تمهيد:
تعرضت منظومة التعليم في محافظة ديرالزور للانهيار بعد دخول تنظيم الدولة إلى المحافظة في شهر تموز/يوليو 2014، حيث قام التنظيم بإغلاق المدارس ومنع تدريس المناهج السورية وتوزيع مناهج جديدة تروج لأفكاره.
التقت منظمة العدالة من أجل الحياة مع السيد أبو محمد (طلب الشاهد عدم الكشف عن اسمه الحقيقي لأسباب أمنية) وهو من ديرالزور ونازح في محافظة إدلب حيث تحدث عما قام به التنظيم تجاه المدراس والمعلمين والطلبة في محافظة ديرالزور.
دورات استتابة خاصة بالمعلمين:
يقول أبو محمد حول تعامل تنظيم الدولة مع المعلمين: “بعد سيطرة تنظيم الدولة على الريف الغربي لدير الزور طلب من المعلمين الاستتابة بحجة أنهم كانوا يدرّسون منهاجاً لا يتناسب مع الشريعة الإسلامية وطلب منهم التوقف عن التدريس تماماً”.
ويكمل أبو محمد: “استدعى التنظيم جميع المعلمين والمعلمات في الريف الغربي للاستتابة تكفيراً عن قيامهم بتدريس المناهج المخالفة للشريعة خلال عملهم قبل دخول التنظيم، وكانت الاستتابة في أحد المساجد، ثم حدد لهم موعد للخضوع لدورة شرعية كبديل لمعهد إعداد المعلمين وذلك لتدريس المنهاج الجديد الخاص والذي أصدره التنظيم حيث قام التنظيم بإلغاء المنهاج القديم بشكل كامل ومنع المعلمين تدريسه بشكل نهائي، وكانت مدة الدورة الشرعية شهرين”.
إغلاق المدارس:
يتحدث الشاهد أبو محمد عن افتتاح التنظيم لمدارس جديدة فيقول:” قام التنظيم بإغلاق المدارس فور سيطرته على ديرالزور في البداية بحجة وجود منهاج طاغوتي (أي لا يتوافق مع الشريعة الإسلامية) ووجود بعض المخالفات الشرعية في المدارس، وأبقى عليها مغلقة إلى حين إصدار تعليمات جديدة بخصوص التعليم”.
يكمل أبو محمد: “فيما بعد قام التنظيم بفتح المدارس، وفرض منهاجاً جديداً يتضمن القرآن الكريم والعقيدة والتوحيد والرياضيات والقراءة وكان غالبية المنهاج عبارة عن كتب شرعية، وبعد افتتاح المدارس بشهرين قام بإغلاقها بحجة الحرص على الطلبة والمعلمين من القصف الجوي، ولكن اتضح فيما بعد أن التنظيم كان غير قادر على تغطية نفقات منظومة التعليم، ولم يجبر التنظيم المعلمين على الالتحاق بالمدارس فبعض المعلمين التحقوا والبعض الآخر لم يلتحق خوفاً على نفسه من الملاحقة فيما بعد”.
مدارس التنظيم:
كانت المدارس منبراً يقوم من خلاله التنظيم بنشر أفكاره وجذب الطلبة للالتحاق بصفوفه، يقول أبو محمد:” كان التنظيم يحض الطلاب من خلال المنهاج وجولات الشرعيين على المدارس على أفكاره والالتحاق بمعسكرات الأشبال (المخصصة لتدريب الأطفال على القتال وتعليمهم عقيدة التنظيم)، كما فصل التنظيم بين الذكور والإناث من الصف الأول إلى الصف الخامس وهو آخر صف في المرحلة التعليمية كون التنظيم لم يفتتح مراحل أخرى”.
صورة حصرية لمنظمة العدالة من أجل الحياة لمنهاج تنظيم الدولة في ديرالزور
وعن ردة فعل الأهالي تجاه مدارس التنظيم ومناهجه يتابع أبو محمد”: بعض الأهالي امتنعوا عن إرسال أبنائهم الى المدارس خوفاً عليهم من الأفكار التي يبثها التنظيم في عقولهم فيما أرسل بعضهم أبنائهم لكي يتعلموا القراءة والكتابة”.
صورة حصرية لمنظمة العدالة من أجل الحياة لمنهاج تنظيم الدولة في ديرالزور
يختتم أبو محمد شهادته لمنظمة العدالة من أجل الحياة بالقول:” تحتاج المنظومة التعليمية بعد خروج التنظيم من ديرالزور إلى الكثير من العمل لإصلاح ما أفسده التنظيم، ومن الضروري العمل على إصدار منهاج جديد بعيد عن العنف والتطرف لتفادي وقوع الأطفال فريسة للأفكار القائمة على الكراهية التي تعلموها من مناهج تنظيم الدولة”.