تعرضت محافظة ديرالزور خلال النصف الثاني من عام 2017 لحملة قصف عنيفة استهدفت معظم أنحاء المحافظة، أدت إلى مقتل المئات وتهجير عشرات الآلاف.
لم يستثنِ القصف مخيمات النازحين والمعابر المائية التي يستخدمها المدنيون للخروج إلى مناطق آمنة، وكانت منظمة العدالة من أجل الحياة قد أصدرت تقريراً مفصلاً بعنوان كأنها القيامة حول القصف على المحافظة.
بتاريخ 24 و26 و28 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 قامت طائرات حربية ومروحية يرجح أنها تابعة للقوات النظامية وحليفها الروسي باستهداف تجمعين لنازحين ومعبراً مائياً تقع جميعها في ريف مدينة البوكمال شرقي ديرالزور.
أكد الشهود الذين التقت بهم منظمة العدالة من أجل الحياة مقتل ما لا يقل عن 69 مدني نتيجة هذا الاستهداف بينهم نساء وأطفال اضطر بعدها النازحون على الانتقال إلى مناطق أخرى لا تتعرض للقصف.
صورة توضح الموقع الجغرافي لمدينة البوكمال
قصف مخيم للنازحين في بادية البوكمال:
تعرضت بلدتي الغبرة والسيال في ريف البوكمال لقصف جوي مكثف أجبر المدنيين في البلدتين على النزوح، العشرات من النازحين بنوا العديد من الخيم في البادية القريبة كونها لا تتعرض للقصف، قال الشاهد علي (اسم مستعار) لمنظمة العدالة من أجل الحياة :”بتاريخ 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 قامت طائرات حربية يرجح أنها تابعة للقوات النظامية وحليفها الروسي حوالي الساعة 5 مساءً بقصف المخيم، حيث أكد علي مقتل 17 مدني بينهم 3 نساء و6 أطفال منهم عائلتين بأكملها جميعهم من النازحين من بلدتي الغبرة والسيال”.
المخيم المستهدف في بادية بلدة الغبرة
قصف تجمع للنازحين في بلدة الشعفة:
تقع بلدة الشعفة شمال نهر الفرات في ريف البوكمال على بعد 20 كم عن مركز مدينة البوكمال و15 كم عن ناحية هجين.
تعرضت بلدة الشعفة التابعة للبوكمال شرقي ديرالزور لقصف جوي بتاريخ 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، ووفقاً للشاهد عماد(اسم مستعار) والذي التقت به منظمة العدالة من أجل الحياة:” قامت طائرات حربية الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل بقصف تجمع للنازحين من مدينة البوكمال إلى البلدة ما أدى إلى مقتل 41 مدني من 4 عوائل بينهم 9 نساء و13 طفلاً، تم إسعاف المصابين إلى النقاط الطبية في بلدة هجين التابعة للبوكمال حيث توفي بعض المدنيين الذين أصيبوا بجروح خطيرة وذلك بسبب بعد المسافة بين المنطقة المستهدفة والنقاط الطبية”.
المنطقة السكنية المُستهدفة في بلدة الشعفة
أكد الشاهد عماد أن عملية رفع الأنقاض استمرت حوالي 30 ساعة كما أن المسعفون اختاروا الطرق الزراعية أثناء إسعاف المصابين خوفاً من استهدافهم من قبل الطيران.
قصف معبر مائي في الرمادي:
قصف طيران حربي بتاريخ 28 تشرين الأول/أكتوبر 2017 المائي في بلدة الرمادي في ريف البوكمال شرقي ديرالزور ما أدى إلى مقتل 11 مدني على الأقل بينهم 3 نساء و3 أطفال، وقال ثائر (اسم مستعار) في شهادته لمنظمة العدالة من أجل الحياة :”إن القصف كان حوالي الساعة 5 مساء واستهدف السفن المخصصة لنقل المدنيين بين الضفتين الأمر الذي زاد من عدد الضحايا”.
معبر الرمادي(البقعان)
يكمل ثائر شهادته:”لم يتم نقل المصابين نتيجة القصف إلى أي نقطة طبية ولم تقدم الإسعافات لهم في موقع القصف، كان الخوف مسيطراً على الجميع ولم يستطع أحد الاقتراب من الموقع خشية تجدد القصف، تم جمع الجثث ودفنها في مكان القصف بعد 5 ساعات”.
بعد هذا القصف توجه النازحون إلى بلدات السوسة والكشكية وهجين والتي تتعرض لقصف أقل وتعتبر أكثر أمناً