تستعرض هذه الورقة القصف الذي نفّذته القوات الحكومية وحليفها الروسي على عدد من المدن والبلدات والقرى في محافظة ديرالزور خلال عام 2017 إضافة إلى أحياء الحميدية والعمال والعرضي في مدينة ديرالزور والتي كانت من أكثر الأحياء تعرضاً للقصف وذلك وفق ما وثّقته منظمة العدالة من أجل الحياة.
صورة توضح الموقع الجغرافي لمحافظة ديرالزور
أولاً: مقدمة:
كان عام 2017 عاماً فاصلاً في محافظة ديرالزور حيثُ تغيرت بشكل كامل خارطة السيطرة على المحافظة، فبعد سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على مناطق واسعة من ديرالزور في حزيران عام 2012 ليتبعها تصاعد للقوى الإسلامية المسلحة وعلى رأسها جبهة النصرة المصنفة على لائحة الإرهاب الدولي انتهاء بتنظيم الدولة المصنف هو الآخر على لائحة الإرهاب الدولي والذي سيطر على معظم المحافظة في تموز 2014.
القوات الحكومية السورية والتي كانت تسيطر على عدد من الأحياء في مدينة ديرالزور كانت قد بدأت حملة لإعادة السيطرة على المحافظة منذ حزيران/يونيو 2017 و نجحت في السيطرة بشكل كامل على القرى والبلدات الواقعة جنوب نهر الفرات في ريفي ديرالزور الشرقي والغربي إضافة إلى سيطرتها على الريف الجنوبي كاملاً، كما سيطرت على كامل مدينة ديرالزور و مدينتي الميادين و البوكمال في نهاية تشرين الثاني نوفمبر 2017، من جهتها سيطرت قوات سورية الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على معظم القرى والبلدات الواقعة شمال نهر الفرات ضمن معركة عاصفة الجزيرة والتي تم الإعلان عنها في أيلول/سبتمبر 2017.
ثانياً: أهميّة الورقة:
يُعتبر عام 2017 الأكثر دمويّة في المحافظة ووفق تقرير كأنّها القيامة الصادر عن منظّمة العدالة من أجل الحياة فقد قُتل المئات وهُجِّر الآلاف نتيجة القصف الجوي والصاروخي والمدفعي للقوات الحكومية وحليفها الروسي.
ادعت السلطات السورية أنّ عملياتها في ديرالزور استهدفت مواقع عسكرية تابعة لتنظيم الدولة هادفة لإخراجه منها.
تعرّضت المنازل والمحال التجارية في المناطق التي سيطرت عليها القوات الحكومية وحلفائها في محافظة ديرالزور لعمليات نهب واسعة حيث يتم بيع المسروقات من قبل عناصر القوات الحكومية على العلن في عدد من الأحياء في مدينة ديرالزور.
يخشى الكثير من المدنيين الذين خرجوا من المناطق التي سيطرت عليها القوات الحكومية من العودة خوفاً من اعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنيّة السوريّة، كما أنّ آلاف الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و52 مهددون في حال عودتهم بإلحاقهم بالخدمة العسكرية الإلزامية أو خدمة الاحتياط.
وثّقت منظّمة العدالة من أجل الحياة مقتل (1273) مدني في كامل محافظة ديرالزور نتيجة القصف الجوي لطيران تابع للقوات الحكومية وحليفها الروسي خلال عام 2017 بينهم (263) طفل و(244) امرأة قُتِل 60% منهم في الفترة الواقعة بين بداية أيلول/سبتمبر ونهاية تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2017.
ثالثاً: قصفٌ قتلَ وهجّر الآلاف:
مدينة ديرالزور:
مركز منطقة ديرالزور، تتبع لها نواحي: البصيرة، التبني، خشام، موحسن، الكسرة، تقع المدينة حالياً تحت سيطرة القوات الحكومية السورية بشكل كامل.
أحياء مدينة ديرالزور والتي سيطرت عليها القوات الحكومية في نهاية 2017
تعرّضت أحياء المدنية التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة خلال عام 2017 لقصف جوي وصاروخي ومدفعي مكثّف من قبل التحالف السوري الروسي وذلك بهدف السيطرة عليها وهذا ما تحقّق في نهاية العام.
وثّقت منظّمة العدالة من أجل الحياة مقتل 50 مدني خلال عام 2017 في أحياء الحميدية والعمال والعرضي فقط، بينهم 6 أطفال و15 امرأة.
مدينة البوكمال:
مدينة سورية و مركز منطقة البوكمال شرقي ديرالزور، وهي منطقة حدودية يمرُّ عبرها نهر الفرات. نواحي منطقة البوكمال: ناحية هجين-ناحية الجلاء-ناحية السوسة.
وثّقت منظّمة العدالة من أجل الحياة مقتل (181) مدني نتيجة لقصف طيران التحالف السوري الروسي خلال عام 2017 بينهم (42) طفل و(44) امرأة.
قُتِل (72) من الضحايا الموثقين بين شهر كانون الثاني/يناير وشهر تموز/يوليو 2017، منهم (24) مدني بتاريخ 18 نيسان/أبريل 2017 قتلوا نتيجة قصف بالقرب من دوار المصرية في مدينة البوكمال كما قُتُل (28) مدني بتاريخ 15 أيار/مايو 2017، فيما قُتِل (109) مدنيين في الفترة الواقعة بين 1 أيلول/سبتمبر و30 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 منهم (28) قتلوا نتيجة قصف جوي على حي السكرية الواقع شمال غرب مدينة البوكمال.
صورة لقصف جوي على حي السكرية بتاريخ 30 تشرين الأول/أكتوبر 2017
مصدر الصورة مواقع التواصل الاجتماعي حيث قامت منظّمة العدالة من أجل الحياة بالتحقُّق من صحتها
بلدة الشعفة:
تقع بلدة الشعفة جنوبي نهر الفرات و تتبع ناحية هجين في منطقة البوكمال شرقي ديرالزور.
تجمّعت عشرات العائلات الهاربة من القصف على مدينة البوكمال في البلدة وأنشأوا تجمعات سكنيّة فيها.
قصف طيران تابع للقوات الحكومية وحليفها الروسي البلدة في شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر 2017.ما أدى إلى مقتل (92) مدني بينهم (11) طفل و(23) امرأة.
بلدة السيال:
تقع بلدة السيال شمال غرب البوكمال وتتبع لها، يبلغ عدد سكانها حوالي (13) ألف نسمة قبل دخول القوات الحكومية إليها في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2017.
استهدفت القرية في الحملة التي شنّتها القوات الحكومية وحلفائها على منطقة البوكمال حيث قُتِل في شهر تشرين الثاني/نوفمبر (10) مدنيين بينهم (3) أطفال وامرأة.
قرية السويعية:
تقع قرية السويعية في منطقة البوكمال.
وثّقت منظمة العدالة من أجل الحياة مقتل (7) مدنيين في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2017 بينهم طفلين وامرأتين نتيجة قصف جوي لطيران التحالف السوري –الروسي استهدف القرية.
مدينة الميادين:
مدينة سورية ومركز منطقة الميادين، تقع على نهر الفرات على بعد 45 كيلومترًا من مدينة ديرالزور في الجهة الجنوبية الشرقية منها. نواحي منطقة الميادين: ناحية ذيبان · ناحية العشارة.
وثّقت منظّمة العدالة من أجل الحياة خلال عام 2017 مقتل (125) مدني بقصف جوي لطيران القوات الحكوميّة وحليفها الروسي بينهم (36) طفلاً و(28) امرأة.
قُتِل (62) مدني أي ما يُقارب نصف الضحايا الموثّقين خلال المدة الواقعة بين شهر أيلول/سبتمبر ونهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2017.
صورة لقصف جوي على مدينة الميادين-14 أيلول/سبتمبر 2017
مصدر الصورة مواقع التواصل الاجتماعي حيث تم قامت منظّمة العدالة من أجل الحياة بالتحقّق من صحتها
بلدة البوليل:
تقع بلدة البوليل شرقي ديرالزور وتتبع ناحية موحسن.
وثّقت منظّمة العدالة من أجل الحياة مقتل (62) مدني خلال عام 2017 نتيجة القصف الجوي للقوات الحكومية السورية وحليفها الروسي على البلدة، (53) مدني قتلوا بين شهر أيلول/سبتمبر ونهاية تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2017 وذلك نتيجة استهداف البلدة والمعابر المائية التي تصلها بالقرى والبلدات الواقعة شمال نهر الفرات.
قرية مظلوم:
تقع قرية مظلوم في الريف الشرقي لديرالزور وتتبع ناحية خشام شمال نهر الفرات.
شهِدت القرية في عام 2017 محاولات متكررة للسيطرة عليها من قبل قوات سوريا الديمقراطية من جهة والقوات الحكوميّة السورية من جهة أخرى ضمن مساعي الطرفين للتقدّم باتجاه حقل كونيكو للغاز والواقع في بلدة خشام، وثّق باحثو منظّمة العدالة من أجل الحياة مقتل (14) بينهم طفل و (3) نساء وذلك نتيجة القصف المكثّف من طائرات القوات التحالف السوري والروسي على القرية.
بلدتا بقرص فوقاني وبقرص تحتاني:
تقع بلدتي بقرص فوقاني و بقرص تحتاني في ريف ديرالزور الشرقي و تتبعان منطقة الميادين، تعرّضت البلدتان لمئات الغارات الجوية خلال الفترة الواقعة بين 30 أيلول/سبتمبر و6 تشرين الأول/أكتوبر 2017 و ذلك وفق شهادات حصلت عليها منظّمة العدالة من أجل الحياة.
وثّقت منظّمة العدالة مقتل (33) مدني في البلدتين عام 2017 نتيجة قصف جوي للقوات الحكوميّة وحليفها الروسي بينهم (7) أطفال و(5) نساء حيث قُتِل حوالي 70% منهم بين أيلول/سبتمبر ونهاية تشرين الأول/أكتوبر 2017.
قرية حوايج ذياب:
تقع قرية حوايج ذياب في ريف ديرالزور الغربي جنوب نهر الفرات وتتبع ناحية التبني
قُتِل (15) مدنياً في القرية في شهر أيلول/سبتمبر 2017 بينهم امرأتين حيث سقط (8) منهم بتاريخ 11 أيلول/سبتمبر نتيجة قصف المعبر المائي الذي يصل القرية بشمال نهر الفرات.
بلدة الخريطة:
تقع بلدة الخريطة في ريف ديرالزور الغربي جنوبي نهر الفرات وتتبع ناحية التبني، تعرّضت البلدة لقصف جوي مكثّف في النصف الثاني من العام 2017 في محاولة للقوات الحكوميّة للسيطرة على الريف الغربي لديرالزور، ما اضطر أهلها على الخروج من منازلهم.
وثّقت منظّمة العدالة من أجل الحياة مقتل (17) مدنياً خلال عام 2017 بينهم (5) أطفال و(5) نساء نتيجة قصف جوي لطيران القوات الحكوميّة والطيران الروسي استهدف البلدة ومخيماً للنازحين من البلدة يقع على شاطئ نهر الفرات القريب من البلدة.
استهداف المعابر:
استهدفت القوات الحكومية وحلفائها المعابر التي تصل بين القرى والبلدات الواقعة جنوب نهر الفرات بتلك الواقعة شمال النهر في منطقتي الميادين والبوكمال، كما استهدفت العبَّارات والسفن التي يستخدمها المدنيون الهاربون من القصف للتنقُّل بين ضفتي نهر الفرات.
وثّقت منظّمة العدالة من أجل الحياة مقتل (53) مدني في الفترة الواقعة بين 1 أيلول/سبتمبر و30 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 نتيجة قصف المعابر التالية:
معبر بلدة العشارة ومعبر بلدة محكان التابعتين للميادين شرقي ديرالزور.
معابر العباس-هجين -الباغوز -السيال -حسرات -البقعان -المراشدة -السوسة في منطقة البوكمال شرقي ديرالزور.
رابعاً: التوصيات:
تطالب منظّمة العدالة من أجل الحياة:
- مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا بالضغط على الحكومة السورية لتسهيل عودة المدنيين الفارين إلى المناطق التي سيطرت عليها في محافظة ديرالزور وضمان سلامتهم من الاعتقال أو القتل أو أي انتهاك آخر.
- العمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإحالة الوضع في سوريا إلى القضاء بما في ذلك المحكمة الجنائيّة الدوليّة أو محاكم خاصة ودعوة مجلس الأمن في هذا الصدد إلى تحمُّل مسؤولياته والبدء بإجراءات حقيقية لضمان المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب.
- الضغط على الجهات الفاعلة وصاحبة المصلحة للدخول في عملية سلام شاملة تحترم حقوق الإنسان السوري والقانون الدولي الإنساني.