بتاريخ 7 كانون الأول/ديسمبر 2015 قامت طائرات يُرجّح أنّها تابعة للقوات النظاميّة وحلفائها باستهداف حي العرضي في مدينة ديرالزور الساعة 9 صباحاً ما خلّف دماراً هائلاً وأدى إلى مقتل 6 مدنيين منهم 5 من عائلة واحدة.
التقت منظّمة العدالة من أجل الحياة بالسيد أبو الزين والسيد محمود (اسماء مستعارة) اللذين كانا من الناجين نتيجة القصف وشاركا أهالي الحي في إسعاف المصابين ودفن القتلى.
مقدِّمة:
استعادت القوات النظاميّة السوريّة في نهاية العام2017 السيطرة على الأحياء الخارجة عن سيطرتها في مدينة ديرالزور ومنها حي علي بك أو العرضي، وسيطرت على مدينتي الميادين والبوكمال والقرى والنواحي التابعة لهما جنوب نهر الفرات بعد حملة قصف مكثّف استهدفت مختلف المناطق الخارجة عن سيطرتها داخل وخارج المدينة، فيما سيطرت قوات سورية الديمقراطية على القرى والبلدات الواقعة شمال نهر الفرات.
قتل الأب والأم وأطفالهم الثلاثة:
تعرّضت الأحياء الخارجة عن سيطرة القوات النظاميّة في مدينة ديرالزور منذ حزيران من العام 2012 إلى حملة قصف جوي ومدفعي وصاروخي شديد ومستمر لم يتوقف إلا بسيطرة هذه القوات على كافة الأحياء، سبّب القصف دمار أحياء بأكملها كما تسبّب بتهجير مئات الآلاف من المدنيين.
تحدّث الشاهدان اللذان قابلتهم منظمة العدالة عن القصف الذي استهدف حي العرضي بتاريخ 7 كانون الأول/ديسمبر 2015 والذي قُتِل فيه عائلة خضر عبد الحي الحافظ (خضور). وصف الشاهدان ما حصل بالتفصيل. يقول الشاهد أبو الزين:” عادة ما نسمع صوت الطائرة الحربية أو المروحية وكنا قد اعتدنا على القصف من قبل طائرات القوات النظامية، إلا أنّه وبعد بدء التدخّل الروسي أصبح القصف أشد والطائرات لا تغادر سماء المدينة، في ذلك اليوم كنت نائماٌ مع أولادي في منزلي في حي العرضي ولم أسمع أي صوت فقط أحسست بثقل هائل على جسدي فاستيقظت من النوم لأشاهد انهيار جزء من المبنى الذي أسكن فيه فوقي وفوق عائلتي، يوجد في المبنى 4 عوائل والمبنى خال من أي مسلّح”.
الطفل كرم خضر عبد الحي أحد ضحايا القصف
يُكمل أبو الزين:” استطعت إخراج يدي من تحت الركام وبدأت بالصراخ لإخراجي وأولادي وفعلاً تمكّن الجيران من إنقاذنا جميعاٌ لأشاهد المبنى الذي يُقابل بيتي والذي تتواجد فيه عائلة خضر عبدالحي الحافظ وقد انهار تماماً”.
الطفل ابراهيم خضر عبد الحي أحد ضحايا القصف
أمّا محمود النازح من حي القصور إلى حي الأحياء الخارجة عن سيطرة القوات النظاميّة والذي يعمل في محل لبيع الخضار في حي العرضي فيروي مشاهداته لمنظّمة العدالة من أجل الحياة:” الساعة 9 صباحاً قامت طائرة بقصف الحارة التي اعمل فيها والحارات المجاورة ب 7 صواريخ ما أدى إلى دمار كبير ولم أعد أستطيع مشاهدة شيء بسبب الغبار الكثيف، بعد أن تكشّف الغبار قليلاً رأيت المبنى الذي يسكن فيه خضر عبد الحي الحافظ وعائلته وقد سوي بالأرض، كان المشد مرعباً”.
الطفلة مي خضر عبد الحي من ضحايا القصف
قام أهالي الحي بإخراج عائلة خضور حيث توفيت الزوجة و2 من الأطفال على الفور وبقي خضر وابنه كرم على قيد الحياة، تم إسعافهم إلى مستشفى فارمكس حيث توفي الطفل كرم ليتم نقل خضور إلى مستشفى في مدينة الميادين ليفارق الحياة بعد فترة قصيرة. يقول محمود :” قُتِل خضر وابنه كرم البالغ من العمر حوالي 10 سنوات كما قُتل ابنه الثاني وعمره حوالي 8 سنوات و ابنته التي تبلغ من العمر حوالي 6 سنوات كما قتلت زوجته، قمت بدفن الزوجة والأولاد في حديقة أبو تمام القريبة من الحي أما خضر فقد دفنه بعد وفاته في مدينة الميادين”. يُكمل محمود:” بالقرب من المكان الذي قتل فيه خضر وعائلته يوجد مقر لإعلاميي التنظيم إلا أنّ المقر والإعلاميين لم يصابوا بأي أذى، وكان أهل الحي طالبوا الإعلاميين بالخروج من الحي خوفاً من الاستهداف إلا أنّهم رفضوا”.
فيديو يبين استهداف حي العرضي في مدينة ديرالزور بتايرخ 7 كانون الأول/ديسمبر 2015 -مصدر الفيديو مواقع التواصل الاجتماعي حيث أكد الشهود الذين التقت بهم منظمة العدالة من أجل الحياة صحته
يقول محمود أنّه لا يوجد أدوية كافية في مستشفى فارمكس الميداني كما أنّه لا يوجد أطباء مختصين وتتوافر فقط سيارتي إسعاف واحدة لنقل عناصر التنظيم والثانية لنقل الإصابات المدنية، نضطر نتيجة لذلك على نقل الإصابات إلى مستشفيات مدينة الميادين.
غادرت كل العوائل الحي بعد استهدافه ومنهم من رغب بالخروج إلى دمشق إلا أنّ التنظيم رفض السماح لهم.