتقال عمر من منطقة دفّ الشوك مع سيّارته (نوع كيا ريو لونها رمادي) من قبل قوّات الأمن السوريّة حيث بقي محتجزاً مدّة سنة في فرع فلسطين في دمشق (الفرع 235 وهو أحد الأفرع الأمنيّة التابعة لشعبة المخابرات العسكريّة) قبل أن يتمّ تحويله إلى فرع المنطقة (الفرع 227)، ومن ثمّ تمّ تحويله إلى الفرع 215 (وهو معروف باسم سرية المداهمة والاقتحام، ويتبع أيضاً لشعبة المخابرات العسكريّة)، وبحسب ذوي عمر فقد يكون محتجزاً لدى جهاز المخابرات الجويّة حاليّاً.
كان لاختفاء عمر آثار كبيرة جدّاً على العائلة، وبحسب وصفهم فقد أصبحوا كالضائعين لأنّهم فقدوا معيلهم وسندهم خاصّةً أنّ أولاده كانوا في مراحل دراسيّة مختلفة وبحاجة ماسّة إلى دعم ومساندة والدهم، وما زاد في معاناتهم عدم ورود أي خبر عن والدهم المعتقل أو عن مكانه، وفيما إذا كان على قيد الحياة أم لا. كما تدهورت حالة العائلة الماديّة بشكل كبير بسبب فقدانهم لمعيلهم الوحيد، وبذلهم الكثير من الأموال في محاولة معرفة أي خبر عنه دون أيّ جدوى.
وقد واجهت العائلة مصاعب قانونيّة جمّة بسبب اختفائه مع سيّارته الخاصّة وحقيبته التي كانت تحتوي على جميع الأوراق الثبوتيّة الخاصّة بممتلكات العائلة من بيوت وعقارات، علاوةً على أنّه كان يعمل في تجارة العقارات نفسها، فواجهت العائلة عقبات عديدة خاصّةً عندما كانوا يحاولون بيع أي عقار مسجّل باسم المختفي عمر، طلباً لسداد مصاريفهم الدراسيّة وحياتهم اليوميّة، وعند كلّ عمليّة بيع كان يتمّ سؤالهم عن تلك الأوراق، وعند تصريحهم باختفائها مع صاحبها، كان يطلب منهم ورقة تثبت وفاة المختفي وأوراق أخرى تتبع عمليّة الوفاة (مثل أوراق حصر الإرث وغيرها).
كان لدى عائلة عمر طموحات كبيرة فقد كان الأبناء يطمحون لإكمال دراستهم في الجامعات الأوربية، ولكن تحطّمت هذه الطموحات بفقدان الأب وأصبحت علاقاتهم الاجتماعية مقيّدة اجداً، بسبب خوف الأم على أولادها فاقتصر احتكاك الأولاد مع الأصحاب والأقارب في المناسبات فقط، كلّ ذلك كي لا يتكرّر سيناريو الأب مع الأولاد.