حملة معاً لفك الحصار عن دير الزور
تقرير الشهر السادس
- القسم الخاضع لسيطرة التنظيم:
أبشع أنواع الإجرام لاقاها أهالي دير الزور على مدى أحد عشر شهراً، هي عمر سيطرة التنظيم في المنطقة، عقوبة لهم لعدم قبولهم وجوده وسياسته.
فقد تم تسجيل إصابة المسؤول عن سجن الحسبة في مدينة الميادين بتفجير سيارته، وهروب قائد إحدى الفصائل التي استقبلت التنظيم في بداية سيطرته على المدينة.
وتتعرض هذه المناطق لقصف من طيران النظام طال العديد من المنازل. ولا يكاد يمرّ يوم إلا وتودع عائلة من مدينة دير الزور شخصاً أو أكثر على يد النظام أو التنظيم.
ولا يزال تنظيم الدولة منذ تاريخ سيطرته على المنطقة ينفذ إعدامات جماعية في الريف والمدينة، والتهم جاهزة (الردة –الكفر-التعامل مع النظام) فقد تم توثيق تسع حالات إعدام في هذا الشهر، مع بعض حالات الاعتقال التي تنتهي بالإعدام غالباً، ومن يسلم على عنقه من الإعدام لا يستطيع أن يسلم على نفسه من الاعتقال الانتقامي أو مهاجمة منزله ومصادرة رزقه، وهي التصرفات ذاتها التي اعتاد عليها الناس في ظل حكم نظام الأسد.
-المجال الإنساني:
يعاني الأهالي الذين يسكنون القسم الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة من تسلطه، ويعيشون ظروفاً صعبة جداً لقلة موارد الرزق، إلا لمن يبايع التنظيم ويحصل على راتب شهري.
وتشهد المنطقة توقفاً شبه تام للنشاط الإغاثي بعد إغلاق المؤسسات المعنية بها، واحتكار العمل الإغاثي في المدينة وحصر المستفيدين بمؤيدي التنظيم فقط، فمعظم أهالي المدينة من أبناء الطبقة المتوسطة ويعملون كموظفين، وهؤلاء فقدوا رواتبهم. إما حرمهم النظام منها لوقوفهم ضده، أو منعهم التنظيم من الذهاب لاستلامها من مناطق النظام.
ويعيش معظم أهالي ريف دير الزور على الزراعة التي توقفت منذ بداية سنة 2013 بسبب الحرب التي شنها النظام على مدينة.
ويفرض التنظيم عدداً من الضرائب على أهالي المدينة. منها ضرائب الزكاة التي يستولي عليها لتمويل جنوده، وضرائب على شكل فواتير كهرباء لتوفيره الكهرباء لبعض المناطق والقرى. إذ يفرض التنظيم مبلغ وقدره (3000) ليرة سورية على كل منزل يتم تزويده بالكهرباء.
-المجال الطبي:
يزداد الوضع الطبي في المدينة سوءاً بسبب سيطرة التنظيم على المشافي والمستوصفات ومضايقة الكادر الطبي. مما أدى لمغادرة معظم الأطباء وإغلاق عدد كبير من المشافي والنقاط الطبية. مع انتشار كبير لعدة أمراض وأوبئة نتيجة تلوث مياه الشرب وعدم توافر الرعاية الصحية.
وقد تم توثيق عدة إصابات بمرض التهاب الكبد الوبائي A. وتوثيق وفاة شاب في ريف المدينة بداء الكلب لعدم توافر اللقاحات اللازمة. بالإضافة لحالات عديدة من فقر الدم الحاد وسوء التغذية.
المجال التعليمي:
يقوم التنظيم بتنفيذ دورات تدريبية للأطفال ما دون سن 15 لتخريج جيل يحمل أفكاره، بعد أن قام بإغلاق المدراس لفترة محددة لتغيير المناهج، وإخضاع المدرسين لدورات شرعية، وحذف بعض المقررات. وينذر الوضع التعليمي الحالي في دير الزور بكارثة مستقبلية.
- القسم الخاضع لسيطرة النظام السوري من المدينة:
تبقى الكارثة الإنسانية مستمرة للشهر السادس على التوالي في مناطق دير الزور، التي لا يزال النظام السوري يسيطر عليها (الجورة-القصور). ويحاصرها مشاركاً التنظيم بهذه الكارثة لتجويع الأهالي.
الجديد في الآونة الأخيرة دخول شهر رمضان الكريم، والذي جاء في فصل الصيف ومع ارتفاع درجات الحرارة التي قد تصل الى 45 درجة. وانعدام كامل للمواد الغذائية والماء والكهرباء. وقد استقبل أهالي دير الزور هذا الشهر بوجبة واحدة يومياً إما وجبة الإفطار أو وجبة السحور. وغالباً ما تكون هذه الوجبة الخبز والقليل من الحشائش أو الزيت والزعتر إن وجدت.
ويعاني الأهالي من انعدام الكهرباء وعدم توفر الماء البارد، مما أجبر البعض على شرائه. وصل سعر قالب الثلج في المناطق المحاصرة إلى (2800) ليرة سورية وسعر كيلو الماء البارد (300) ليرة سورية.
-المجال الطبي:
أدى الحصار الطويل إلى تردي الوضع الصحي. فمعظم الأهالي لا يجدون الطعام مما سبب انتشاراً كبيراً لفقر الدم الحاد وسوء التغذية، وتم توثيق وفاة الطفل (مصطفى صالح الفالح) بتاريخ 21-6-2016 نتيجة سوء التغذية وفقر الدم الحاد. بالإضافة لحالات كثيرة وفقا لشهادات أهالي من المنطقة.
وبسبب عدم وجود رعاية صحية كافية، وعدم توفر أي لقاحات، مع المياه التي تتوافر هذه المناطق ولا تخضع للتصفية اللازمة أصبحت البيئة ملائمة لانتشار الأمراض المعدية. وتم توثيق العديد من حالات التهاب الكبد الوبائي (A) في مناطق الحصار، مع انتشار لبعض المواد الغذائية الفاسدة أو المنتهية الصلاحية التي يتاجر بها بعض المستغلين، وخلو معظم الصيدليات من الأدوية وحليب الأطفال.
لاتزال المشافي التي تقع في المناطق المحاصرة شبه متوقفة لأنها تفتقر لأدنى الاحتياجات والمستلزمات. مع عدم وجود الكادر الطبي وانقطاع الكهرباء عن المدينة.
-المجال الإنساني:
تعيش المناطق المحاصرة أسوأ الأوضاع الإنسانية. بسبب عدم توفر المواد الغذائية وخلو الأسواق بشكل كامل إلا من الحشائش (بقدونس-جرجير-فجل ….) التي تتم زراعتها في منطقة البغيلية التي تتبع للمناطق المحاصرة والتي لا تكفي لتغطية حاجة السكان المتواجدين ضمن مناطق الحصار. يرافقها منع لدخول لأي نوع من أنواع الأدوية. وانقطاع تام للكهرباء والماء عن المنطقة مع زيادة الطلب على الماء في الأجواء الحارة.
ومن جهة أخرى استمر تعرض المناطق المحاصرة للقصف من قبل تنظيم الدولة. فتم توثيق وفاة 6 أشخاص نتيجة القصف.
أجبر انقطاع الكهرباء عن المناطق المحاصرة إلى تجميع طلاب شهادتي الإعدادي والثانوي في بداية الشهر الماضي أمام مبنى بريد شارع الوادي لبداية امتحانات الشهادتين، ولأنه المبنى الوحيد في هذه المناطق الذي تتوافر فيه الكهرباء، كونه مركز الاتصالات بالمنطقة.
ووعِد الأهالي لأكثر من مرة بعودة الكهرباء. لمدة 4 ساعات يومياً بالتناوب للمناطق الموجودة، وذلك باستخدام مولدات تعود لعام 1970 “منسقة” في محطة البغيلية وتم تسجيل عودة الكهرباء بتاريخ 2-7-2015 لفترة نصف ساعة فقط.
تزداد مأساة الأهالي مع دخول شهر رمضان، لعدم توفر أي مواد غذائية في الأسواق وارتفاع كبير جداً بأسعار المتوفر منها. بالإضافة لارتفاع أسعار المحروقات التي يستخدمها الأهالي في الطبخ. لتصبح الوجبة الواحدة لعائلة مكونة من أربعة أشخاص تكلف مايقارب (20)ألف ليرة سورية. وتبعاً لشهادة أهالي المنطقة فقد توقف الطيران المدني والتجاري في مطار دير الزور العسكري، الذي يقع تحت سيطرة النظام السوري، وكان هو المنفذ الوحيد لكسر الحصار. كما توقفت المشافي عن استقبال الحالات المرضية ولم تعد توفر سوى الإسعافات الأولية. ووفقاً لأهالي المنطقة أيضاً فإن عناصر النظام يعيشون خارج هذا الحصار. مما يؤكد مشاركة النظام فيه، ودوره في استغلال الأهالي، ببيعهم ما يتم إدخاله بأسعار مرتفعة جداً تفوق طاقة معظمهم.
أخيراً، نوجه نداءً لكافة الوسائل الإعلامية لتغطية ما يحدث لأكثر من 350 ألف نسمة تحت الحصار المشترك من قبل النظام والتنظيم. وتسليط الضوء على الإعدامات والاعتقالات الجماعية الانتقامية التي يمارسها التنظيم في مناطق سيطرته.
ونوجه نداءً للأمم المتحدة وكافة المنظمات والمؤسسات الدولية للعمل على المساعدة، والحد من تفاقم الكارثة الإنسانية نتيجة انتشار الجوع والعطش والأمراض المعدية.