العمليات العسكرية في محافظة دير الزور تتسبب بموجة نزوح غير مسبوقة
“مقتل مئات المدنيين نتيجة القصف الجوي من قبل القوات الحكومية السوريّة والروسية وقوات التحالف الدولي”
تعيش مدن وقرى وبلدات محافظة دير الزور سلسلة عمليات عسكرية رهيبة، خاصة بعد تصاعد وتيرة الغارات الجويّة والسباق للسيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم تنظيم “داعش”. وتزامناً مع العمليات العسكرية من قبل القوات الحكومية السورية والروسية منذ بداية شهر آب/أغسطس 2017 فقد باتت قرى وبلدات كاملة جنوب نهر الفرات شبه خالية من السكان، وباتت نسبة الدمار في المنازل والمحال التجارية تفوق ال 40 % سواء بشكل كلّي أو جزئي.
تمّ توثيق مقتل ما لا يقل عن (329) مدنياً بسبب الغارات الجوية المكثّفة على مناطق مختلفة في محافظة دير الزور منذ بداية شهر آب/أغسطس 2017، وحتى نهاية شهر أيلول/سبتمبر 2017، بينهم 81 طفل و59 امرأة، حيث كانت القوات الحكومية السورية وحليفها الروسي المسؤولة عن سقوط الرقم الأكبر من القتلى المدنيين.
وقد كان مجلس دير الزور العسكري المنضوي تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية قد أعلن بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر 2017 بدء معركة “عاصفة الجزيرة” من أجل السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش في شرق نهر الفرات.
تحث المنظمات الموقعة على هذا البيان قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، والقوات المحلّية الموجودة على الأرض، أن يكون إحترام حقوق الإنسان الأساسية على رأس أولوياتها، وبشكل أساسي الالتزام بقوانين الحرب أثناء العمليات العسكرية وبذل جميع الاحتياطات من أجل تفادي سقوط قتلى مدنيين، والتحقيق بشكل شفّافية في الغارات والهجمات التي وقع فيها ضحايا مدنيين.
كما ينبغي على القوات المهاجمة ضمان عدم مشاركة أطفال لأي غرض كان خلال العمليات العسكرية، وفتح ممرات آمنة من أجل خروج المدنيين إلى مخيمات تحترم كرامة الإنسان وضمان عدم تقييد حركة النازحين.
– وسوف نسرد عدداً من الحوادث التي قُتل فيها عدد كبير من المدنيين، فشلت فيها أطراف النزاع بالالتزام بقوانين الحرب التي تفرض التمييز ما بين الأهداف العسكرية والمدنية وأخذ جميع الاحتياطات الفعّالة والممكنة من أجل تجنّب سقوط قتلى مدنيين، وهذه الحوادث هي:
- بتاريخ 4 آب/أغسطس 2017، قام طيران حربي يُرجّح أنّه تابع للقوات الحكومية السورية وحليفها الروسي بقصف “بلدة التبني” في ريف دير الزور الغربي، مما أدى إلى مقتل (7) مدنيين على الأقل، كان من ضمنهم (3) أطفال.
- بتاريخ 28 آب/أغسطس 2017 قام طيران حربي يُرجّح أنّه تابع لقوات التحالف الدولي باستهداف “جسر الحديد” المعروف باسم “جسر البقعان” والذي يربط ما بين “قريتي الرمادي” و “أبو حسن”، وهما قريتان تابعتان لمدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، مما أدى إلى دمار الجسر بشكل كامل وخروجه عن الخدمة نهائياً.
- بتاريخ 31 آب/أغسطس 2017، قام طيران حربي يُرجّح أنّه تابع للقوات الحكومية السورية وحليفها الروسي بقصف قرية “زغير شامية” في ريف دير الزور الغربي، مما أدى لمقتل (7) مدنيين على الأقل، (بينهم 3 أطفال وامرأتين).
- بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر 2017، قامت طائرات حربية يُرجّح أنّها تابعة لقوات التحالف الدولي بقصف مركز احتجاز يتبع لتنظيم داعش، في مدينة البوكمال في ساعات العصر، وقد أدت الغارة إلى مقتل(13) (بعضهم من المحتجزين وبعضهم ممن تصادف وجودهم في المكان أثناء الهجوم)، وتم توثيق قصف المكان بثلاث غارات.
- بتاريخ 10 أيلول/سبتمبر 2017 قام طيران حربي يُرجّح أنّه تابع للقوات الحكومية السورية وحليفها الروسي باستهداف المعبر المائي الذي يصل “بلدة البوليل” -التابعة لناحية موحسن- “بقرية الصبحة” -التابعة لناحية البصيرة شمال نهر الفرات- وأسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن(28) مدنياً بينهم عائلة نازحة من قرية الشولا الواقعة في جنوب دير الزور، وقد تمّ توثيق قصف المعبر بأكثر من 15 غارة في فترة العصر.
- بتاريخ 11 أيلول/سبتمبر 2017 قام طيران حربي يُرجّح أنّه تابع للقوات الحكومية السورية وحليفها الروسي بقصف قرية “حوايج ذياب شامية” في ريف دير الزور الغربي، مما أدى إلى مقتل (8) مدنيين على الأقل.
- بتاريخ 12 أيلول/سبتمبر 2017 قام طيران حربي يرجّح أنّه تابع لقوات التحالف الدولي بقصف “قرية الشهابات“ في ريف ديرالزور الشمالي ما أدى لمقتل (8) مدنيين على الأقل بينهم 4 أطفال وامرأتين.
- بتاريخ 14 أيلول/سبتمبر 2017 قام طيران حربي يُرجّح أنّه تابع للقوات الحكومية السورية وحليفها الروسي بقصف “بلدة بقرص تحتاني” في حوالي الساعة الثانية عشر ظهراً، وقد أسفرت الغارة الجوية عن مقتل (8) أشخاص مدنيين بينهم (طفلتين وامرأة)، علماً أنّ القرية تقع شرقي محافظة دير الزور.
- بتاريخ 13 أيلول/سبتمبر قام طيران حربي يُرجّح أنّه تابع للقوات الحكومية السورية وحليفها الروسي بقصف “قرية مظلوم” التابعة لناحية خشام في ريف ديرالزور الشرقي مما أدى إلى مقتل (7) مدنيين على الأقل.
- بتاريخ 14 أيلول/سبتمبر 2017 وفي حوالي الساعة الثانية عشر ظهراً، قام طيران حربي يُرجّح أنّه تابع للقوات الحكومية السورية وحليفها الروسي بحوالي 15 غارة جوية قصفت فيها “مدينة الميادين” شرقي دير الزور، وقد تركّز القصف على منازل المدنيين مما أسفر عن مقتل (7) مدنيين بينهم طفلين.
- قتل 9 أطفال بتاريخ 14 أيلول/سبتمبر 2017 نتيجة قصف جوي لطيران حربي يُرجّح أنّه تابع للقوات الحكومية السورية وحليفها الروسي بغارة على بلدة “خشام” في ريف ديرالزور الشرقي.
- بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر 2017 قام طيران حربي يُرجّح أنّه تابع لقوات التحالف الدولي بقصف “المنطقة الصناعية” في مدينة البوكمال، مما أدى إلى مقتل (10) مدنيين على الأقل، من ضمنهم (6) أطفال و(3) نساء.
- بتاريخ 30 أيلول/سبتمبر قام طيران حربي يُرجّح أنّه تابع للقوات الحكومية السورية وحليفها الروسي “بلدة بقرص فوقاني” التابعة لمنطقة الميادين شرقي دير الزور، ب (7) غارات استهدفت منازل المدنيين ما أدى إلى مقتل (8) مدنيين بينهم (3) أطفال وامرأة.
– الألغام تتربص بالهاربين:
يتعرّض الهاربون من جحيم العمليات العسكرية في دير الزور إلى خطر الألغام المنتشرة على طرق الخروج والهروب، ففي تاريخ 3 آب/أغسطس 2017 قُتل (3) مدنيين نتيجة انفجار أحد الألغام بحافلة (سرفيس) كانت تقلّ نازحين من محافظة دير الزور باتجاه الحسكة وكان من بين الضحايا طفلة وامرأة. وبتاريخ 30 آب/أغسطس 2017 قُتل ما لا يقل عن سبع أشخاص نتيجة انفجار لغم على مفرق قرية أبو خشب (والتي تفصل ما بين مناطق سيطرة تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية)، وعُرف أنّ الضحايا كانوا من مدينة البوكمال.
– استهداف المخيمات المؤقتة للنازحين:
بتاريخ 11 أيلول/سبتمبر 2017 قتل 6 مدنيين بينهم طفل و3 نساء نتيجة قصف جوي لطيران يرجح أنه تابع للقوات الحكومية السورية وسلاح الجو الروسي استهدف بغارتين مخيمات للنازحين تقع على شاطئ النهر في بلدة الخريطة التابعة لناحية التبني في ريف ديرالزور الغربي.
– تطالب المنظمات الموقعة على هذا البيان:
- جميع أطراف النزاع:
- ضمان حماية الأماكن التي ينزح إليها أهالي دير الزور بما فيها المخيمات المؤقتة والدائمة، وأماكن الإيواء مثل المدارس والمشافي، وضمان عدم تعرّضها للقصف خلال العمليات العسكرية.
- تأمين ممرات آمنة للمدنيين الفارين من جحيم العمليات العسكرية، وتجهيز مخيمات مؤقتة تشرف عليها منظمات دولية مختصة، للتعاطي مع الحالات الإنسانية المستعجلة وتوفير أدنى من مقومات العيش للنازحين.
- بذل جهود حقيقية وفعّالة من أجل تجنّب القصف على المواقع المدنية في محافظة ديرالزور.
- تجنّب استهداف المعابر التي يستخدمها الفارون للخروج من المناطق المستهدفة مثل المعابر المائية.
- سلطات الإدارة الذاتية:
- ضمان حرّية التنقل، وخاصة في حالات الرغبة في تلقي العلاج، في أماكن النزوح، والسماح للمراقبين الدوليين بالمساهمة في الإشراف على عمليات التنقل والطبابة.
- تحسين مستوى الخدمات والمساعدات الإنسانية في المخيمات الموجودة مسبقاً في المناطق الخاضعة لسيطرتها والعمل على إنشاء مخيمات جديدة لاستيعاب الهاربين من المعارك في دير الزور.
- قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية:
- بذل جهود جدّية وحقيقة من أجل تنظيف الأراضي المحررة من أيادي تنظيم داعش من جميع أنواع الألغام والشرك الخداعية، والاستفادة من تجارب مناطق مشابهة مثل منبج والباب.
- التدقيق في عمليات الاحتجاز التي تحصل للحيلولة دون وقوع أية اعتقالات تعسفية بحقّ المدنيين.
- المجتمع الدولي:
ضمان أمن وحماية الفارين من مناطق النزاع عند عودتهم إلى أراضيهم، وضمان سلامتهم من الاعتقال أو القتل أو أي انتهاك آخر من قبل السلطات المسيطرة على تلك الأرض، وإطلاق سراح جميع المعتقلين تعسفاً وكشف مصير جميع المختفين قسراً.
- إلى المنظمات الدولية والإنسانية:
- العمل بشكل عاجل على إنشاء مخيمات للفارين من محافظة ديرالزور وتزويدها بالمستلزمات التي تمكن النازحين من العيش بكرامة.
- العمل وبشكل عاجل على إدخال المساعدات الغذائية والدوائية إلى المناطق التي توقفت فيها المعارك.
المنظمات الموقّعة:
- العدالة من أجل الحياة
- سوريون من أجل الحيقة والعدالة
- الأرشيف السوري
- المركز السوري للعدالة والمساءلة
- بيتنا سوريا
- أورنامو للعدالة وحقوق الإنسان
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان
- شبكة المرأة السورية
- رابطة المعتقلين والمفقودين في سجن صيدنايا
- اليوم التالي
- مركز توثيق الإنتهاكات
- مواطنة للعمل المدني
- المركز السوري للإعلام وحرية التعبير
- النساء الآن
- المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية
- مؤسسة دولتي
- الرابطة السورية للمواطنة